خلاسيون، نحن أيضاً عربٌ. شخصٌ ما أتى إلى إسبانيا منذ عشرة قرون يسري فينا، يعرف النجوم وهو قافلة في الصحراء. عرب بني السَّراج بسيوفٍ مُحدبةٍ وتروسٍ مُدَوَّرَةٍ بعد مازالوا يركضون على متن الخيول عبر السهول نحو مساجدَ مدهشةٍ يغمرون فضاءاتٍ ومنازلَ بلسان الأهلةِ. مَرَّةً أخرى فرسٌ وعبرانيُّونَ يشتدُّ طمعهم بأنهارنا من عسلٍ، يضرمون النَّار في المخيَّمِ ويرشقون بالسِّهام الحنُوَّ، ومن جديدٍ يُفسِدُ الجراد حقول الزيتون، فلسطين العذبة، تحفظين وجهك خلف الأقنعةِ التي تحمي من البرد.
ورغم ذلك بعد ما زالت أشجارُ الأرز الألفية تغني، فترقصُ السَّماءُ على إيقاع البهجة لأجل عشقكِ المُسلَّحِ. هي حربُ أطفالك في أحضان أراض للاأحدٍ تزهرُ بينما السِّحرُ يفورُ في الشَّرايين، قد تمَّ تحذيرُنا: سلطانٌ خفيٌّ يسلخُ جلدَ رأسنا.
***
تلتمسُ منِّي أن أتحدَّثَ إليكَ من ذاتي، أن أكتبَ: أنا أكابدُ، أنا أغنِّي، أنا أمضي، أن أعبِّرَ بصوتٍ خاصٍّ هذيانيٍّ، ما الذي صارتْ إليه حياتي بعد أن استوعبتُ أنَّ وعدَ الربيعِ في زمنٍ تلقَّفهُ الموتُ معادلٌ لما هو أقلُّ من مخيِّلةِ طفلٍ تترصَّدُهُ سماءٌ زائفةٌ في مكانِ وزمانِ جحيمٍ يكاد يكون غير قابلٍ للتغييرِ.
سجناءُ نظامٍ شمسيٍّ مخادعٍ أو جماعُ قرونٍ في كوْنٍ بلا شموسٍ، مثل إلهٍ انطفأ طواعية أمام من كنا نُقادُ بالنظرةِ المقيَّدةِ واللسانِ الخاضعِ من طرفِ آباءٍ عميان ومعلمين مضللين، كنا شهوداً للوجود المحتضرِ لسيِّدٍ سقط مكللاً بالأشواك، ما بين ابتهالاتٍ وشُمَيْعاتٍ مثل الرموز في قانون الرَّافدةِ المُنهارةِ.
وبين الحينِ والحينِ كان السَّيِّدُ الآخرُ المقلَّدُ بقناعِ ازدراءٍ جامدٍ، والذي لم يكن بعدُ سلطانُه الإقطاعيُّ قد انهدَّ بعدُ، قد استعملَ كليّاً سوطه الحديديَّ لاقتيادِ قطيع ثيرانه الذهبية لتجترَّ في خزائن البنوكِ. حدٌّ ضدَّ الحدِّ ضدَّ الموتِ المتغطرسِ، نكابدُ غيْريَّةً زائفةً، الاستبدادُ الدنيويُّ في حفرةٍ جماعيَّةٍ بعدُ مازلنا لم نفْلِتْ منها. أسرى للاإدراك الفراغ، نحنُ عينٌ لم تلْتفتْ بعدُ إلى ذاتها لكي تتجنَّبَ الهزيمة وتعيدَ تشكيلَ ذاكرةِ زمنٍ ضاعَ سُدىً.
تقولُ إنَّكَ لم تسمعِ انْبجاسَ أيِّ كلمةٍ جديدةٍ من شفتيَّ لم أقلْها ولم أتغنَّ بها، لم أسندْ وحدي ومع الكثيرين صوتاً كان يعترضُ على سلطان العالم السفلي، وأني معانداً خرستُ لكي أنضمَّ إلى جوقةِ الغناءِ للضَّالينِ المرتابينَ (إذ ليس ثمَّة ما يمكنُ فعلهُ أمام الانتصارِ الفاضح للموت).
