فساد كرة أميركا (3)...الأدوية المخدرة سر التألق والإبداع

03 أكتوبر 2015
الأدوية المخدرة سر تألق اللاعبين (Getty)
+ الخط -
في الحلقة الثالثة من تحقيق فساد كرة أميركا سيتناول التحقيق الأدوية المخدرة التي يستعملها اللاعبون بغية الاستمرار على أرض الملعب والمنافسة، في وقت أن هذه الأدوية المخدرة  تبقى عنصرا أساسيا مع اللاعبين حتى بعد الاعتزال.

ضربة على الرأس يسقط بسببها اللاعب على أرض الملعب. التواء في الكاحل أو كوع اليد اليُمنى. اصطدام بين لاعبين ينتج عنه وجع رهيب. يدخل غرفة الملابس عند الإصابة. ينسى الملعب والجمهور واللاعبين. يدخل في عالمه الخاص. يضع رأسه على الطاولة. يشرب الحبة ويضعها في زجاجة مياه. تدخل جسده ليعود إلى الحياة. المخدرات سرٌّ يخفيه لاعبو الـ "NFL". 

الحلقة الثالثة: سلاح الأدوية المخدرة المُدمرة 
كشفت تحقيقات صحافية أميركية عن انتشار الأدوية المخدرة المحفزة للاعبين في الدوري الأميركي لكرة القدم، وتم تصنيف هذه الأدوية المخدرة بما يعرف بـ "Polypharmacy" وهو استعمال عدد كبير من المخدرات في كل مرة. وهذه الحالة أصبحت دارجة لدى لاعبي الـ "NFL"، لأن المخدرات أصبحت جزءاً من حياتهم الرياضية، خصوصاً أن اللاعب يستعمل المخدر للتخفيف من ألم الإصابات خلال المباراة، بدون معرفة طبيب الفريق.

والأمر الأكثر خطورة، أن هذه الأدوية المخدرة تنتشر بين اللاعبين ويملكون كميات كبيرة في منازلهم للاستعمال الشخصي، لأنه وبحسب التحقيقات فإن بعض اللاعبين، وحتى بعد اعتزالهم هذه الرياضة، يستمرون في تناول المخدرات والمهدئات، التي تُعد بمثابة المحفز الأساسي لهم بغية متابعة نشاطهم اليومي.

في المقابل، فإن استعمال هذه الأدوية المخدرة لم يقتصر على الأوجاع والألم فقط، لأن هؤلاء اللاعبين يستعملون المخدرات قبل المباراة وخلالها، لأنها تمنحهم شعوراً بالقوة والشجاعة لتقديم أفضل عرض رياضي على أرض الملعب، وبالتالي عدم الإحساس بالألم أو بالجهد الناتج عن المجهود الكبير في المباراة، وبالتالي فإن هذا الأمر يُعرّض أي لاعب آخر للإصابة نتيجة تدخل اللاعب الذي تناول المخدرات لأنه يعيش في عالم آخر، وقد يعرّض اللاعبين في الملعب لخطر كبير.

في وقت طرحت صحيفة "مينز جورنال" الأميركية قصة راي لوكاس للرأي العام، لاعب نيويورك غيتس، الذي أصبح مدمناً على المخدرات المُحفزة، إذ إن لوكاس يتناول ما بين ست إلى ثماني حبات "فوكودينز" التي يتم استعمالها للتخفيف من الألم، في حين يتناول ست حبات على الغداء من "بيركوسيتس"، أو المعروف بـ "تيلينول"، وهو أيضاً يُخفف من الشعور بالألم ويساعد على تخفيف حدة الأوجاع، كما يتناول لوكاس نفس الكمية ما بين فترة الظهر إلى حين النوم.

ويشير الأطباء في هذه الحالة إلى أن لوكاس فقد أجهزته المنبهة، وهو يعيش حالياً على هذه الحبوب التي تبقيه متنبهاً على كل شيء يحصل من حوله، لكن المثير للجدل أن لوكاس اعتزل اللعب منذ عام 2003 وما زال يتناول هذه المخدرات. وتؤكد التحقيقات الصحافية المنشورة في معظم الصحف الأميركية أن لوكاس كشف الكثير من المعلومات عن تناول اللاعبين المخدرات، للاستمرار في هذه اللعبة، وهو واحد من هؤلاء النجوم.

ولم يتحرك مسؤولو الـ "NFL" للقضاء على هذه الظاهرة رغم كل هذه المعلومات والتحقيقات والدلائل الواضحة، إلا أن الاتحاد تحرك في اتجاه إجراء فحوصات على "هرمون النمو البشري" المعروف بـ "Human growth hormone"، وهو الهرمون الذي يعيد تنظيم خلايا الجسد من جديد، ويمنح الشخص طاقة جديدة بفضل خلق توازن بين جميع مكونات الجسد، لكنه ممنوع في الدوري الأميركي لأنه يؤثر على أداء اللاعبين على أرض الملعب، وهو ما يُشبه المنشطات في عالم الرياضة.
المساهمون