فلسطين عند "داعش"

29 أكتوبر 2014
+ الخط -

كثرت الأسئلة، أخيراً، عن مكانة فلسطين لدى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، نظراً لخلو خطابه من الحديث عنها، بالإضافة إلى تجاهله التام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ولكن، عثرت على حوار طويل، نشرته وسيلة إعلام تابعة للتنظيم، هي "وكالة أعماق الإخبارية"، مع عضو فلسطيني في التنظيم، هاجر إليه قادماً من غزة، أعتقد أنه يجيب باستفاضة على معظم تلك الأسئلة.
للأمانة العلمية، حرص العضو " أبو عزام الغزّي"، في بداية الحوار، على الإشارة إلى أن حديثه لا يمثل فكر جماعته، لكن طبيعة النص المنشور لا تدل أنها قيلت "ارتجالاً"، كما أن أعضاء مثل هذه التنظيمات لا يخرجون عن سياستها العامة، ويطرحون وجهات نظرها. وعلى كل حال، لخصت حديثه الذي أعتقد أنه لا يحتاج إلى تعليق، على النحو التالي:
-لا يوجد شيء اسمه سورية وفلسطين ولبنان والعراق، وما إلى ذلك من المسميات، إنما هي بلاد المسلمين، وعلى المسلمين توحيدها تحت حكم الشريعة.
-ما يجري في فلسطين يتخذ شكل الصراع على الأرض، وليس الهدف من القتال هناك تحكيم شرع الله، عز وجل، وإخضاع الناس له.
-تحرير فلسطين داخل بالضرورة ضمن الأهداف المرحلية، وليس الآنية، للدولة الإسلامية.
-لا فائدة من تحرير فلسطين، كل فلسطين، ما لم يحكّم فيها شرع الله، وتوحّد مع باقي بلدان المسلمين. فها هي مصر مثلاً، والجزائر وباكستان وكل بلدان المسلمين من دون استثناء، لا يحتلها أحد، ولكنها بائسة بغياب حكم الله عز وجل، وعدم تطبيقه فيها.
-الخطوات التي تتخذها داعش لتحرير فلسطين تتمثل في توحيد المسلمين في البلدان المجاورة في جبهة موحدة، تحت قيادة شرعية، وتخليصهم من الطغاة، وتربية الأجيال القادمة على أصول الشريعة.
- التكتيك السابق ليس غريباً على المسلمين، فقد هاجر النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، وأسس دولته هناك، تاركاً مكة، بما فيها لقريش، لأنه كان يخطط لتطهيرها من دنس المشركين وأصنامهم، عبر تأسيس قاعدة صلبة في المدينة، تكون فيما بعد منطلقاً للمسلمين، لفتح الجزيرة العربية والعالم بأسره، وليس فقط مكة.
-خاض النبي، صلى الله عليه وسلم، معارك كثيرة قبل فتح مكة، ولم يكن جهده مُنصبّاً لتحرير مكة فقط، كما يفكر أغلب المسلمين، اليوم، بل إن رسالة الإسلام المتمثلة في نشر التوحيد أوسع من أن يتم حصرها في قضية تحرير بلد من بلدان المسلمين، مهما بلغت قداسته لهم، من دون أن يعني هذا إهمال هذه القضية.
-المقاومة ضد اليهود ليست الحل الجذري، فهذه كلها مسكنات، والدواء الفعلي لهذه المشكلة هو إزالة دولة اليهود بإقامة الدولة الإسلامية.
-حركة حماس التي تدعى أنها حاملة مشروع الجهاد في فلسطين، عندما سيطرت على غزة حكمت بقوانين حركة فتح الوضعية، ولم تحكّم فيها شرع الله عز وجل.
-حماس قتّلت المجاهدين (السلفيين الجهاديين)، حينما حاولوا تصحيح المسار، ولاحقتهم وصادرت أسلحتهم، ومنعتهم من الرد على الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، وعلى قتل الأسرى وغيرها من الجرائم.
-هناك تهويل إعلامي في قدرات حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الحربين الأخيرتين على قطاع غزة، وقصفهما المدن الإسرائيلية بلا جدوى، بل هي عملية إثارة عواطف المسلمين.
-ماذا حققت المقاومة من الحربين سوى وعد اليهود للصيادين بعدة أميال في البحر، لصيد الأسماك، وزيادة إدخال البضائع لغزة؟ .
-البديل هو الحل العسكري الأجدى باتخاذ التكتيك الصحيح الذي يرجى منه تحقيق النصر، وهو الهجرة إلى الدولة المباركة (داعش) والجهاد تحت رايتها، وهو أمر يسيرٌ على من يسّره الله عليه، أو نصرتها من مكانه، بكل الوسائل الممكنة، إن لم يستطع المجيء إلى هنا.

 

EE1D3290-7345-4F9B-AA93-6D99CB8315DD
ياسر البنا

كاتب وصحافي فلسطيني مقيم في قطاع غزة