فلسطينيات يقاومن الاحتلال بالتطريز

06 فبراير 2015
تطريز الأكسسوارات (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يكتفِ الإسرائيليون باحتلال وسرقة الأرض الفلسطينية بل قاموا أيضاً بسرقة التراث الفلسطيني الذي تنوّع بين المطرزات أو المأكولات التراثية الخاصة بالتقاليد والعادات الفلسطينية.

بالإضافة إلى ذلك، حاولوا تسويق نفسهم بشتى الوسائل، بغية إنهاء هذا الشعب من خلال تفريغ الذاكرة من المخزون الثقافي والفكري، حتى أنهم فرضوا على مضيفات طائرات العال الإسرائيلية ارتداء أثواب مطرزة بالقطبة الفلسطينية، وتقديم الفلافل والمسخن على أنها من الأطباق الإسرائيلية.

تعتبر النساء الفلسطينيات في مخيمات الشتات أن الحفاظ على التراث والتمسك بالتقاليد هو نوعٌ من أنواع مقاومة الاحتلال والتأكيد على حتمية العودة إلى أرض فلسطين التي احتلها العدو الإسرائيلي، لذلك قمن بتطوير التطريز الفلسطيني بطريقة عصريّة، وبدأن بالعمل على مشروع "تطريز" موّلته جهات مانحة أوروبية ومحلية، وقد تم استقطاب متدربات من مخيمات عين الحلوة والرشيدية والبدواي للاجئين الفلسطينيين إلى أن بلغ العدد 120 امرأة. تخضع النساء لدورات تدريبية عن التطريز بالقطبة الفلسطينية.

تقول مدرّبة التطريز فاتن ميعاري لـ"العربي الجديد": "هدفنا الحفاظ على التراث الفلسطيني المتوارث من الأجداد، وقد بدأ العمل على تعليم النساء التطريز الفلسطيني التقليدي، ولكن بأسلوب حديث يتناسب مع التقدم والتطور الحاصل حالياً". تضيف: "كان يقتصر التطريز سابقاً على الأثواب والشالات، ولكننا طوّرناه ليشمل الأساور والقلادات والمحافظ الخاصة بالهواتف الخلوية، والحلي بأنواعها كافة، ونتعمّد استخدام ألوان العلم الفلسطيني في الكثير من المطرزات لأنه هويتنا التي نعتز بها".

وعن الحملة، تقول المنسقة الإعلامية لمشروع "التطريز" هديل الزعبي: "بدأنا بحملة موسعة لنشر المطرزات كافة في معارض عدة داخل الأراضي اللبنانية، فحماية التراث الفلسطيني مسؤولية تقع على عاتقنا في ظل التغييب وسرقة تراثنا، ولكي نتيح للجاليات الفلسطينية المنتشرة حول العالم فرص الحصول على المطرزات، كما قمنا بإنشاء موقع إلكتروني تُعرض فيه المطرزات كافة ويتيح التسوق عبر الإنترنت من مختلف أنحاء العالم، وأسسنا تعاونية لبيع المطرزات كي تكون في متناول الجميع".

وتضيف: "تعرّفت معظم المتدربات على التطريز الفلسطيني وشكله من خلال ما احتفظ به الأهل من أثواب وشالات، ولكن بعد أن تعلمن القطبة الفلسطينية إن كان من خلال التطريز أو المكوك أو حتى الصنّارة أصبحن مقاومات في سبيل الحفاظ على تراث فلسطين".

تلفت الزعبي إلى أنه خلال المشاركة في معرض "الأسكوا" ببيروت، لاحظت إقبالاً على مختلف الأعمال المعروضة من جزادين وشالات وإكسسوارات، وكان العامل الأول في جذب الزوار هو نوعية التطريز المتقنة وحداثتها، فهي تختلف عن أعمال التطريز التقليدية الأخرى، ولاقت استحسان موظفي "الأسكوا" وخاصة النساء اللواتي أقبلن على المطرزات الحديثة والتي تلائم ملابسهن العصرية إن كان من خلال الألوان أو التصميم.
المساهمون