غموض يلف مصير المختطفين لدى "داعش" في سورية

06 مارس 2019
من تحرك سابق يطالب بكشف مصير كساب (راتب الصفدي/الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من قرب إنهاء تنظيم "داعش" في جيبه الأخير شرقي سورية، إلّا أنّ الغموض لا يزال يلف مصير مئات المدنيين الذين خطفهم التنظيم، خلال فترة سيطرته على مساحات واسعة من البلاد.

وتخوض "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك عنيفة في بلدة الباغوز بمحافظة ديرالزور، التي تُعتبر آخر جيوب التنظيم في شرق سورية.

وشهدت الأيام الماضية، خروج مئات المدنيين الذين كانوا محاصرين من قبل التنظيم، دون أي أخبار عن مصير المختطفين لدى التنظيم حتى الآن، حيث خرجت عدّة دفعات من المدنيين ومقاتلي التنظيم الذين أعلنوا استسلامهم، في غياب مصير المخطوفين.

ووفقاً لمصادر "العربي الجديد"، فإنّه لا يزال في الباغوز المئات من المدنيين، إضافةً لمقاتلين في التنظيم رفضوا الاستسلام وإبرام أي اتفاق مع "قسد"، فيما اختفى قياديو التنظيم بشكلٍ مفاجئ.

وبحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، فإنّ هناك قائمة بأسماء 8119 شخصاً لا يزالون مفقودين، بينهم 286 طفلاً وأكثر من 300 امرأة.

ولا تزال عائلات هؤلاء المختطفين، تكافح بجميع الوسائل من أجل الوصول إلى أي معلومات عن مفقوديها لدى "داعش"، في ظل عدم ظهور أي معلومات جديدة عنهم.

ومن بين المختطفين، القسّ الإيطالي الأب باولو دالوليو، الذي فُقد في محافظة الرقة شرقي سورية، منتصف عام 2013، بعد اعتقاله من قبل التنظيم، بحسب ناشطين سوريين.

ولم تظهر أي معلومات عن الأب باولو، منذ اختطافه، غير أنّ "منظمة الإغاثة والمصالحة الدولية" كشفت، مؤخّراً، أنّه لا يزال حياً مع بعض الرهائن لدى "داعش".

واستندت المنظمة في معلوماتها إلى شهادات من بعض الرهائن المحررين من قبضة التنظيم في بلدة الباغوز، الذين تمكّنوا من الخروج خلال الحملة العسكرية على البلدة.


وكانت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، قد أشارت إلى أنّ تنظيم "داعش" يسعى إلى التوصّل لاتفاق مع "قسد" والتحالف الدولي، لتأمين ممر آمن لعناصره للخروج من المنطقة، ويستخدم في مفاوضاته ورقة الرهائن المختطفين لديه للتوصل للاتفاق، وأشارت إلى أنّ الأب باولو وصحافيا بريطانيا من بين الرهائن.

ومن المختطفين أيضاً لدى "داعش"، الناشط السوري محمد نور مطر، الذي اعتقله التنظيم في الرقة، خلال تصويره لمسيرة نسائية احتجاجية أمام أحد مباني التنظيم.

ودشّن عامر مطر، شقيق محمّد نور، حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت مسمّى "أين مختطفو داعش؟" للمطالبة بمعرفة مصير المختطفين بعد انحسار نفوذ التنظيم.


وتعمل الحملة على جمع أدّلة وبيانات ومعلومات من سجون "داعش"؛ من شأنها الوصول إلى المختطفين أو تعقّب مسارهم أو الكشف عن أي معلومات تساهم بالوصول إليهم.

ومن المخطتفين لدى "داعش"، فريق صحافي من قناة "سكاي نيوز عربية"، وهم الصحافي الموريتاني إسحاق مختار والمصور الصحافي اللبناني سمير كساب، ومرافقهما السوري عدنان عجاج، الذين اختطفوا، في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2013، وأعلنت القناة أنّها فقدت الاتصال بهم في هذا التاريخ.

وكان جورج كساب، شقيق المخطوف سمير، قد عبّر عن أمله بظهور شقيقه، بعد معركة الباغوز في سورية.

وقال كساب، في حديث إلى "تلفزيون النشرة"، "لا يوجد تأكيد أنّ سمير ظهر في أي مكان خلال التطورات التي تحدث مع داعش، ونحن نتمنى أن يكون هناك ويتم الإفراج عنه. تقريباً لا معطيات أكيدة حول شيء في ما خص سمير كساب، والجو سلبي لا سيما أنّه مر 5 سنوات دون ظهور أي تفصيل بالقضية".

ومن المختطفين أيضاً، فراس الحاج صالح، شقيق الكاتب السوري ياسين الحاج صالح.

وشارك فراس في الحراك السلمي والمظاهرات الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد، منذ بداية الثورة السورية عام 2011، كما عمل في مجال الإغاثة والإعلام.

واعتقلته قوات النظام السوري للمرة الأولى في 4 يوليو/تموز 2011، على خلفية اعتصام شارك فيه أمام مبنى المحكمة في مدينة الرقة، وأفرج النظام عنه بعد 24 يوماً، ليكثّف نشاطه لاحقاً في التنديد بانتهاكات تنظيم "داعش" هناك، إلى أن اعترض مسلّحون مجهولون سيارته واعتقلوه تحت تهديد السلاح إلى المقر الرئيسي للتنظيم في مبنى محافظة الرقة، دون معرفة أي معلومات عنه، حتى الآن.