وجاءت أقوال غوتيريس خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، للحديث عن تطورات خطيرة تشهدها الساحة الدولية مؤخرًا، وتتعلق بكوريا الشمالية والتغييرات المناخية والاعتداءات الطائفية في ميانمار.
وحول التطورات في ميانمار، قال غوتيريس: "من الضروري أن تقوم حكومة ميانمار بحل تلك القضية، وبشكل جذري، بعدة طرق ممكنة، من بينها إعطاء (الروهينغا) وضعًا قانونيًا يسمح لهم بممارسة حياة طبيعية، بما في ذلك حرية الحركة والتعليم وغيرها". وعبّر عن شكره لحكومة بنغلاديش لاستقبالها اللاجئين.
وأضاف "أشعر بقلق شديد حول أمن وحقوق الإنسان في إقليم راخين في ميانمار. نحن جميعًا نعرف التاريخ الطويل للاضطهاد والفقر وفقدان الأمل في ذلك الإقليم. ولكن الآن تصلنا تقارير، وبشكل متواصل، حول ممارسات قوات الأمن في ميانمار. هذه الممارسات ستؤدي فقط إلى تفاقم الوضع وازدياده سوءًا".
وأضاف: "هناك نحو 120 ألف شخص ضحايا معاناة غير محتملة لجأوا إلى بنغلاديش للبحث عن حماية. كثيرون فقدوا حياتهم محاولين الهرب من العنف". وأشار في هذا السياق إلى أن "معاناة الروهينغا منذ مدة طويلة، والتمييز وعدم حل قضيتهم، أصبحت جزءًا رئيسيًّا من عدم الاستقرار في تلك المنطقة".
وقال غوتيريس إنه وجه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي في نيويورك للتعبير عن قلقه، واقتراح خطوات مختلفة لإنهاء العنف. وناشد المجتمع الدولي بأخذ خطوات جديدة من أجل حل تلك المشكلة. وقال إن على الجهات الرسمية في ميانمار اتخاذ الخطوات اللازمة، ليس لحل الأزمة فقط، بل كذلك لمساعدة المحتاجين.
أما عن الوضع في كوريا الشمالية، فقد قال غوتيرس إن التجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية مؤخرًا تساهم بشكل قوي في زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم، معلنّاً إدانته إياها.
وطالب السلطات في كوريا الشمالية بالامتثال للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار 2371، والذي جرى تبنيه الشهر الماضي. وقال إن اتفاق مجلس الأمن وتبنيه موقفًا موحدًا ضروري وأساسي في مواجهة الأزمة. وأضاف: "هذا الاتحاد يخلق الفرصة لتخفيف التوتر بشكل دبلوماسي ومنع تفاقم الوضع. إن المواجهات الكلامية قد تأخذنا إلى نتائج غير مقصودة وغير حميدة. الحل للأزمة يجب أن يكون سياسيًّا، وعواقب أي تدخل عسكري ستكون مروعة". وأضاف: "كأمين عام، أنا مستعد لدعم أي جهود من أجل التوصل إلى حل سلمي في المنطقة".
وعن التغيير المناخي والتحديات التي يواجهها العالم، بما فيها الفيضانات والجفاف، قال غوتيرس: "لقد شهدنا في الأسابيع الأخيرة فيضانات في دول عدة، من بينها الولايات المتحدة والهند والنيبال وبنغلاديش. لقد ازدادت نسبة الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم منذ عام 1970، بنحو أربعة أضعاف. كذلك شهدت الولايات المتحدة، وتليها الصين والهند، أكبر عدد من تلك الكوارث منذ 1995. وفي العام الماضي وحده، نزح أكثر من 24 مليون شخص بسبب الكوارث الطبيعية، وهو أكبر من عدد النازحين بسبب الحروب والنزاعات. صحيح أن علماء المناخ يحذرون من الربط المباشر بين الكوارث الطبيعية والتغيير المناخي، لكنهم يشددون في الوقت ذاته على أن التغييرات المناخية الحادة التي نشهدها ستكون الحالة الطبيعية في ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض".