فرقة أميركية تتعقب قيادات "داعش" لتصفيتها

23 اغسطس 2015
يبقى البغدادي الهدف الأول للفرقة الأميركية (عبد بهات/getty)
+ الخط -

على الطرف الثاني من الحرب الدولية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، الذي يحكم سيطرته حتى الآن على نحو 200 ألف كيلومتر مربع من مدن وبلدات عراقية وسورية، تنهمك فرقة عمليات أميركية خاصة في ملاحقة قيادات الصف الأول بالتنظيم المتطرف، وتتبع تحركاتهم في مسعى للتخلص منهم، وإحداث خلل في قيادة التنظيم، كما فعلت واشنطن خلال السنوات الماضية مع قيادات تنظيم "القاعدة"، في وقت لا يبدو فيه أن التنظيم قادر على توليد أو إنتاج قادة مثل الحاليين، الذين يمسكون زمام القرار العسكري والشرعي والمال.

ويرجع مراقبون هذا التوجه إلى دراسة أميركية تؤكد وجود قاعدة مشتركة بين التنظيمات المتطرفة في العالم، وهي قدسية الزعيم الأول وجدلية من يأتي بعده على غرار تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" وجماعات أخرى، أصابتها خلافات داخلية تسببت في تناحر وضعف واضح عليها عقب القضاء على مؤسسيها.

وفي هذا الإطار، يؤكد مسؤول عراقي رفيع المستوى، فضل عدم نشر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، وجود فرقة عسكرية أميركية خاصة تتنقل بين بغداد ودول عدة بالمنطقة وتعمل على تتبع أثر القادة البارزين بتنظيم "داعش" من خلال شبكة تجسس بشرية وتقنية واسعة تتمثل في عملاء لها على الأرض، وأقمار صناعية وعمليات تجسس على المكالمات الهاتفية الصادرة من المناطق، التي يسيطر عليها التنظيم في كل من العراق وسورية.

ويشير المسؤول العراقي نفسه، وهو وزير في الحكومة العراقية برئاسة 

حيدر العبادي، إلى أن "عمل تلك الفرقة حقق نتائج كبيرة في رصد قيادات مهمة بالتنظيم الإرهابي والتخلص منها، خصوصاً على مستوى العراق الذي تتوفر فيه قاعدة بيانات كبيرة عنهم بسبب تعاون الشارع السني مع جهود الخلاص من "داعش" سواء المحلية أو الدولية"، على حدّ تعبيره.

وبيّن المسؤول العراقي نفسه أنّ عملية مقتل الرجل الثاني في تنظيم "داعش"، الشيخ فاضل الحيالي، التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون"، ليلة الجمعة  الماضية، كانت نتائج تلك العمليات الخاصة لهذه الفرقة.

ولفت إلى أن عدد القيادات، التي سقطت خلال الأشهر التسعة الماضية، بلغ 24 قيادياً بارزاً من الصف الأول بالتنظيم، أو ما يعرفون بالجيل الأول، وهم أكثر القيادات تكفيراً وتطرفاً، ولديهم طموحات واسعة في كل دول المنطقة، ويتميزون بكاريزما قوية، ولهم سطوة على أتباعهم، ويمكن القول إنهم يحركون المقاتلين كجنود آليين، متى ما شاؤوا، ولهم مصادر تمويل واسعة من دول مختلفة بالعالم، على حدّ تعبير المصدر نفسه.

اقرأ أيضاً: العراق: ضربات التحالف توقع قيادات بارزة في "داعش"

وأكّد الوزير العراقي أن عدد قيادات "داعش" المؤثرة لا يتجاوز المائة قيادي، والهدف الأكبر هو رأس خليفة التنظيم، المعروف باسم أبو بكر البغدادي، الذي نجح حتى الآن في إفشال محاولات الوصول لمكانه أو مناطق تواجده.

وفي الإطار نفسه، أكّد العقيد محمد الدليمي، العامل ضمن لواء الدروع بالجيش العراقي في محافظة الأنبار، أحد أهم ساحات الصراع الحالي مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أن التحالف الدولي يجد في غاراته على مقاتلي التنظيم العاديين أمراً غير مهم مقارنة بتتبع تحركات القيادات.

وأضاف الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن طائرات التحالف المقاتلة أو تلك المسيرة عن بعد، تمشط المناطق الشمالية والغربية بانتظار الهدف الذي يرسم لها من غرف القيادة في بغداد أو أربيل، ونعلم أنهم يرغبون في استهداف القادة الكبار أو التجمعات المسلحة التي تزيد عن 30 مسلحاً، كونهم يعتبرون استهداف خمسة أو ستة عناصر بتنظيم "داعش" أمراً غير مجدٍ ومكلف؛ فالطلعة الجوية تكلفهم نحو نصف مليون دولار مع الصواريخ التي تلقيها الطائرة، وهذا لا يتناسب مع الهدف الصغير، لذلك يسيرون على خطط ثابتة"، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش".

ويعتبر كل من عدنان البيلاوي وأبو مهند السويداوي وسلمان الجبوري وفتح الله العبيدي وعبد الرزاق الدليمي وإبراهيم الجميلي وناصر العراقي وفهد البغدادي وجابر الكرخي وخطاب العراقي وأبو هاجر الهيتي ومنتظر المصلاوي وجاسم خليل الفراجي وعبد البدري، صهر زعيم "داعش"، أبرز قيادات التنظيم التي قضت خلال الأشهر الماضية بغارات التحالف الدولي، فيما أضيف للقائمة أخيرا،ً فاضل الحيالي، المعروف بـ"أبو مسلم التركماني"، وهو الرجل الأبرز في العراق بجناح "الدولة الإسلامية" (داعش).

ويلاحظ أن غالبية القيادات المذكورة لها تاريخ عسكري، إذ سبق أن عملوا ضباطاً بالجيش العراقي السابق، كالرجل الثاني الذي أعلن مقتله مساء الجمعة، فاضل الحيالي، الذي شغل منصب عميد ركن بالجيش العراقي السابق.

ورأى الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة بالعراق، جمال الحديثي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تكرار استهداف قيادات "داعش" من قبل التحالف الدولي دليل على وجود خطة ثابتة لدى القوى الكبرى، وليس كما يقال عنها بأنها جهود قتال عشوائية ضد التنظيم .

وأضاف الحديثي أن "هذه الخطة قد تكون طويلة الأمد، لكنها ستكون نافعة في قطع جذور التنظيم الروحية والعسكرية، إلا أنها تنطوي على مساوئ، إذ إن وضع القوات العراقية على الأرض قد لا يحتمل استراتيجيات كهذه؛ فالحكومة تريد ضرب شامل للمسلحين بدون انتقاء للأهداف". وبين أنّ  قتل قيادات مهمة في تنظيم "داعش" يؤثر على معنويات المقاتلين، وبالتالي يجعل القرار متعدد المصادر.

اقرأ أيضاً: "صيد الضباع": خطة التحالف لتصفية 32 قيادياً من "داعش" 

المساهمون