فلسطين 2016: إعدامات على الحواجز وتوسّع استيطاني وتهويد القدس

رام الله

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
31 ديسمبر 2016
56B241D6-7AF8-4E75-B232-D5A10E671F00
+ الخط -
لم يختلف المشهد الميداني كثيراً في فلسطين المحتلة عام 2016، إذ واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها بحق البشر والحجر، فسجل استشهاد 134 فلسطينياً برصاصها، لا سيما على الحواجز، في حين سجل التوسّع الاستيطاني ارتفاعاً حاداً عن العام الماضي، مع توثيق مشاريع لبناء 27 ألف وحدة استيطانية، فضلاً عن مواصلة مشاريع في القدس، بهدف تغيير معالمها.

هذه الأرقام، أوردها تقرير إحصائي توثيقي، للأحداث الميدانية خلال العام، أصدره "مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق" التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت.

وأوضح التقرير أنّ من بين الشهداء 34 طفلاً، لافتاً إلى أنّ معظم الشهداء أعدموا على الحواجز العسكرية المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية، والتي زاد عددها عن 472 حاجزاً، تقيّد حرية الحركة وتنقّل المواطنين.

وحول الإصابات في عام 2016، أوضح المركز أنّ قوات الاحتلال أصابت نحو 3230 فلسطينياً من بينهم نحو 1040 طفلاً، أكثر من 60% منهم أصيبوا بالغاز السام الذي يطلقه جنود الاحتلال على المواطنين العزّل، خلال التظاهرات الأسبوعية السلمية في مناطق الجدار العنصري، وعلى حدود قطاع غزة.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال نحو 6970 فلسطينياً وفلسطينية، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، من بينهم 1240 طفلاً و151 سيدة وفتاة قاصرة، ووصل عدد المعتقلين في مدينة القدس خلال عام 2016 إلى نحو 2000 معتقل منهم 700 طفل.

كذلك تطرّق التقرير إلى اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس على الفلسطينيين، بحراسة وحماية جنود الاحتلال، وذلك من خلال قيامهم بإلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة على المنازل والمركبات، في عدة بلدات وقرى فلسطينية محاذية للمستوطنات، وفي البلدة القديمة من الخليل.

وحاول المستوطنون من جديد حرق منزل لعائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، إضافة إلى اقتلاع وإحراق وتجريف أكثر من 6500 شجرة زيتون وعنب ولوزيات، في الضفة والقدس.

وقال التقرير إنّ "سلطات الاحتلال تواصل فرض الحصار البري والبحري على قطاع غزة، إذ شملت الاعتداءات التوغّل البري في المناطق القريبة من الشريط الحدودي وتجريف أراضي المزارعين وإطلاق النار والاعتقالات، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى واعتقال عدد آخر".

ولم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على البرّ فقط، بل شملت البحر من خلال فرض الحصار البحري، وتضييق مساحة الصيد المسموح بها في عرض البحر، والتضييق على الصيادين الفلسطينيين، وإطلاق النار من الزوارق البحرية الإسرائيلية تجاه مراكب الصيادين، ومهاجمتهم في عرض البحر واعتقال عدد منهم.


مشاريع استيطانية وسرقة أراضٍ وتهويد وهدم منازل

وقد وثّق التقرير ما تمّ الإعلان عنه من مخططات وعطاءات ومنح تراخيص لنحو 27335 وحدة استيطانية جديدة، في مراحل البناء والتخطيط والمصادقة، وخصصت لها مئات ملايين الشواقل (العملة الإسرائيلية) من أجل إخراجها إلى حيّز التنفيذ، منها 19 ألفاً في مدينة القدس.

كذلك تمّت المصادقة على بناء 4416 وحدة في مستوطنة موديعين غرب رام الله، في حين تم توثيق مخطط هيكلي جديد لمستوطنة مخماش مزراح، قرب رام الله، يهدف إلى تحويل مستوطنات معاليه مخماش، وريمونيم، وبساجوت وكوخاف يئير إلى ضاحية سكنية كبيرة.

