فلسطين.. ثورة الطلاب

11 ديسمبر 2014
لماذا تعد القضية الفلسطينية قضية محورية لدى طلاب الجامعات؟(Getty)
+ الخط -

فى زمن ليس ببعيد، أذكر أول تظاهرة خرجت فيها، احتجاجاً على مقتل الطفل الشهيد محمد الدرة، ذلك الطفل الذي اغتالته رصاصات الغدر وهو لا يزال فى عمر الزهور، كان استشهادة باكورة انطلاق مظاهرات واحتجاجات حاشدة فى الجامعات والمدارس  في مصر.

بالطبع كان الدور الأبرز فى الحراك الطلابي ضد العدو الصهيوني لطلاب الجامعات، هؤلاء الحالمون الأكثر وعياً والذين أفخر بأني واحد منهم، الذين أثروا أن يدافعوا عن القضية، التي كانت ولا زالت، الأكثر إثارة وتأجيجاً لمشاعرهم. طلاب ثاروا وناضلوا، فهنا نرى العلم الذي تتوسطه نجمة داوود يتم إحراقة ووصمة بالأحذية، وهناك نرى هتافاً يزلزل الأنحاء، تستمر الأعلام فى الإحتراق ويستمر الهاتفون فى هتافهم وتستمر أيضاً قوات الأمن فى استعدادتها لقمعهم.. المشهد الخالد.

ولكن، هنا يثور التساؤل لماذا تعد القضية الفلسطينية قضية محورية لدى طلاب الجامعات؟

تلك المشاهد المترسخة فى الأذهان التي يظهر فيها الجنود الصهاينة يقمعون وينكلون، بل وينتكهون أعراض النساء والأطفال والرجال، قصص الأباء والأجداد عن نضالهم ومشاركتهم فى الحروب ضد الكيان الصهيوني، خطباء المساجد ووعاظ الكنائس الذين سبروا الأغوار بحديثهم عن زهرة المدائن، ميلاد المسيح وإسراء محمد، المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، كانت هذه الأساسات التي شكلت الحلم، حلم استرداد الأرض المنهوبة، أغلى الأراضى وأقدسها..

حماس الشباب ووعيهم جعلهم فى المقدمة، تشاركوا فى الحلم وأخذوا يعدون له العُدة، بانتمائتهم المختلفة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ناضلوا ودافعوا عن القضية الفلسطينية، لا تعرف القضية الفلسطينية صراعاً أيدولوجياً أو حدوداً بين الأوطان العربية، فهي قضية الكل، جمعت الجميع حولها، فيما يشبه السحر، ففى ظل تأجج الصراع بين الطلاب وبعضهم على مقعد طلابي أو مطلب سياسي، يأتي العدو الصهيونى بغباءه وظلمه ليوحد الجميع ضده.

لم يعرف طلاب الجامعات يوماً التنديد والشجب والإدانة كما عرفها حكام العرب، لم يعرفوا سوى الهتاف والوقفات الصامتة وإحراق الأعلام، عرفوا التخلى عن احتياجاتهم، فتبرعوا بمصروف جيوبهم وأعدوا به قافلات من المساعدات الطبية والغذائية إلى الفلسطينيين الواقعين تحت ظلم الصهاينة. الذهاب إلى فلسطين بل والاستشهاد على أرضها هو الحلم الذى راود الجميع، حققه البعض بذهابه إليها فى صحبة القافلات، ومازال البعض الآخر حالماً به.

علمونا فى المدارس أن وعد بلفور بإقامة وطن لليهود هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، تقول فيروز أن الغضب الساطع آت، فلن يقفل باب القدس، لن يقام الوطن المزعوم من النيل إلى الفرات، بل سنغتسل بمياة قدسية وسنذهب لنصلي فى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة .. بإيدينا للقدُس سلام آت.

المساهمون