ونجح الشابان الغزيان في صناعة سيارة تعمل على الطاقة الشمسية، تعتبر هي الأولى من نوعها على مستوى فلسطين وبعض الدول العربية، من أجل المساهمة في حل أزمة نقص الوقود والسولار التي يعاني منها الغزيون، خلال السنوات الأخيرة ولتعزيز ثقافة الطاقة النظيفة.
ويقول الميقاتي (23عاماً) لـ"العربي الجديد"، إن "الدافع الرئيسي وراء اختياره وزميله لفكرة تنفيذ المشروع هي المعاناة التي عاشها الفلسطينيون بغزة بفعل الحصار الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وأزمة انقطاع الوقود لفترات متباعدة، بالإضافة للرغبة في الحفاظ على البيئة".
ويضيف، أن "الفكرة كانت تراوده هو وصديقه قبل بدء الدراسة الجامعية جراء ما كان يعانيه الغزيون من توقف حركة السير للكثير من السيارات، بفعل منع الاحتلال دخول الوقود إلى القطاع، ولجوء الكثيرين للاعتماد على زيت الطهو من أجل الاستمرار في الحركة اليومية".
ويوضح أن فكرة عمل السيارة تقوم على استخدام الطاقة الشمسية الموردة من الخلايا الشمسية إلى طاقة كهربائية تسمح للسيارة بالتحرك دون الحاجة إلى استخدام مشتقات النفط في عمل السيارة، فضلاً عن تزويدها بخاصية الشحن الكهربائي.
ودفع منع الاحتلال الإسرائيلي لدخول الكثير من المواد والقطع اللازمة في صناعة السيارات بفعل ظروف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للقيام، بإعادة تصنيع بعض المواد في الورش المحلية من أجل إتمام مشروعهما وإخراجه للنور.
ويشير الميقاتي إلى أن الكثير من القطع الخاصة بتصنيع السيارة لم تكن موجودة في القطاع المحاصر إسرائيلياً، ما تسبب في إطالة مدة تصنيع السيارة لتصل إلى عام كامل بفعل الانتظار لوصول القطع أو اللجوء لإعادة تصنيعها بغزة حال تعذر إدخال التجار لهذه القطع.
وينبه المهندس الغزي، إلى أن نقص الخبرات في القطاع على المستويين الفني والعلمي، كانت أحد أهم الصعوبات التي اعترضتهما في إنجازهما لمشروع الطاقة الشمسية، كونه التجربة الأولى لصناعة سيارة بشكل كامل تعمل على الطاقة المتجددة بغزة.
ويبين خالد البردويل لـ"العربي الجديد"، أن التكلفة الإجمالية لعملية صناعة السيارة تجاوزت 1500 دولار أميركي بفعل غياب الإمكانات والقطع اللازمة، والاعتماد على عملية تصنيع هذه القطع من أجل إتمام مشروع إنتاج السيارة بشكل كامل.
وعن التحديات التي واجهته هو وصديقه، يلفت البردويل إلى أنهما كانا يعملان بشكل يدوي في صناعة السيارة على الصعيد الميكانيكي والكهربائي بسبب غياب الخبرات والكفاءات اللازمة في القطاع، ومن أجل ضمان خروج السيارة بالشكل والمزايا المطلوبة دون أي خلل.
ويوضح المهندس الغزي أن السيارة يمكنها السير بشكل كامل خلال ساعات النهار دون الحاجة لشحن كهربائي، ويمكنها السير لمدة خمس ساعات في المساء، بالإضافة إلى إمكانية شحنها بشكل سريع على الطاقة الكهربائية حال نفذت الطاقة المخزنة عبر الخلايا الشمسية.
ويأمل المهندسان الغزيان أن يتمكنا من إنتاج المزيد من الأعمال التي تعمل على الطاقة المتجددة والمنافسة على المستوى العالمي خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى العمل على تطوير السيارة لتصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة وزيادة سعة حمولتها إلى 4 أفراد بدل فرد واحد، ومحاولة البحث عن إمكانية تطوير السيارات التقليدية وتزويدها بخاصية العمل على الطاقة الشمسية.