غسَق

23 فبراير 2018
مروان قصاب باشي/ سورية
+ الخط -

كما غيري، لا أُعطى غير النكد من السياسة، سواء في منطقتنا أو على مستوى العالم. وإني لأكتب ذلك في بضع كلمات كلّما حتّم السياق.

الحاضر لا يعني لي أي شيء، إلا الشعر. وليس ثمّة من التزام أخلاقي إلا نحو القصيدة.

فالقصيدة هي الخُلاصة العميقة لتجربة العيش. فإن تعذّرت، نثرتُ أشلاء طاقتها في مقالات من أجل القوت.

وطبعاً لا أتعمّد ذلك. فلست من النوع الذي يعرف ماذا سيكتب، حتى لو جلست لكتابة مقال.

إن فكرة التخطيط لعمل كتابي، تضحكني، مع الاعتذار لمن يجلسون ويخطّطون، فالشاعر صيّاد برق لا مهندس.

أصل الكتابة، هو الفلاش الأول. هكذا أفهم وأؤمن. كل ما لا يأتي من الفلاش الأول، مشكوكٌ في جدواه.

الفلاش الأول هو بوصلة الشاعر بالأخص، والهايكيست، وكاتب القصة القصيرة، والقصيرة جداً، والمؤلِّف الشذري. أما الروائي، فلعل إهابه يشتمل على باحث.

عموماً ما لنا والأخير.

لا يعني السابق، أن تُهمل قدرتك التعاطفية مع سياقك الاجتماعي والسياسي، أي أن تدير ظهرك لوجع الناس، بل يعني العكس تماماً على نحو حصري.

فالقصيدة هي الأمينة على أوجاع الكائنات الحيّة، كونها صوتهم العميق، ينبثق من وراء غَسَق.

أردت أن أقول هذا، وأن يصل دون سوء فهْم.

المساهمون