فرضيتان لاعتذار سلمان عن عدم حضور كامب ديفيد...وتفهّم أميركي

12 مايو 2015
يرغب الخليجيون بمعاهدة دفاع مشترك (برندان سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -
لم يبدِ البيت الأبيض أي انزعاج من اعتذار العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، في اللحظات الأخيرة عن عدم حضور القمة الأميركية ـ الخليجية في منتجع كامب ديفيد، بالقرب من العاصمة الأميركية واشنطن، غداً الأربعاء وبعد غد الخميس. لم يعتبر المسؤولون الأميركيون هذا الاعتذار مؤشراً على "امتعاض سعودي من الرؤية الأميركية لعمليات عاصفة إعادة الأمل، أو مؤثراً على مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والخليج". وعلى عكس ما تردد في الصحافة الأميركية، فقد أكد مسؤولون أميركيون لـ "العربي الجديد"، أن "عدم حضور الملك السعودي يعود لأسباب لا تتعلق بأي تدهور في العلاقات الأميركية السعودية، ولا تُعتبر مؤشراً على مثل هذا التدهور المزعوم"، بل قد يعود الأمر برمّته إلى وضعه الصحي. كلام لا توافق عليه صحيفة "نيويورك تايمز" المقربة من أجواء الإدارة الأميركية الديمقراطية، وقد وضعت الصحيفة في مادتها الرئيسية، أمس الاثنين، اعتذار الملك "المفاجئ"، في خانة الانزعاج الخليجي عموماً، والسعودي خصوصاً، من التقارب الأميركي ــ الإيراني على خلفية الملف النووي المنتظر توقيع اتفاق نهائي حوله في أواخر يونيو/حزيران المقبل.
وتقرر أن يترأس الوفد السعودي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، يوم الأحد. كما يشارك ولي ولي العهد، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في الوفد. ونقلت الوكالة السعودية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قوله إن "اعتذار العاهل السعودي عن عدم الحضور، جاء بسبب تزامن القمة مع بدء الهدنة المتعلقة بالعمليات العسكرية الجوية السعودية في اليمن".

وأضاف الجبير "انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على تحقيق الأمن والسلام في اليمن، وحرصه على سرعة تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني الشقيق، ولمصادفة القمة في فترة الهدنة الإنسانية وتكثيف العمليات الإغاثية، وافتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فقد أناب الملك سلمان، ولي العهد الأمير محمد بن نايف لترؤس وفد المملكة في قمة كامب ديفيد، وبمشاركة وزير الدفاع محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين".

وفي السياق، أفادت مسؤولة أميركية مطلعة، رفضت الكشف عن اسمها، لـ "العربي الجديد"، أن "البيت الأبيض كان يتوقع مثل هذا الاعتذار"، لكنها أرجعت الأسباب إلى "ظروف تتعلق بالصحة والسنّ التي وصل إليها العاهل السعودي، وليس للمبررات السياسية التي ذكرها الجبير في تصريحه". وأضافت أن "الظروف الصحية جعلتنا منذ البداية نتوقع، ليس اعتذاراً عن عدم الحضور من العاهل السعودي فقط، بل من جانب قادة خليجيين آخرين أيضاً (لم تُسمّهم)". واعتبرت أن "اعتذارهم عن عدم الحضور لا يرجع لأسباب سياسية، ولا يثير استغراب واشنطن".

اقرأ أيضاً العاهل السعودي: منعنا تحويل اليمن قاعدةً تزعزع المنطقة

وأوضحت المسؤولة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، أن "هناك أسباباً صحية فعلية نتفهّمها تماماً، تمنع بعض قادة الخليج من الحضور، ولكن جميع الدول الست سوف تكون مشاركة بوفود يترأسها أصحاب قرار من الصف الأول، من دون استثناء". مع العلم أن المسؤولة توقعت لـ "العربي الجديد" في وقتٍ سابق أن "تمثل دولتان أو ثلاث دول، بالرجل الثاني في كل دولة، في القمة"، كسلطنة عُمان والبحرين مثلاً.

وعن مصير الاجتماع الأميركي السعودي الذي كان مقرراً بين الرئيس باراك أوباما والملك سلمان، قبل يوم واحد من القمة، ذكرت مصادر أميركية، أن "الاجتماع كان مقرراً بناءً على طلب الجانب السعودي، ولن يظلّ قائماً إلا بناءً على طلب الجانب السعودي". وألمحت المصادر ذاتها، إلى أن "هناك رغبة سعودية في أن ترتب زيارة للعاهل السعودي إلى واشنطن، في ظروف مختلفة لا يرافقها ضجيج مؤتمرات القمة".

ووصفت مصادر أميركية أخرى ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز"، عن دبلوماسيين عرب، تحفظوا على ذكر أسمائهم، بأن "عدم حضور الملك سلمان القمة الخليجية الأميركية، عائد إلى عدم ارتياح السعودية للضمانات الأميركية المنتظر تقديمها لدول الخليج، من أن الاتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي لن يكون على حساب المصالح الخليجية".

وكانت الصحيفة قد ذكرت أن "القادة الخليجيين يرغبون في توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، شبيهة بتلك الموقّعة بين الأميركيين واليابانيين، غير أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن مثل هذه المعاهدة عليها أن تمرّ في الكونغرس". وأضافت الصحيفة أن "القادة الخليجيين يرغبون في الحصول على طائرة أف ـ 35 النفاثة، لكن الأميركيين، الذين يصفون الطائرة بجوهرة سلاح الجوّ الأميركي، يرفضون حصول الخليجيين عليها، لضمان التفوّق الإسرائيلي عسكرياً في المنطقة". كما أوردت الصحيفة أن "الأميركيين في انتظار اللقاء مع وزير الدفاع، للتعرّف إليه، خصوصاً بعد بروز اسمه بعد عملية عاصفة الحزم".

اقرأ أيضاً: أميركا بعد القمة الخليجية الفرنسية
المساهمون