لا تزال، حتى اليوم، كلمة الممثلة الأميركية، ميريل ستريب، قبل أشهر خلال تسلمها "غولدن غلوب" تثير ردود فعل، إذ قالت حينها رداً على رئيس بلادها، دونالد ترامب، وسياساته العنصرية "هوليوود تعج بالغرباء والأجانب، وإذا ركلناهم جميعاً خارج البلاد، لن يكون لديك شيء تشاهده سوى كرة القدم والفنون القتالية المختلطة".
واعتبرت ستريب بطلة بسبب شجاعتها، ووقوفها مع المهمّشين في وجه سطوة الرئاسة.
أما في العالم العربي، فرغم وجود بعض الأمثلة لفنانين وقفوا في وجه الأنظمة الدكتاتورية في مصر وسورية والعراق... يبقى تطبيل بعضهم للرؤساء والسياسيين والعسكر أمراً مستفزّاً، خصوصاً عند استخدام لغة سوقية أو عنصرية.
ومع انطلاق معارك جرود عرسال، والأخذ والرد الذي سبقها حول حقوق اللائجين السوريين في لبنان، خرج علينا بعض الفنانين اللبنانيين بخطاب أقل ما يقال عنه إنّه "مسفّ ومسيء".
ويأتي في هذا السياق هستيريا الفنانة، نادين الراسي، على "توتير" وحديثها بشأن طلبها من السوريين "افرقونا بريحة طيبة"، استدعى سلسلة ردود من فنانات سوريات، إلا أن هذه الردود جاءت بنفس مستوى العنصرية وأكثر، إذ أصبحنا أمام حفلة "ابتذال لغوي معيب".
واعتذرت بعدها الراسي مبررة كل ذلك بدفاعها عن جيش بلادها، وهو شعار يتلطى خلفه كثيرون في لبنان للإدلاء بمواقف عنصرية.
أما مايا دياب فكتبت تغريدة عنصرية بدورها حين وجّهت كلامها للاجئين السوريين قائلة: "بالحرب حطّيناكن بقلبنا بس بالوقاحة رح تدوقو جزمة جندي بلادي #الجيش_اللبناني #جيش_بلادي #انا_الجيش".
Twitter Post
|
لكنّ استحضار "البيادة العسكرية" ليس غريباً ولا جديداً على ثقافة عدد كبير من الفنانين العرب. ففي سورية يبقى المثال الأشهر هو الممثل السوري زهير عبدالكريم الذي انتشرت صورته عام 2015، وهو يركع عند قَدَمي أحد جنود الجيش السوري ليُقبّل حذاءه.
Twitter Post
|
لكن قبل زهير عبد الكريم، تبرّعت الإعلامية التونسية كوثر البشراوي إلى تقبيل حذاء قالت، إنه يعود لجندي سوريّ مباشرة على الهواء، مستفيضة في شرح معاني هذا الحذاء!
وفي مصر أيضاً بدت "البيادة العسكرية" جزءاً من مشهد ما بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013. ففي عام 2016 وأثناء ردّ الإعلامي المصري، تامر أمين، على الإعلامي الساخر باسم يوسف، قال له بوضوح: "البياده أصلًا المفروض يتضرب لها تعظيم سلام".