فرناندو سانتوس..الملاذ الأخير لإنقاذ مسيرة النجوم البرتغاليين دوليا

05 يونيو 2016
الفرصة الأخيرة لنجوم البرتغال مع منتخبهم (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -

تدخل البرتغال بطولة أوروبا هذه المرة بروح مختلفة وتوقعات أكبر، فرونالدو ورفاقه سيلعبون على أمل الوصول إلى النهائي في هذه النسخة، بعد الخروج المرير أمام الإسبان في نصف نهائي النسخة الفائتة بركلات الجزاء الترجيحية، لتأتي يورو 2016 بتطلعات أقوى، وسط حضور قوي ومختلف تحت قيادة الخبير ابن البلد فرناندو سانتوس، الرجل الذي يراهن عليه الكثيرون هناك في صناعة شيء مختلف بالأراضي الفرنسية.

تاريخ لا بأس به
كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في البرتغال، ويعشق الشعب هذه اللعبة بشكل غير طبيعي، ويعتبر الدوري البرتغالي لكرة القدم واحدا من أفضل وأشهر الدوريات في العالم، أندية مثل بنفيكا وبورتو وسبورتينغ لشبونة تملك تاريخا حافلا في المسابقات القارية، إنها بلاد النجوم كرونالدو والمدربين مثل مورينيو ورفاقه.

حصد المنتخب البرتغالي المركز الثالث في كأس العالم 1966، وتأهل المنتخب البرتغالي لنهائيات كأس العالم 2002 ولكنه خرج من الدور الأول بفوز واحد فقط، بينما وصل المنتخب لنهائي أمم أوروبا 2004 ولكنه خسر من اليونان بهدف نظيف، وفي نهائيات كأس العالم 2006 حصل المنتخب البرتغالي على المركز الرابع بعدما خسر من المنتخب الألماني بنتيجة 1:3، وفي أمم أوروبا 2008 وصل المنتخب البرتغالي للدور ربع النهائي وخسر من ألمانيا، قبل أن يصل إلى نصف نهائي النسخة الأخيرة، في تطور واضح على الصعيد الأوروبي.

برازيل أوروبا
تشتهر البرتغال على مر تاريخها بالكرة الجميلة، بعد المستوى الرائع لهذا المنتخب مع الفهد أوزيبيو خلال حقبة الستينيات، حينما سيطر هذا النجم الكبير على الأجواء محليا وقاريا رفقة بنفيكا والفريق الوطني، كذلك أعاد جيل التلامذة في يورو 2000 الأمجاد القديمة، بعد تقديم بطولة مثالية بقيادة لويس فيغو، بينتو، نونو جوميز، روي كوستا، والبقية، إنها المجموعة الفائزة بكأس العالم للشباب عام 1991، والتي عادت بقوة في بداية الألفية الجديدة لكنها افتقدت إلى بطولة كبيرة في النهاية.

قدم المنتخب مستوى سيئا للغاية في المونديال العالمي الأخير.، لكنه يؤدي بشكل أفضل في اليورو، وبعد خسارة البرتغال أمام ألبانيا في بداية التصفيات المؤهلة إلى بطولة 2016، رحل باولو بينتو سريعا ليحل محله فرناندو سانتوس، ويقلب أداء المجموعة في فترة وجيزة إلى مستوى أعلى، ويحقق سبعة انتصارات متتالية في صدارة المجموعة برصيد 21 نقطة.

الشيء المثير للاهتمام في قصة البرتغال أن الفريق يفوز دائما بفارق هدف واحد، سواء كان الخصم قويا أو متوسطا أو ضعيفا، ليترك سانتوس أسطورة الكرة الجميلة، ويتحول إلى نسخة براغماتية على غرار مواطنه جوزيه مورينيو، وتصبح طريقة الفوز عبارة عن دفاع قوي وانتظار هدف من أحد نجوم الفريق بالثلث الأمامي من الملعب.

التكتيك الأشهر
انتشرت خطة 4-4-2 في معظم ملاعب أوروبا، بعد نجاح سيميوني في تطبيقها مع أتليتكو مدريد، وحصول ليستر سيتي على الدوري الإنجليزي بنفس الرسم، ليعيد فرناندو سانتوس تطبيقها مع المنتخب البرتغالي خلال فترة التصفيات، بوجود مجموعة كبيرة من اللاعبين في منطقة الدفاع والوسط، دون الحاجة إلى الرهان على مهاجم صريح داخل منطقة الجزاء.

يعتمد الفريق على مواهب شابة كريناتو سانشيز رفقة ويليام كارفاليو في منطقة الارتكاز، من أجل توفير أكبر غطاء دفاعي أمام الرباعي الأخير، وتسهيل مهمة صانع اللعب موتينهو في مد الهجوم بأكبر قدر ممكن من التمريرات، مع وجود بدائل جاهزة للمشاركة في مركزي لاعب الوسط والجناح، كأندريا جوميز وجواو ماريو، ليحصل المدرب على أفضل توليفة ممكنة في منطقة المنتصف.

لا يوجد في الجيل الحالي مهاجم رقم 9 بالشكل الحرفي، وبالتالي فكر سانتوس في حلول مبتكرة، ليضع كامل رهاناته على عناصر الخبرة، كرونالدو وناني في الخط الهجومي، للاستفادة الكبيرة من قوة التسديد والثبات في ترجمة الفرص إلى أهداف، لذلك يلعب كريستيانو كمهاجم صريح في تشكيلة منتخب بلاده، وتكون مهمته الأساسية هي تسجيل الأهداف، ولا شيء غير ذلك.

لعبة الشجاعة
"إنها إشارة على أن كرة القدم لا ترهب شيئا، أن الأشخاص لا يخافون، لا يجب أن ندع الآخرين يجبروننا على فعل شيء لا نريده. إنها إشارة إيجابية للغاية"، هكذا كانت تعليقات فرناندو سانتوس عشية لقاء البرتغال وبلجيكا الودي، بعد الأعمال الإرهابية الأخيرة في القارة الأوروبية، ليعكس المدرب رؤيته الجريئة في مختلف جوانب الحياة، وبالطبع كرة القدم هي الملاذ الأهم لتحويل هذه الشعارات إلى واقع ملموس.

ينتقد البعض طريقة لعب الفريق البرتغالي، بسبب الميل الدائم إلى التأمين الدفاعي، مع ضعف الطابع الجمالي في طريقة اللعب، لكن يؤكد سانتوس أن كرة القدم الحديثة تدور في فلك النتائج قبل الأداء، لذلك ينتهج المدرب نفس الأسلوب المحبب لمعظم المدربين البرتغاليين، في العودة إلى مناطقه ومن ثم انتظار أخطاء الخصم لمعاقبته وخطف نقاط المباراة.

تعتبر هذه الطريقة مناسبة في عملية تجميع النقاط ومواجهات الذهاب والإياب، لكن خلال الأدوار الإقصائية من اليورو، يجب أن يضيف المنتخب البرتغالي جانبا آخر في استراتيجية الفوز، لأن الشجاعة مطلوبة في بعض الأحيان، خصوصا عندما يكون الطريق قريبا من منصات التتويج، لذلك لن يتأخر أبدا رونالدو ورفاقه في محاولة معانقة المجد، في البطولة الأوروبية الأخيرة للدون مع أبناء وطنه.

المساهمون