فرنسا: فالس يواجه غضب الاشتراكيين ويحاول استمالتهم

03 سبتمبر 2014
حاول فالس امتصاص غضب معارضيه (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
كشف مؤتمر الحزب الاشتراكي الفرنسي في لاروشيل، والمداولات التي جرت خلال ثلاثة أيام حالة الانقسامات، التي يمر بها اليسار، وسط أزمة سياسية واقتصادية، لم تشهدها البلاد. كما عكس المؤتمر الخلافات الحقيقية ضمن العائلة الواحدة، والانقسامات الحادة التي تجاوزت كوادر الحزب، لتطال اليسار الراديكالي، والحزب الشيوعي، وحزب الخضر.

لا شك أن وصول اليسار الى هرم السلطة، ساهم في تفاقم أزماته، خصوصاً أن أداء الرئيس فرانسوا هولاند في معالجة القضايا الاقتصادية، وإصراره على المضي في تبني الإصلاحات، لا يحظى بتأييد شعبي، وكذلك أداء رئيس الحكومة مانويل فالس، والتفجير الأخير داخل الحكومة واستبعاد وزيري الاقتصاد والتعليم العالي السابقين.

حاول فالس، خلال كلمته في المؤتمر، استمالة الاشتراكيين، وامتصاص غضب المعارضين لسياساته، لكن حجم المشاكل، وقرارات الحكومة، تركت أثارها السلبية على معنويات عدد كبير من جمهور اليسار الفرنسي.

وسعى رئيس الوزراء الفرنسي، من خلال هذا الظهور الإيحاء انه قادر على حكم البلاد مهما كان حجم المشاكل". وأشار الى انه "لا يطمح إلى الدخول في نقاشات يمكن ان تعرضه لمواجهات".

وأكد فالس أيضاً، على دعمه غير المشروط للرئيس هولاند، مذكّراً بأن الأخير لا يمانع أن يكون هناك رأي آخر، ونقاش بشأن سياسته.

هولاند الغائب - الحاضر، طوال أعمال المؤتمر، والذي استبقه عبر توجيهه رسالة طلب عبرها من حزبه "التجمع حول سياسته السياسية والاقتصادية". واعتبر أن ذلك "لا يمنع النقاش، ولكنه يجب أن يكون ضمن الأفق، الذي كان رسمه للفرنسيين، لأنهم بحاجة الى رؤية واضحة".

وأضاف أن "عليهم أن يفهموا أن هذه السياسة تهدف لإنجاح فرنسا، بالتالي لا غنى عن الإصلاحات التي لم تتحقق من 12 عاماً".

يدرك رئيس الحكومة الجديد، أن هامش الثقة بين أنصار الحزب وبين الرئيس تقلّص كثيراً، خصوصاً وأن عددا كبيرا داخل الحزب لم يتقبل الصدمة الأخيرة الناتجة عن استبعاد وزيري الاقتصاد والتعليم العالي السابقين. ما دفعه للتأكيد أكثر من مرة أن الذي "يجمعنا هو أكثر بكثير من الذي يفرقنا".

لم تؤثر مواقف فالس كثيراً على شباب الحزب الاشتراكي، ولاقت مداخلته ردود فعل متفاوتة بين مؤيد لها ورافض لها. وحاول رئيس الوزراء التقليل من حدة الانتقادات، التي سمعها من شباب كانوا بانتظاره في محطة القطار في لاروشيل. لم يحمل خطابه أي جديد في المضمون، باستثناء تأكيده على الاستمرار في خطه "الإصلاحي"، لأنه الطريق الصحيح، في نظره، الذي سيعطي نتائج مثمرة.

وبدا لافتاً، أن أرباب العمل ورؤساء الشركات كانوا من أشدّ المصفقين لفالس. وصعّد الشيوعي بيار لوران وأمينة عام حزب الخضر في أوروبا إيمانويل كوس، من لهجتهما، وأعربا عن غضبهما وخيبة أملهما من تغيير الحكومة الأخير وأدائها.

وإذا كان فالس محط أنظار وسائل الاعلام، فقد تسلطت الأضواء ايضاً على الوزيرة الشابة نجاة بلقاسم، من أصول عربية، وهي مقربة من هولاند، وتتولى حقيبة وزارة التعليم في الحكومة الجديدة.

وكانت بلقاسم، تعرضت لحملة شرسة، وسيل من الانتقادات، لتوليها حقيبة بهذه الأهمية رغم صغر سنها. لكنها حظيت باستقبال مميز في لاروشيل من قبل الحضور. وحين أشاد رئيس الحكومة بالعمل الذي قامت به للجمهورية، ذرفت بلقاسم الدموع، وسط تصفيق حار.

ذكر مؤتمر لاروشيل ايضاً، المهاجرين والإسلام. وشدد فالس على أهمية الاسلام في فرنسا كونه الديانة الثانية في البلاد، مضيفاً "يمكن للإسلام أن ينضج أكثر وينسجم مع الديمقراطية".

لم يصدر عن مؤتمر الحزب الاشتراكي الفرنسي، أية قرارات جديدة أو خارقة باستثناء الإشارة الى المواقف التقليدية. كوادر الحزب تعرف جيداً أن الظروف الحالية، نظراً لتفاقم الأزمة غير مناسبة لتحقيق الجديد، لا على صعيد الرئاسة ولا الحكومة ولا الحزب.

المساهمون