تطالبني بأن أعبِّرَ عن حقيقةٍ قاطعةٍ مثل مقرعةٍ، مثلما لو كان شخصٌ ما يستطيع أن يقدِّمَ حقيقة شخصية في شكلِ حجَّةٍ مثمرةٍ أو لحفنة منغلقةٍ على ذاتها على افتراضِ أن اللغة تشكِّلُ جزءاً من استحكامٍ عقيمٍ. لكن من أكونُ أنا حتَّى أتلفَّظَ بشيءٍ لمْ يُقَلْ قطُّ من قبل دون أن يزنَ مُسبقاً بطمأنينةٍ حقائقكمُ القاسية وحقائقي، مُتحمَّلةً تحت شمسٍ أضاءتْ عصراً لا متناهياً لآكلي لحوم البشر.
***
سأتحدَّثُ بصوتِ حجارةٍ من سِجِّيلٍ عن حلمٍ قديمٍ شبهِ مَنسيٍّ. لكنِّي لن أتحدثَ لكي أجحدَ تعدد ما قبلَ تاريخٍ ذي
أوراقٍ كثيفةٍ، حينما لم يكن يوجدُ أيُّ شيءٍ لكَ ولِي بل لنا. لن يُصْمِتَ التُّرابُ الأسودُ ذاكرتَه في فمي،
سيستدعي الحجرُ دوماً الكابوسَ الإنسانيَّ المُكدِّرَ الذي بعدُ لم يتمكنْ من اجتثاثِ الاستحضارِ العذبِ للأصلِ.
لكن لا تمْنحْ كلماتي أبعاداً مُمْعِنة في المبالغةِ، فهي ستجعلك فقط محترساً أمام ما رأيته وعشته، فالكلماتُ
وحدها لن تستطيع أن تُغيِّرَ إنساناً أو بلاداً تُدَبِّرُ الرعبَ، ووحدهمُ الناسُ والبلدانُ المروَّعة يستطيعون تغييرَ أنفسهم.
من بين كلِّ الكلمات التي نطقتُ بها خلال سنوات الريبة، هذه ستكون هي الأصواتُ الأخرى، الألفاظُ التي هي دوماً صريحةٌ وتكادُ لا تكون قط مفهومة، والتي لربما لن تسمعها أيضا وإن لم تكن هي المرَّةُ الأولى التي نتحاورُ فيها.
كلماتٌ ضدَّ هذا التشابك للرَّصَّاص الذي في الختامِ سيُهزَمُ بحلمٍ يسمو غير قابلٍ للاختزال ما بين طعناتٍ. من هذا الحلم القديمِ وحلمنا سأكتبُ عن الحدودِ بين المَناطقِ المَرئيَّةِ واللامرئيَّةِ، عن الهوامش الهذيانيَّةِ وهُوَّاتِ الواقعِ حيث نتخفى بلا تبصُّرٍ، قبل أن نموتَ. من هذا العالم الذي نتهيَّبُ الإقامة فيه فقد سُلِبْناهُ دون أن نتمكنَ بعدُ مِنَ الإمساك به في بهاء أبعادهِ المدهشةِ.
في التنفُّسِ ذاتِهِ تشتركُ الأحجارُ والنَّباتاتُ والحيواناتُ والأفرادُ والشُّعوبُ، الطاقة ذاتها تلفُّنا وهي تعبرُ الأرضَ. لِمَ تمَّ تلغيمُ وحدة العالم وطفح الألمُ على كلِّ شيءٍ؟
البيتُ هو الأرضُ التي طُرِدْنا منها بحججٍ من حديدٍ تحت سماء من رَصَاص.
روحُ عُمْرٍ من رصاصٍ تستعبِدُنا منذ قرونٍ لا تُحصى، بين الجدران الأربعة لمدنٍ شبحيَّةٍ كنّا فيها مجبرين
على الإقامة من طرف جنودٍ بلا وجوهٍ في عاصفةٍ مِنْ غُبارٍ بدائيٍّ لكي يتمَّ فصلنا نهائيّاً عن الأرض.