ويهدف المخطط إلى بناء 2500 وحدة سكنية جديدة، إضافة إلى 98 وحدة سكنية جديدة ستستخدم لإسكان مستوطني بؤرة عمونا الاستيطانية التي بنيت على أرض فلسطينية والمقرر إخلاؤها، فضلاً عن الإعلان عن مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنات بيت لحم والخليل وسلفيت ونابلس بالضفة الغربية.

ووفق التقرير، فإنّ ارتفاعاً حاداً طرأ على وتيرة البناء الاستيطاني عام 2016 بنسبة بلغت 57% عن العام الماضي، أغلبها في مدينة القدس، بينما عملت الحكومة الإسرائيلية على إقرار قانون تسوية الأراضي أو ما يسمّى قانون "تبييض المستوطنات"، لشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.

وفي إطار سرقة الأرض الفلسطينية، استولت سلطات الاحتلال خلال عام 2016، على أكثر من 12326 دونماً من الأراضي الخاصة بالفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، بعضها يتم الإعلان عنه كـ"أراضي دولة"، ليصار إلى تحويلها لاحقاً لصالح الاستيطان.

كما قرّرت الحكومة الإسرائيلية الاستيلاء على مئات الدونمات على الطريق الواقع بين مفرق حوارة ومفرق جيت على طريق يتسهار نابلس، الواقع جنوب المدينة، من أجل إقامة ستة أبراج عسكرية إسرائيلية لحماية طريق المستوطنين.

وتم الكشف عن أنّ طواقم ما يعرف بالإدارة المدنية الإسرائيلية، قامت بترسيم ومسح أكثر من 62 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، لضمّها لاحقاً لصالح المستوطنات، بهدف فرض أمر واقع على الأرض، وتقويض حل الدولتين.

وتطرّق التقرير إلى إجراءات سلطات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، والتي تهدف إلى قلب المعادلة الديموغرافية داخل المدينة، لصالح المستوطنين، وتهويد المدينة من خلال إقامة مشاريع ضخمة في أحيائها، وتخصيص الأموال لتحقيق تلك الأهداف.

وبيّن التقرير أنّ من أخطر تلك المشاريع "مشروع وجه القدس"، والذي سيقام على مساحة 211 دونماً، في مدخل غربي القدس، وسيحتوي على مراكز تجارية، ومراكز سياحية، وفنادق، ومراكز ترفيه، كذلك مشروع "بيت الجوهر" التهويدي، على مساحة 1.84 دونم، قرب المسجد الأقصى بمساحة بناء تصل إلى 2985 متراً مربعاً، تشمل بناء طابقين فوق الأرض وآخر تحتها.

ولفت إلى أنّ من هذه المشاريع تطوير القطار الخفيف، والإعلان والتخطيط والمصادقة على بناء أكثر من 19 ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس وحدها، خلال عام 2016، والاستيلاء على بنايتين سكنيتين في بلدة سلوان جنوب الأقصى، إضافة إلى القيام بمشاريع حفر أنفاق في محيط وأسفل المسجد الأقصى، لتغيير معالم المدينة.

ووثّق التقرير تضييق سلطات الاحتلال على الفلسطينيين في القدس، من خلال فرض الضرائب والغرامات الباهظة والاستيلاء على المنازل والعقارات، ونصب الحواجز ونقاط التفتيش، ومنع المواطنين من الوصول إلى المسجد الأقصى.

وفي عام 2016 هدمت سلطات الاحتلال ما يقارب 1023 منزلاً ومنشأة في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس، منها ما يقارب 300 في القدس، حيث تمّ هدم نحو 488 منزلاً ونحو 535 منشأة مختلفة في محافظات الضفة الغربية والقدس، إضافة إلى إصدار إخطارات هدم لأكثر من 657 منزلاً ومنشأة، في الفترة ذاتها.


 




ذات صلة

الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.

الصورة
نازحة فلسطينية رفقة أبنائها بخيمة برفح، 9 إبريل 2024 (الأناضول)

مجتمع

تُكابد أمهات نازحات في غزة معاناة مضاعفة لرعاية مواليدهن وسط ظروف معيشية واجتماعية واقتصادية قاسية تفتقر لأبسط الاحتياجات الضرورية، وسط مخاطر سوء التغذية