تشهد الجهة الغربية لتونس، خصوصاً محافظات باجة وجندوبة والكاف، أزمة إنسانية نتيجة الفيضانات التى تشهدها المنطقة بعد تواصل هطول الأمطار لمدة ثلاثة أيام بشكل متواصل. وهو ما تسبب فى غرق عدد كبير من المنازل وتشريد عائلات كثيرة.
لكن رغم محاولات الإعلام التونسي مواكبة هذه الأحداث، إلا أن الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا عن غضبهم من أداء الإعلام التونسي في مواكبة هذه الكارثة.
ويرى أحد الناشطين أن التعامل الإعلامي مع هذه الكارثة تميز "بنعومة الطرح على عكس ما كان الأمر زمن حكومة الترويكا". وهو ما رأى فيه البعض شيئاً من المجاملة للحزب الحاكم "نداء تونس" الذى يعتبره البعض يملك بعض الأذرع الإعلامية التى تخدم مصالحه على عكس ما كان الأمر سابقاً. ففي السنتين الأخيرتين كانت وسائل الإعلام تندد بسياسة الحكومة وتدخلها.
[اقرأ أيضاً: تونس من دون "فيسبوك"؟]
وترى الإعلامية صباح التوجاني أنه "لو كانت الترويكا لا تزال في الحكم لقامت القيامة واتهم مسؤولوها بالتقصير في إغاثة أهالينا في الشمال... أما وحكومة الصيد اليوم فلقد غابت وجوه إعلامية كثيرة وأصاب الخرس البعض الآخر". وأضافت "يوماً ما ستندمون على ما سبق (أي حكومة الترويكا)".
أما موقع "الشاهد" فقد كتب تدوينة عن ازدواجية المعايير فى التعاطي الإعلامي مع مسألة الفيضانات، وقارن فيها بين فترة حكم الرئيس السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي والرئيس الحالي الباجي قايد السبسي. ورغم القناعة بأن المقارنة ستكون جائرة بشكل أو بآخر، فإن الموقع رأى أنه "أمام ازدواجية المعايير الإعلاميّة في التعاطي مع المتغيرات في المشهد السياسي التي برزت خلال سقوط الثلج على مناطق الشمال الغربي والوسط سابقاً، ثم في احتجاجات المناطق الحدودية بعدها وبينهما عند قرار بعض الزيادات في الأسعار، فإن المقارنة تصبح جائزة بشكل أو بآخر بين الرئيس السابق للبلاد محمد المنصف المرزوقي والرئيس الحالي الباجي قايد السبسي".
[اقرأ أيضاً: "إعادة نظام بن علي" عبر الإعلام تُغضب التونسيين]
المقارنة بين العهدين امتدت إلى مواقع التواصل، خصوصاً فى ظل مؤشرات توحي بأن ما يقع فى محافظات الشمال الغربي فى البلاد التونسية، وخاصة محافظة جندوبة، ينبئ بكارثة إنسانية إذا لم يتمّ التعامل معها بالجدية المطلوبة.