فتيات يلحقن الأذى بأنفسهن

29 اغسطس 2018
ربّما لديها مشاكلها (كارلوس جيل/ Getty)
+ الخط -
زادت نسبة الفتيات اللواتي يُعالجن في المستشفيات نتيجة إيذائهن أنفسهن بمعدّل الضعفين عمّا كان عليه الحال منذ 20 عاماً، ما أثار تحذيرات حول الضغوط الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي والواجبات المدرسية. ووصفت الجمعيات الخيرية هذه الأرقام بـ "المفجعة". وأشارت صحيفة "التايمز" إلى أنه يتوجب عمل المزيد لمنع الأطفال من إيذاء أنفسهن.

نسبة الفتيات اللواتي دخلن المستشفيات نتيجة إقدامهن على أذية أنفسهن ارتفع من 7327 في عام 1997 إلى 13 ألفاً و463 العام الماضي. وارتفعت نسبة اللواتي عولجن بسبب تناولهن جرعة زائدة أكثر من عشرة أضعاف، من 249 في عام 1997 إلى 2736 العام الماضي، وفقاً لبيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وفي ظلّ ارتفاع نسب إيذاء النفس، يقول عدد من الوزراء إن علاج أمراض الصحة العقلية أكثر صعوبة من الأمراض الجسدية. ويوضح نائب رئيس هيئة التدريس للأطفال والمراهقين في الكلية الملكية للأطباء النفسيين جون غولدن: "أعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي تضغط على الأطفال الصغار، منها الشق الأكاديمي والامتحانات ووسائل التواصل الاجتماعية". ويعمل نحو 7000 عامل في مجال الصحة العقلية للأطفال والمراهقين. وترى الكلية الملكية للأطباء النفسيين أن العدد ربما يحتاج إلى زيادة.

وتواصلت "العربي الجديد" مع مكتب إعلام الكلية الملكية للأطباء النفسيين، الذي أشار إلى وضع لائحة على موقعهم بالأسباب التي تدفع الفتيات إلى إلحاق الأذى بأنفسهن. وأظهرت الأبحاث أن عدداً منهن يعانين من مشاكل. وغالباً ما يواجهن صعوبات لفترات معينة قبل إلحاق الأذى بأنفسهن. وتشمل المشاكل الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو الشعور بالاكتئاب، فضلاً عن مشاكل في العلاقة مع الشريك أو الأصدقاء أو العائلة، إضافة إلى البطالة. وعادة ما يؤذي الإنسان نفسه حين يشعر أن الناس لا يستمعون إليه أو أنّه يعيش في وحدة، أو حين يعجز عن القيام بأي شيء لتبديل مجرى الأمور.




ويقول الخبراء إنّ إلحاق الأذى بالذات لا يعني بالضرورة أن يكون الشخص مريضاً عقلياً، بل قد ينتج الأمر عن الاكتئاب أو مشاكل شخصية. لذلك، ينبغي أخذ الأشخاص الذين يؤذون أنفسهم على محمل الجد. ومن الضروري تقديم مساعدة لهؤلاء كونهم لا يخبرون أي شخص بما ينوون القيام به.

تجدر الإشارة إلى أنّ شخصاً واحداً من كل ثلاثة أشخاص عمدوا إلى إيذاء أنفسهم للمرة الأولى، سيكرر الأمر مرّة أخرى خلال السنة التالية، بحسب ما تبيّن إحصاءات في المجال، بينما يزيد الخطر مع التقدم في السن.
المساهمون