***
"كلُّ دمٍ يصلُ مكان سكينته"
(أغنية نَهْوَاتِل)
سأتحدثُ إليك بصوتٍ صخريٍّ، وإذن لنا غناءُ الحَجَرِ الذي ينغمرُ في المجالِ الجَوِّيِّ بصَوْتٍ بُحَيْريٍّ، فتنشأُ
الحياةُ مِنْ حجرٍ حرٍّ.
حجرُ القدرِ أو حجرٌ شمسيٌّ، حلمٌ لا مألوفٌ لوجودٍ مُشتعلٍ هو حلمُ الحجرِ الذي يستمعُ والحجر الذي يرى.
نحنُ أشباهٌ والواحدُ نحنُ والأرضُ، الأجسامُ التي تتلاشى في الهواءِ وفي الفراغِ ما بينَ الكواكبِ.
كيف تمكَّنتِ الصُّخورُ من الوُجودِ؟ نظرةٌ واحدةٌ من ميدوزا كانتْ تُحجِّرُ بني البشرِ ودوكاليون حَوَّلَ الأحجارَ
إلى رجالٍ والأحجار التي ألقتها بيرها صارت نساءً. خلقَ الإنكا فيراكوشا من الحَجَرِ سُلالة الجبابرةِ. تساقطَ
المطرُ على الحجر العظيمِ خلال قرونٍ فتدفَّقتِ المحيطاتُ.
لنا أيضاً الأسطورةُ المطبوعةُ على الجِبالِ الصَّخْريَّةِ، وكانتْ لنا متاهاتُ الألمِ كثيرةُ الحصى والتي لم تقُدْنا إلى
أيِّ جهةٍ.
ضدَّنا بعدُ مازالتْ ترتفعُ الحصونُ المتجمِّدةُ للاستبدادِ، حيث النَّاسُ يعذبون بعضهم البعضَ وزنازنُ القنوطِ
الحجرية التي ترشحُ باحتضار المحكومين بالهلاكِ الأبديِّ مثل مرايا قُوَّةِ دابَّةٍ ظنتْ أنَّها تفرضُ على الكون
وضعاً محرجاً.
ولنا أيضاً رغبة الحجرِ في أن يصيرَ ضوءاً من جديدٍ، لغزُ ثباتهِ ووهم الصّوان النَّاتئ عن شرارتهِ.
تأمَّلْ هذه الدَّائرةَ من الأحجارِ المرئيَّةِ في السَّهلِ بعد المعركةِ. هذا الحجرُ الضَّخمُ المشكَّلُ من ضوء متخثرٍ،
إنَّه أبي يستريحُ وذلك الذي ليس جدَّ ضخمٍ على يمينهِ هو جدِّيَ الأعلى، وهذه الأغنياتُ والحصى والأحجارُ
والأحجارُ الصينيَّةُ كانت حيوات الأسلافِ التي تمَّ تبذيرُها.
آثارُ زمنٍ قديمٍ استمرَّتْ موجودة في الرَّملِ اللامتناهي، الأجزاء التي امتنعتْ عن الاتحادِ، ذكرى الأوبئة
القروسطية التي شتَّتَتْنا. كلُّ رغبةٍ تحطَّمتْ على جدارٍ من حجرٍ، العشقُ المرجومُ بأخلاقٍ قاتلةٍ، وسبَّاحٌ منهكٌ
يتشبَّثُ بصخرةٍ مثلما تتشبَّثُ قملة عظيمة برأس إلهٍ في المحيط بعد غرقِ هذه القرونِ.
***
في هُنيْهَةٍ بقيَ السَّرابُ متحجِّراً، ومثلَ رجالٍ أربعةٍ مجتمعين، كان الرَّجلُ الذي قصفتْهُ الصَّاعقة الأخيرة في
المساءِ يُثقِلُ تابوته. أثقلَ علينا مثلما تُثقِلُ الأرضُ حلم جنسٍ مُستسلمٍ من تلقاء ذاتِهِ، متصَدِّعٍ بظلُماتِها.
