فشل مساعي التهدئة بالحسكة وطيران النظام يقصف المدينة مجدداً

عبدالرحمن خضر

avata
عبدالرحمن خضر

عدنان علي

avata
عدنان علي
18 اغسطس 2016
9F93C462-1722-4ACC-BF38-4B86A772AAED
+ الخط -
فشلت كل المساعي الرامية للوصول إلى تهدئة بين قوات النظام، ومليشيا الوحدات (الكردية) في محافظة الحسكة، اليوم الخميس، من قبل وجهاء العشائر والمدينة، بعد التوتر الذي بدأ منذ يومين وعقبته مواجهات تدخل فيها طيران النظام الحربي، وسقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، بينهم مدنيون.

وكانت الاشتباكات قد تجدّدت، صباح اليوم، في مدينة الحسكة، بين قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، والمليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وقالت مصادر محلّية، إن الاشتباكات التي تجددت في وقت متأخر من ليلة أمس الأربعاء، توقّفت صباحاً أقل من ساعة؛ ثم استؤنفت بشكل أعنف وباستخدام جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ما أوقع ضحايا بين السكان وأضراراً مادية كبيرة، وذلك بعد أن أخفقت الاجتماعات التي جرت بين الطرفين في التهدئة.

وأوضح الصحافي أراس حمو، لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات تتركز في شارع مرشو وشارع المحطة والنشوة الغربية، مع سقوط قذائف على الأحياء المدنية، أطلقها عناصر الدفاع الوطني، خاصة في مساكن روتكو، مقابل مديرية الصحة، وفي شارع مرشو، ومشفى مرشو، وقد أدّت إلى نشوب حريق في منازل المدنيين.



وأفاد بأنّ القذائف أدّت إلى مقتل أفراد عائلة كاملة، بعدما أصابت قذيفةٌ منزلَهم بشكل مباشر، فيما قُتل اثنان من عناصر الحماية الكردية في الاشتباكات، مقابل خمسة من عناصر الدفاع الوطني.

وأضاف حمو، أن قذائف هاون سقطت على حي تل حجر، وحي النشوة الغربية، ومنطقة دوار النشوة في مركز المدينة، والمناطق التي تسيطر عليها وحدات الحماية، مبيّناً أنّ هذه القذائف مصدرها الأحياء الجنوبية الواقعة تحت سيطرة مليشيات النظام السوري، ومشيراً إلى أن جيش النظام شارك لأول مرة في هذه الاشتباكات لصالح قوات الدفاع الوطني، إذ قصفت مدفعية الجيش المتمركزة في جبل كوكب، شرق الحسكة، نقاط تماس لقوّات الأمن الداخلي الكرديّة "الأسايش"، بالقرب من حي مرشو.

وقد تسببت هذه الاشتباكات بحالة من القلق لدى الأهالي الذين لزم غالبيتهم البيوت، في حين نزح سكان حي النشوة الشرقية، وحي الكنسية الآشورية، إلى حي تل حجر، هرباً من الاشتباكات، وسْط عمليّات قنص في الأحياء وسط المدينة.

وقد حاول أصحاب المحال التجارية في الحسكة فتح محالهم، صباح اليوم، وسط سوق المدينة، لكنهم سارعوا إلى إغلاقها، بعد تجدد الاشتباكات.

وكانت الاشتباكات بين الطرفين تجددت، مساء الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، خصوصاً في حي النشوة، وقد استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، حيث سقطت قذائف على حيّي تل حجر والنشوة الغربية، ومنطقة دوار النشوة في مركز المدينة، وهي خاضعة لسيطرة المليشيات الكردية. 

وجاءت الاشتباكات، التي سبقتها هدنة بين الطرفين لم تصمد سوى ساعات، امتداداً لاشتباكات اندلعت الثلاثاء على خلفية حملات اعتقال متبادلة جرت قبل أكثر من أسبوع بين الطرفين. 

وشملت الاعتقالات عشرات الأشخاص من الجانبين، وجرت على أساس البطاقة الشخصية، إذ اعتقلت مليشيا الدفاع الوطني كل كردي يقع بين يديها بحسب بطاقته الشخصية، ومثلها فعلت قوات "الأسايش" الكردية، إذ كان من بين من اعتقلتهم موظفون كبار في الإدارة المحلية التابعة للنظام، ومنهم مدير الريّ، عبد الرزاق العواك، ومدير الصوامع، طلال الأمين، مع جميع معاونيه، وكذلك مدير المياه، محمود العكلة.

من جهته، هدّد الناطق باسم الوحدات الكردية، ريدور خليل، بـ"ردٍ قاسٍ على ما سماها "الانتهاكات المُستمرة في الحسكة"، وأضاف، في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّ "وحدات حماية الشعب لن تسكت على هذه الاعتداءات الوحشية السافرة التي تطال شعبنا، وستقف بحزم لحمايته".

ورأى ناشطون أن ما يجري ربما يكون مسرحية بين الطرفين بهدف تعزيز سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يسعى في هذه الفترة لقمع معارضيه الأكراد، وقام قبل أيام بطرد رئيس المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو، إلى العراق، قبل أن يشن حملة اعتقالات طاولت قياديين في الأحزاب الكردية الأخرى.

ورداً على هذه الممارسات؛ شهدت المدن ذات الغالبية الكردية في الحسكة، مظاهرات احتجاجية طالبت بالإفراج عن معتقلي الرأي لدى الحزب الديمقراطي.

جدير بالذكر، أن قوات الدفاع الوطني، وكتائب البعث، والأمن العسكري، وبعض عناصر حزب الله، يسيطرون على "المربع الأمني" في مدينة الحسكة، أما الأحياء وجميع مداخل الحسكة؛ فتسيطر عليها وحدات حماية الشعب و"الأسايش"، وكثيراً ما يتسبب الاحتكاك بين الطرفين في وقوع اشتباكات.

وكانت المواجهات الأعنف بين الطرفين وقعت في العشرين من إبريل/نيسان المنصرم على خلفية اعتقالات مشابهة لما يحصل اليوم، وأسفرت عن مقتل 17 عنصراً من المليشيات الكردية و20 عنصراً من النظام ومليشيات الدفاع الوطني، إضافة إلى مقتل 17 مدنياً.

ذات صلة

الصورة

سياسة

تستمر قوات الاحتلال في اقتحام البلدات والمدن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، في وقت يخوض فيه مقاومون فلسطينيون اشتباكات مع تلك القوات المقتحمة.
الصورة
تضرّر محله بشدة (العربي الجديد)

مجتمع

حجم الأضرار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان) كبير. تضرّرت ودمّرت مئات البيوت، وبات الكثير منها غير صالح للسكن.
الصورة
دمار هائل في ممتلكات سكان مخيم عين الحلوة (العربي الجديد)

مجتمع

بعد توقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، تجولت مراسلة "العربي الجديد" في المخيم لرصد الأضرار. حي الطوارئ مغلق، والاستنفار ما زال قائماً، والسواتر تمنع الناس من الاقتراب، والجميع قلقون.
الصورة

سياسة

شهدت مدينة جرمانا، التابعة لمحافظة ريف دمشق، ليلة أمس الأحد، أحداثاً شبّهها سكان بـ"حرب أهلية"، جراء خلاف بين شبان تطوّر إلى قتال مسلّح أوقع جرحى، وترافق مع قطع طرقات بالنيران وإطارات السيارات، فضلاً عن تحطيم متاجر، وإجبار أخرى على الإغلاق.