فلسطينيون يرسمون لـ"يوم الأرض" بموقع معتقل إسرائيلي

غزّة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
30 مارس 2015
009B20EF-54D4-4631-95B1-592ADD10C8C6
+ الخط -

لم يؤثّر ضجيج السيارات المنبعث من مفترق السرايا وسط مدينة غزّة، الذي يعدّ أكثر الأماكن ازدحاماً في المدينة، على عشرات الفنانين والرسامين الذين أحيوا يوم الأرض الفلسطيني، الموافق 30 من مارس/آذار كلّ عام.

رسم هؤلاء، عبر سلسلة لوحات فنية، تعلّق الفلسطينيين بأرضهم رغم مرور أكثر من ستة عقود على الاحتلال الإسرائيلي. فبين صغير وكبير وشاب وفتاة كانت الهوية الفلسطينية حاضرةً بألوانها المختلفة عبر رسوم أظهرت الخريطة الفلسطينية والمسجد الأقصى وألوان العلم الفلسطيني والثورة في وجه المحتلّ الإسرائيلي لانتزاع الحرية والكرامة.

الفنان الطفل عبد العزيز بشير، أحد المشاركين في المعرض الفني الضخم، قال في حديث لـ"العربي الجديد" إنّه شارك "للتأكيد على تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه ورغبته في العودة إليها".  واختار بشير رسم خريطة فلسطين إلى جانب طفل وجدّة، وهما يحاولان اجتثاث الأسلاك الشائكة للتدليل على الحلم بالحرية، وأنّ الأجيال لن تنسى قضيتها وهويّتها الفلسطينية.

أما الفنانة آية سيسالم فجسّدت بريشتها الفنية تعلّق المرأة الفلسطينية بأرضها وطموحها للعيش بحريّة، من خلال لوحة فنية متكاملة، فيها ألوان العلم الفلسطيني وخريطة فلسطين من بحرها إلى نهرها.


وأكدت سيسالم في حديث إلى "العربي الجديد" على أنّ يوم الأرض الفلسطيني "هو يوم للتعبير عن الهوية الفلسطينية وعن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال منذ عام 1948". مشيرة إلى أنّ مشاركتها "هدفها تجسيد حجم التعلّق الفلسطيني بالأرض والرغبة في العودة إليها رغم سنوات الاحتلال الإسرائيلي الطويلة لأراضينا".

بدورها أكدّت مديرة "جمعية الثقافة والفكر الحرّ"، المنظمة للنشاط مريم زقوت، أنّ "الجمعية اختارت ساحة السرايا وسط مدينة غزّة للمعرض لأنّه مكان يجسّد إحدى مراحل العذاب الفلسطيني حين كانت السرايا معتقلاً للأسرى الفلسطينيين في القطاع".

ولفتت زقوت، في حديثها مع "العربي الجديد"، إلى أنّ المؤسسات الثقافية والفنية كافة ستحرص على اختيار كلّ بقعة كانت مصدر تعذيب وتنكيل للفلسطينيين، لتوصل رسالة إلى العالم مفادها أنّ الشعب الفلسطيني شعب حضاري ومثقف، يقاوم بكل السبل لانتزاع حقوقه".


الجمعية ستختار أفضل اللوحات الفنية التي رسمها المشاركون لطباعتها في كتاب فني، لتشارك بعدها في معارض محلية ودولية للتعريف بالقضية الفلسطينية بهدف نشر الفنون عن المعاناة اليومية للفلسطينيين.


وبرأي وكيل وزارة الثقافة في غزّة، مصطفى الصواف، في حديث مع "العربي الجديد"، فإنّ الفعاليات الفنية والثقافية "تجسّد الفكر الفلسطيني الحر، وتطلّعه لاسترداد أرضه من الاحتلال الإسرائيلي" مؤكّداً أنّها "تعزّز الهوية الوطنية والانتماء للقضية الفلسطينية".


فلسطينيون يرسمون ليوم الأرض - غزة

 

* الصور خاصة بالعربي الجديد (تصوير عبد الحكيم أبو رياش)

ذات صلة

الصورة
الهدهد - حزب الله قاعدة رامات دافيد الجوية 23 7 2024 (لقطة شاشة)

سياسة

نشر الإعلام الحربي في حزب الله اليوم الأربعاء مشاهد جديدة صورتها طائرته المسيرة "الهدهد"، وتظهر قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية بكامل تفاصيلها.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
المساهمون