قانونُ الجاذبيةِ الذي يسحقُنا تحتَ شمْسِ الظهيرةِ هو الوجه الآخرُ للأسطورةِ المحظورةِ، لكنَّ أحجاراً أخرى
طفتْ تحتَ هذهِ السَّماءِ ذاتها فوقَ ناسكٍ ميليتوسيٍّ.
سأتحدَّثُ إليك بصوتٍ مائيٍّ مؤقَّتٍ لمَّا يتحوَّلُ بحْرٌ قديمٌ في جَزْرِهِ إلى شاطئ، حينئذ يتجمَّدُ فوق الرَّملِ عنصرٌ
متطايرٌ، يصير جسدا وحلما سائلا لحياةٍ ليفيةٍ في تحوُّلٍ.
سأقولُ هذا كونٌ من صلصالٍ أبديٍّ يموتُ ويولد من جديدٍ، ينفصِلُ عن الجسدِ في سائلٍ أو يدخلُ أتونَه لأنَّه
لا يعرفُ أو لا يستطيع أن يُقاومَ دوما ارتطامَ زمنٍ منيعٍ. لم يعدْ سهلا أن يكابدَ المرْءُ مائة عامٍ حينما يستديمُ
الشَّرُّ.
كلماتي صُنِعتْ من هواءٍ ومن خليطٍ من ترابٍ أسودَ ونارٍ، هي حبَّاتُ رملٍ مُمَغْنطةٌ بالرِّيح أو كتلٍ من
صلصالٍ غيرِ قابلٍ للوصفِ، لا يقتحمُ بعدُ أتونَ الموتِ، كلماتي شديدةٌ مثلَ صخورٍ تحتشدُ أو مثل الغبارِ الذي
يتكثفُ في الأرض ذاتِ الذاكرةِ الخصبة.
لكن يجبُ أن أحدِّثك أيضاً بصوتٍ حجريٍّ عن يومٍ سيكونُ ضوءًا جديداً، الآتي مكتوبٌ على حجرٍ قديمٍ، وإذنْ
فالولادةُ الجديدةُ هي عودةٌ من الحجرِ إلى طبيعتنا المتألقةِ.
***
المُرَّانُ أيضاً كان محورَ العالمِ مثلما حجرُ الصَّاعِقةِ. قبائلُ آسيوية تعرفُ أنَّ أسلافها كانوا أشجاراً.
أدونيسُ وُلِدَ من شجرةِ المُرِّ. شجرة أخرى أرضعتِ الفرعون تحتمس، وشجرةٌ نبهتِ الإسكندر في الهندِ أنَّه لن
يعودَ إلى اليونانِ حيّاً.
كلُّ إنسانٍ ينتمي إلى شجرةٍ بأذرعٍ ونظام دورةٍ دمويَّةٍ. من الأشكال المتغيِّرةِ للأشجارِ وُلِدَتْ أشكالُ الحروفِ
والأبجديات التي تهمسُ السِّرَّ المنفلت لامتداد عمره. حركات جذورِ وأغصانِ الغابةِ طوعيَّةٌ، حزوزٌ معاندةٌ في
الغصنِ الأحمر تحكي الأسطورة الإنسانية وثمارها اللاتُتَخيَّلُ، والغابُ سيسنُّ قوانينَها يوماً ما.
السِّنديانة هي الشجرةُ التي تتذكَّرُ:
لِلَسْعَةِ الصَّاعقةِ ستعلو البحارُ
وسيعودُ غبارُ الأزمنةِ السَّحيقةِ
شجرةُ عصافيرَ تنظرُ إلينا، حارسة الرؤى المدهشة. في بستان هنديّ أزهار الجلنار عصافيرُ زاهيةُ الألوانِ.
أشجارٌ أفريقيَّةٌ تتحوَّلُ إلى حيواناتٍ أسطوريةٍ، عند تساقطِ الأوراقِ من الشَّجرِ على الأرضِ السَّوداء نبتتْ
قِرَدةٌ وظِباءٌ وسلاحفُ. والأوراقُ التي تساقطتْ فوقَ الماء تحوَّلتْ إلى حيتانٍ وبُوريَّاتٍ وسَلاطِيعَ.
