غزة تستعيد النكبة: رسوم وصور

15 مايو 2016
من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
كَسا الوجع ملامح طفل فلسطيني، عُرضت صورته باللونين الأبيض والأسود، ضمن مجموعة صور لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية الثامنة والستين وسط مدينة غزة، خلال معرض الصور الفوتوغرافية "لاجئ" الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر.

المعرض ضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية للمصورين الفلسطينيين وسام نصار من مدينة غزة، وفادي العاروري من الضفة الغربية، والتي عكست واقع المخيمات واللاجئين، والأوضاع الصعبة التي مروا ويمرون بها، نتيجة تهجيرهم من أراضيهم ومدنهم وقراهم عام 1948م.

صورة المخيم وألواح "الزينقو" من الأعلى، والتي عُرضت في واجهة المعرض كانت الأقدر على تصوير حالة المخيمات الفلسطينية، إلى جانب صورة طلبة المدارس، وهم يمرون بين الأزقة، وأطفال يلهون على عربات صغيرة داخل المخيم، إلى جانب صورة لطفل يبكي.

وضم معرض "لاجئ" صوراً لأطفال يستحمون داخل حوض استحمام، تبقى من منزلهم المدمر، وأطفال آخرين ينتظرون دورهم في تعبئة "غالونات" المياه، إلى جانب طفلة تلعب في دميتها الصغيرة، وطفلة توقد الشمع كي تتمكن من إنارة منزلها، بعد قطع الكهرباء عن المخيم.

الشق الآخر من المعرض، حمل مجموعة صور لكبار في السن، نقش الزمن آلامه على ملامحهم، وهم يحملون مفاتيح العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وأطفال وقفوا إلى جانب العلم الفلسطيني، وآخرين يلعبون داخل شوارع المخيم الضيقة، علاوة على أطفال يحملون المفتاح ذاته، ويلعبون كرة القدم.

ويقول منسق المعرض عصام جودة إن المعرض يسلط الضوء على مختلف أشكال معاناة الشعب الفلسطيني، ومخيمات اللجوء، والآمال، والآلام، والأفراح، والأتراح التي مر ويمر بها الفلسطينيون، موضحاً أنه ضم صوراً لمخيم الدهيشة والحلزون والشاطئ وجباليا، ومختلف المخيمات، بهدف تعزيز ثقافة الوطن الواحد.

ويوضح في حديث مع "العربي الجديد" أن المعرض يحمل رسالة، يسلط فيها الضوء على معاناة اللاجئين المتفاقمة، إضافة إلى أنه جاء للتأكيد على حق الفلسطينيين في أرضهم، والتي هي ملك لهم، "جذورنا وجذور آبائنا وأجدادنا تؤكد أنها حق لنا، وسنعود لها مهما طال الزمن".

معرض "لاجئ" كان إحدى الزوايا الرئيسية لمهرجان إحياء ذكرى النكبة 68، والذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر، إلى جانب نشاط الرسم الحُر، للقرى الفلسطينية، والذي شارك فيه 30 فناناً وفنانة فلسطينية من مختلف المُدن الفلسطينية المحتلة، حيث رسم كل فنان منهم بلدته الأصلية.

وعن ذلك يقول منسق نشاط الرسم الحر علي الشنا، إن الفنانين المشاركين رغبوا في تجسيد بعض المناطق الجمالية والأثرية والتراثية في مدنهم التي هُجِّر آباؤهم منها، موضحاً أن الرسومات سيتم توزيعها بعد نهاية النشاط على الدواوين والمخاتير لكل بلد وقرية من القرى التي تم رسمها.

ويشير لـ"العربي الجديد" إلى أن المدن الفلسطينية حَية في وجدان الفلسطينيين مهما طال البعد والزمان، وأن تلك الرسومات تأتي من أجل التأكيد على الحق التاريخي للفلسطينيين في مدنهم وقراهم المسلوبة، موضحاً أن الشعب الفلسطيني لن ينسلخ عنها مهما بلغ حجم التضحيات، وأن استخدام الأدوات الثقافية والعلمية والأدبية والفنية يعزز تمسك الشعب الفلسطيني بحقه.

وتقول الفنانة الفلسطينية يقين أبو هاشم من مدينة رفح لـ"العربي الجديد" إنها شاركت في رسم إحدى خوابي القمح في بلدتها الأصلية اسدود، موضحة أن التركيز على هذا الجانب يعزز الشعور الفلسطيني بالمدن المُحتلة، ويزيد تمسكهم بأرضهم وأنه "مهما بعدنا عن أرضنا، ستبقى من حقنا، وسنعود إليها".





المساهمون