تسود حالة من الترقب الحذر في قطاع غزة، قبل ساعات قليلة، من انتهاء التهدئة التي أبرمت الخميس الماضي لخمسة أيام، بعد نحو شهر ونصف الشهر على العدوان الإسرائيلي، الذي راح ضحيته 2016 شهيداً فلسطينياً وأكثر من عشرة آلاف جريح، لا يزال كثير منهم يتلقون العلاج في غزة وخارجها.
ووضع شح المعلومات الواردة من القاهرة بعد اتفاق الوفد الفلسطيني الموحد على عدم التصريح بأي من معلومات خاصة بالمفاوضات إلا بعد التوصل إلى نقاط جوهرية، الشارع الفلسطيني في حالة من عدم الفهم لما يجري، وقلق من الساعات المقبلة.
وتسود تكهنات وتوقعات لما سيحدث في الساعات المقبلة، وسط آمال بتحقيق اتفاق قريب ينهي الأزمة الحالية ويوقف العدوان ويرفع الحصار.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، عدنان أبو عامر، على صفحته في "فيس بوك"، إن "بديهيات التحليل السياسي تحتاج إلى معلومات مباشرة من مطبخ صناعة القرار السياسي"، موضحاً أن غياب تلك المعلومات الموثوقة يساهم بعدم القدرة على التنبؤ بما قد يحصل.
بدوره، يرى المحلل السياسي خضر الزعانين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّه من الصعب إيجاد إجابات دقيقة على الأسئلة الخاصة بالساعات المقبلة، وخصوصاً في ظل تضارب الأنباء، وعدم صدور أي تصريحات رسمية من جهات الاختصاص، سواء من الفصائل الفلسطينية، أو من الوفد المفاوض.
ويؤكد الزعانين أنّ "الساعات الآتية ستكون حاسمة ومفصلية، وستحدد بوصلة اتجاه الأحداث"، مبيناً أن شعور المواطن بالتخبط والقلق وعدم الاستقرار هو شعور طبيعي في ظل جفاف نبع التصريحات السياسية، بعدما اتفق الوفد المفاوض على ذلك.
ويُشدّد المحلل السياسي على ضرورة التزام غير المختصين الصمت في ظل هذه الأجواء من الأخبار الغير المؤكدة، وذلك لعدم المساهمة في انتشار الشائعات التي من شأنها توتير الجبهة الداخلية الفلسطينية، التي تترقب الأخبار الصادقة، على أحر من الجمر.
واختفت كثير من مظاهر الحركة في أسواق وشوارع قطاع غزة اليوم، في ظل تخوف من تجدّد القتال مع تنصل الاحتلال الإسرائيلي من المطالب الفلسطينية ورغبته في عدم إعطاء الفلسطينيين أي فرصة لتحقيق إنجاز ينهي حصار غزة ومعاناتها.
ويتوق الشارع الغزّي سماع أخبار مؤكدة وموثوقة، فيما تتطلع الأنظار نحو اتفاق يحقق شروط المقاومة الفلسطينية على اعتبار أنها حقوق للشعب الفلسطيني. ويقول المواطن، أبو محمد السمري، من وسط قطاع غزة، إن الحياة التي دبّت في قطاع غزة على مدار الأيام الماضية بدأت تتلاشي اليوم الإثنين، لأن الحالة الضبابية التي نحياها انعكست على حالة من عدم الاستقرار في الشارع، وتحولت إلى ترقّب وحذر.