حيواناتٌ أوقيانوسية غريبة ولجت شطآناً وتحولتْ إلى كائناتٍ بشريَّةٍ.
أناسٌ وحيواناتٌ تبادلوا الأشكالَ وتحدثوا لغة ما قبل تاريخية واحدة. مزارعٌ ميلانيزيٌّ رمى بسهمٍ إوزَّةً
واصلتْ تحليقها جريحة، بينما كان القنَّاصُ يلاحقها فلاحظ إنساناً يقتلعُ شوكة من قدمه وعرف أن الإوزَّةَ
والإنسان قد كانا الشَّيْءَ ذاتَهُ.
***
القصيدةُ ليستْ لعبة حظ حيث القلبُ مقامرٌ ماهرٌ يلعبُ رهانا بلا معنى. وهي لا ترهنُ أيضاً وجودها في سباقِ
صيدِ الأرانبِ. الشعرُ شيفرةُ الرُّوحِ، أثرُ تحوُّلٍ ما فوقَ إنسانيٍّ.
في قصيدةٍ مشؤومةٍ كان الحُبُّ مكَبَّلاً منذُ قرونٍ. وفي قصيدةٍ واقعيَّةٍ بعدُ ما زال الشَّعبُ يكافحُ بينما الشُّعوبُ
مِنَ الهنودِ الأصليين يتعبَّؤون من الجنوبِ. رجالٌ وغاباتٌ جندَلَها المنشارُ الكهربائيُّ ذاته، وأثناء ذلك ينتظرُ
شبابُ العالمِ سُدىً الربيعَ الذي سينبتُ مثلما الذَّهبُ الأحمرُ من الداخل.
تختفي النَّارُ الموجَّهةُ لِفكِّ أغلالنا في تخيُّلِ الحرِّيَّةِ التي تكافحُ، في القلبِ السَّاطعِ للحجرِ، في الأعشابِ
الغامضةِ وفي الكتبِ التي منعَتْها محاكمُ التَّفتيشِ تحتَ طائلةِ عقوبة الوضعِ في إقامةٍ جبْرِيَّةٍ، في الأغنياتِ
والأساطيرِ التي غدتْ طفولة َ الشُّعوبِ والتي تصعدُ درجَ مادَّةِ الأرضِ المُستوطِنَةِ في إدراكٍ متوهِّجٍ.
القصيدة تحلُّ اللغزَ. ما هو النَّهرُ المستعجلُ، الحقيقةُ الباسمةُ المتغيِّرةُ دوماً والتي تمتنعُ عنَّا، والمعبَّرِ عنها
على امتدادِ تحوُّلٍ غيرِ قابلٍ للوصفِ، والذي لا يستطيعُ أن يغيِّرَ مجراها سوى حلمٍ؟
في الشِّعرِ، في الكتابةِ الجوهريَّةِ للقصيدةِ، كلُّنا نلعبُ بلا لفٍّ أو دورانٍ في الكلامِ هذهِ الحكايةَ القاتلةَ في ساعةٍ
بديهيَّةٍ.
* ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني
بطاقة
لا يغيب فرناندو ريندون عن قضايا العرب، شاعراً ومديراً لـ"مهرجان مديين العالمي للشعر" الذي أسسه قبل ثلاثة عقود، ففي عام 2017 وجّه المهرجان دعوة خاصة للشاعر الفلسطيني السجين في السعودية أشرف فياض، وبعث رسالة مفتوحة وقعتها شخصيات ثقافية وازنة إلى السعودية عبر سفاراتها، تطالب بإطلاق سراح الشاعر الفلسطيني الذي يقبع مسلوب الحرية في أحد سجونها. نستعيد هنا قصيدته "فلسطين خلف الأقنعة" تحية لموقفه ولقصيدته.
وُلد ريندون في مديين (كولومبيا) سنة 1951، من أعماله الشعرية: ضد التاريخ (1986)، تحت شموس أخرى (1989)، أغنية حقول المريخ (1992) دوافع سمك السلمون (1998) السؤال المشرق (2006).