المناسبة: عيد الفطر. السنّ: ثلاثة عشر عاماً. الملابس: جديدة ما عدا الحذاء، ليست على الموضة كثيراً لكنّها جيدة. الموارد: عيديّات متنوعة تصل في المجمل إلى 25 ألف ليرة. الأصدقاء: كثيرون كثرة فريقين لكرة القدم أو معركة مفرقعات طويلة. النشاطات المقترحة: قد لا يتسع عيد واحد لها.
صبيحة العيد... المآذن تصدح بتهليلات العيد. لا بدّ من أداء الصلاة في أحدها. تختار مسجداً كبيراً معتاداً تجد مصلين كثراً أمامه لا يصلّون. ما المسألة؟ اليوم ليس عيداً. لا مشكلة... إلى مسجد كبير آخر، تصل إليه سريعاً قبل أن تبدأ الصلاة. صلاة العيد فرحة وحدها، غالباً ما يأتي إليها كثير ممن لا يأتون في بقية الصلوات. تلتقي وجوهاً تعرفها من أماكن كثيرة. تنتهي الصلاة وتبدأ الخطبة التي يسخر فيها الخطيب من خطيب المسجد المقفل الذي قرر حرمان أتباعه من العيد وأجّله إلى الغد، ويصل بالسخرية إلى التجريح وإسقاط صفة الفهم و"العلم" عنه.
بعد الصلاة ترويقة. لنتفق أولاً أنّ حصيلة العيدية، تسمح بالاستفادة من ترويقة فول مع زجاجة صودا في المطعم الفلاني، وتسمح بنشاطات عدة في المهرجان المنظم في الملعب الرملي قد تصل إلى أكثر من ساعتين. وسيبقى منها ما يسمح بشراء المفرقعات ثم زجاجة صودا أخرى مع سندويش لحم مشوي، ثم أيس كريم وغيره.
قد تكون أطيب لقمة فول في العالم وقد لا تكون كذلك، لكنّك تشعر أنّك ملك بينما تجلس مع أصدقائك الأربعة، عند تلك الطاولة تنتظرون صحون الفول المدمس بالحمص ومعها الصودا وصحون الخضر والكبيس والملح والفلفل الحار. هي فعلاً أطيب لقمة فول في العالم، تفكر بذلك وأنت خارج. وتتذكر أنّ في الزاروب خلف المطعم محل أتاري (ألعاب فيديو) فتدعو الجميع إليه. الألعاب هي نفسها، لكنّ الحماسة الكاملة والتنافس خصوصاً في الألعاب التي تحتمل مشاركة شخصين فيها تجعلها أجمل بكثير.
في المهرجان أرجوحة كبيرة جداً لا بدّ من ركوبها، وكذلك حصان ودراجات نارية ومطعم متنقل وبائعو ذرة وفول بحامض وترمس وغزل البنات وغيرهم كثيرون. هناك كثير من الأولاد والبنات. والبروز الأكبر أمامهم هو في ركوب الدراجة النارية الصغيرة في لفة واحدة... لا تكتمل إذ ترتفع على تلة صغيرة وتسقط مع الدراجة.
يبدأ التحضير لمعركة المفرقعات لحظة مغادرة المهرجان، تخطر في البال ديوك وحصائر وجبال نار وقاذفات وأسهم وغيرها.
قبل الغداء تكون قد خدشت كوعك وركبتك وأحرقت أكثر من إصبع. تحولت ملابسك مع حذائك إلى كتلة من رمل. يداك يختلط فيهما البارود الأسود المحروق بالتراب. وجهك يتصبب وحلاً مع العرق.
هذه كانت فرحة عيد حقيقية.
اقــرأ أيضاً
صبيحة العيد... المآذن تصدح بتهليلات العيد. لا بدّ من أداء الصلاة في أحدها. تختار مسجداً كبيراً معتاداً تجد مصلين كثراً أمامه لا يصلّون. ما المسألة؟ اليوم ليس عيداً. لا مشكلة... إلى مسجد كبير آخر، تصل إليه سريعاً قبل أن تبدأ الصلاة. صلاة العيد فرحة وحدها، غالباً ما يأتي إليها كثير ممن لا يأتون في بقية الصلوات. تلتقي وجوهاً تعرفها من أماكن كثيرة. تنتهي الصلاة وتبدأ الخطبة التي يسخر فيها الخطيب من خطيب المسجد المقفل الذي قرر حرمان أتباعه من العيد وأجّله إلى الغد، ويصل بالسخرية إلى التجريح وإسقاط صفة الفهم و"العلم" عنه.
بعد الصلاة ترويقة. لنتفق أولاً أنّ حصيلة العيدية، تسمح بالاستفادة من ترويقة فول مع زجاجة صودا في المطعم الفلاني، وتسمح بنشاطات عدة في المهرجان المنظم في الملعب الرملي قد تصل إلى أكثر من ساعتين. وسيبقى منها ما يسمح بشراء المفرقعات ثم زجاجة صودا أخرى مع سندويش لحم مشوي، ثم أيس كريم وغيره.
قد تكون أطيب لقمة فول في العالم وقد لا تكون كذلك، لكنّك تشعر أنّك ملك بينما تجلس مع أصدقائك الأربعة، عند تلك الطاولة تنتظرون صحون الفول المدمس بالحمص ومعها الصودا وصحون الخضر والكبيس والملح والفلفل الحار. هي فعلاً أطيب لقمة فول في العالم، تفكر بذلك وأنت خارج. وتتذكر أنّ في الزاروب خلف المطعم محل أتاري (ألعاب فيديو) فتدعو الجميع إليه. الألعاب هي نفسها، لكنّ الحماسة الكاملة والتنافس خصوصاً في الألعاب التي تحتمل مشاركة شخصين فيها تجعلها أجمل بكثير.
في المهرجان أرجوحة كبيرة جداً لا بدّ من ركوبها، وكذلك حصان ودراجات نارية ومطعم متنقل وبائعو ذرة وفول بحامض وترمس وغزل البنات وغيرهم كثيرون. هناك كثير من الأولاد والبنات. والبروز الأكبر أمامهم هو في ركوب الدراجة النارية الصغيرة في لفة واحدة... لا تكتمل إذ ترتفع على تلة صغيرة وتسقط مع الدراجة.
يبدأ التحضير لمعركة المفرقعات لحظة مغادرة المهرجان، تخطر في البال ديوك وحصائر وجبال نار وقاذفات وأسهم وغيرها.
قبل الغداء تكون قد خدشت كوعك وركبتك وأحرقت أكثر من إصبع. تحولت ملابسك مع حذائك إلى كتلة من رمل. يداك يختلط فيهما البارود الأسود المحروق بالتراب. وجهك يتصبب وحلاً مع العرق.
هذه كانت فرحة عيد حقيقية.