غزة: انتقادات لتصوير تقرير تلفزيوني في مقر العزل وحَجر مُعدَّيه

28 مارس 2020
من تطهير الشوارع في غزة (الأناضول)
+ الخط -
أثار بث تقرير تلفزيوني تم إعداده داخل مقر الحجر الصحي جنوبي قطاع غزة، والذي يضم عدداً من المُصابين بفيروس كورونا، حالة واسعة من الجدل وتبادل الاتهامات، اتسعت رقعتها بعد قرار وزارة الصحة حجر الطاقم الصحافي المُعد للتقرير.

وبدأت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مساء أمس الجمعة، بتنفيذ إجراءات الحجر الصحي للصحافي والمصور اللذين قاما بإعداد التقرير المُصور داخل المستشفى الميداني في معبر رفح البري جنوبي قطاع غزة، والمُخصص للحجر الصحي والتعامل مع الحالات المُصابة بفيروس كورونا، بعد موجة من الانتقادات التي رافقت بث التقرير، موضحة أنه "ستتم المساءلة حول السماح بالتصوير ونشر المادة".

وأظهر التقرير المُصور الخيام المُخصصة للعزل الصحي، واشتمل على مقابلات من داخل المستشفى الميداني. وقد ارتدى الطاقم الصحافي وسائل الوقاية، إلا أن ذلك لم يمنع عددا من الصحافيين والجهات الرسمية والأهلية انتقاده، واعتباره انتهاكاً واضحاً للمعايير المهنية والسلامة الشخصية.

ولم يقتصر الانتقاد على دخول الطاقم الصحافي المكان المخصص للعزل الصحي، الذي يحظر دخوله، وإنما طاول الجهات الرسمية التي سمحت بالدخول والتصوير، فيما رأى البعض ضرورة التعامل مع قضية الحجر الصحي على محمل الجد، قبل تدهور الأوضاع وفقدان السيطرة.

ورأى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن تصوير التقرير في المستشفى الميداني للعزل الطبي برفح يشكل مخالفة للتوجيهات والتعليمات الصادرة لكافة جهات الاختصاص، وأنه تم تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة. 
فيما بينت ‏الوكالة الوطنية للإعلام، والتي قامت بتصوير التقرير لصالح قناة تركية في تصريح لها، أنها حصلت على إذن بالتصوير من الجهات المسؤولة في قطاع غزة وبكامل إرادتها، من دون إبلاغها بوجود أي معارضة مسبقة على التصوير.

وخلق بث التقرير التلفزيوني موجة من ردود الأفعال الغاضبة، حيث عَبّرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين عن استيائها من السماح بالتصوير داخل مقر العزل، واستخدام مكتب سيارات خاص وإعداد التقرير ونشره، ما يعد انتهاكا واضحا لخصوصية المصابين بالمرض، إضافة إلى تعريض الطاقم والمحيطين بهم للخطر الحقيقي، بينما طالبت "كتلة الصحافي الفلسطيني" الصحافيين بإتباع أقصى تدابير السلامة في تغطية الأخبار المتعلقة بانتشار فيروس كورونا.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية بالحديث حول التقرير المثير للجدل. فقال المصور الفلسطيني محمود الهمص خلال نقاش على مجموعة نشطة على "واتساب": "في ألف باء الصحافة إذا أردت الحصول على سبق صحافي في منطقة اشتباكات أو حرب قد تنجح بتحقيق المطلوب أو تصاب فيصيبك الضرر وحدك، إلا أن دخول الحجر الصحي قد يعرض شعبا كاملا للتهلكة #كورونا #خليك_بالبيت  #الزم_بيتك".

فيما استنكر الصحافي محمد السوافيري عبر صفحته على "فيسبوك" الأداء الرسمي في التعامل مع الحجر الصحي، وتساءل: "هو وزارة الصحة والإعلام الحكومي ما انتبهوا ع قصة التقرير الصحافي بالحجر الصحي، إلا بعد نشر الصور على شبكات التواصل الاجتماعي؟".

من ناحيته؛ ألمح الصحافي سامي أبو سالم إلى أن تسليط الضوء على مراكز الحجر الصحي يجب أن ينتج في حال وجود خلل بداخلها، موضحاً، في منشور له عبر "فيسبوك"، أنه ليس من مهمة الصحافي أن يقول أن الأمور على ما يرام، لأن سيرها بشكل طبيعي هو واجب على الجهات المخولة.

ورأت الصحافية شيرين خليفة أنه من غير المعقول تغليب "السبق الصحافي" على حساب السلامة الشخصية، وقالت: "الصحافة أخلاقيات ومسؤولية، كيف يمكننا ضمان أن الفريق لم يلتقط عدوى، وكيف نثق تمامًا بإجراءات السلامة ما دمنا رأينا في الصور المنتشرة من لا يلتزم بأي إجراء للسلامة".



وبدأت الجهات المختصة بتعقيم مقر عمل الصحافيين احترازاً من إمكانية انتقال الفيروس، فيما علقت، اليوم السبت، مكاتب صحافية العمل داخل المبنى الذي يضم عددا من وسائل الإعلام، في انتظار إنهاء عمليات التعقيم للمبنى ومرافقه المختلفة، والتأكد من سلامة المكان.

المساهمون