منذ إنشاء المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان بعد نكبة 1948، والفلسطينيون يعكفون على زرع حب فلسطين في قلوب الأطفال، الذين وُلدوا خارج فلسطين في مخيمات الشتات، وخصوصاً في لبنان، وصارت الأغاني التراثيّة والوطنيّة الفلسطينيّة من ضمن الأولويات التي يجب أن يتعلمها الطفل الفلسطينيّ حفاظاً على تراث آبائه وأجداده، وتمسكاً بأرضه وقضيته من خلال الأغاني الوطنيّة.
في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين (شمال لبنان)، أنشئت "فرقة أطفال القدس" عام 2013 لتضم أطفالاً فلسطينيين يغنّون للوطن وللقدس.
يقول المشرف على الفرقة، خالد اليماني، لـ"العربي الجديد": "هي فرقة للأغنيّة الوطنيّة والتراثيّة الفلسطينيّة تأسست في مخيم البدّاوي من أطفال مؤسسة الأطفال والشبيبة الفلسطينيّة، حيث كان الأطفال يمارسون نشاطهم الفنيّ ضمن أنشطة المؤسسة ولم تكن فرقة منظّمة، ولكنها تطوّرت بعد استلام الفنان والملحن الفلسطيني، محمد عطيّة "أبوقاسم" بمساعدة أميرة رسول، تدريب الفرقة، ليتم تأسيسها وإطلاقها رسميّاً، ولتأخذ طابعها الفنّي الغنائي المتميز، من خلال التدريبات الفنيّة المتواصلة".
ويضيف: "تضم الفرقة 15 طفلاً وطفلة من أبناء المخيم تتراوح أعمارهم بين 10 و13 سنة، تؤدي الأغاني التراثيّة والوطنيّة الفلسطينيّة المعروفة، بالإضافة إلى أغانٍ وطنيّة أخرى لفنانين عرب تحاكي القضيّة الفلسطينّة ومعاناة الشعب الفلسطيني، ونحن نسعى في الفرقة لتسجيل أغانٍ خاصة بنا وبدأنا العمل لتنفيذ هذه الأغاني".
تشارك الفرقة في المناسبات الوطنيّة كافة في المخيّمات الفلسطينيّة في شمال لبنان، بنهر البارد والبدّاوي، كما أحيت حفلاً فنيّاً في الجامعة الأميركيّة ببيروت، وحفل افتتاح معرض التراث الفلسطيني الذي نظمته المنظمات الشعبيّة الفلسطينيّة في دار الندوة ببيروت، وشاركت مع فرق عدّة في "بيت الفن" بمدينة طرابلس اللبنانيّة.
وتشارك الفرقة في الحفلات الخيريّة للمؤسسات التي تعنى بالمعوقين والأيتام، حيث أحيت يوم الطفل في دار الأيتام اللبنانية بطرابلس، ويوم المعوّق العالمي.
ويُلفت اليماني إلى أن الرّسالة التي أُنشئت من أجلها الفرقة تتمحور حول ترسيخ الفن والأغنيّة الفلسطينيّة التراثيّة والوطنيّة لدى الأطفال، وإنشاء جيل من الأطفال متعلق بالقضيّة الفلسطينيّة وحق العودة، وإظهار الدور الفني والثّقافي والحضاري للاجئين الفلسطينيين في المخيمات من خلال مشاركة الفرقة في المحيط اللبناني، بالإضافة إلى تشجيع النشاط الفني في المخيمات.
تُقدّم الفرقة عروضها بالزيّ التقليديّ الفلسطيني، يرافقها على العود عزفاً مدربها محمد عطية، بالإضافة إلى عازفي الإيقاع الشرقي، كما أنه ضمت أحد اليافعين الذي يبدع في غناء "الراب" ليقدّم أغانٍ تحكي عن واقع المخيمات الفلسطينية، وعن حياة اللاجئ الفلسطيني أينما وُجد.
يختم اليماني بالقول: "نهدف لبناء جيل فلسطيني واعد متمسك بتراثه وأرضه، حاملاً العادات والتقاليد التي ورثناها عن أجدادنا".
إقرأ أيضاً: ليدي غاغا تؤدي النشيد الوطني الأميركي