غرفة

13 فبراير 2016
(ضياء العزاوي، 1968)
+ الخط -
الغرفة التي قبل سنوات
ها أنا أدخلها بعد سنوات
حين لا أحد في البيت
الغرفة التي قبل سنوات
وبعد سنوات
تغيرتْ كثيراً:
أزيلت السِّجادة الورديَّةُ متواضعة الذَّوق
وحلَّت محلها أرضيَّة خشبيَّة صِحيَّة وجميلة أكثر
استُبدلت الإضاءة بأخرى أكثر أناقة
(وأكثر حِسِّيَّة أيضاً – لِمَ ينبغي التغاضي عن ذلك؟)
والستارة القماشيَّة حلَّت محلها أخرى سعفيَّة
بسيطة وفاخرة معاً
سريرنا لم يعد موجوداً
ولا خزانة الثياب
بل سريرٌ آخر أكثر رحابة
وأكثر لياقةً بالحُبِّ ومحاولة النوم
في زاوية أخرى من الغرفة
بجواره الآن سرير صغير لطفل
كأني سمعته يبكي
أو يضحك
أو يقول ما لا أعرف من كلام
أما الحمَّام الملحَق بالغرفة التي قبل سنوات
وبعد سنوات
صار جديراً بقضاء وقت أطول فيه.

...

أعطيتُ الشبحين العاريين المتعانقين على الجدار
كثيراً من الريحان والياسمين
جَلَبْتُهُ من حديقة البيت المُهَنْدَمَةِ الآن أكثر
أعطيتهما كثيراً من دمع القلب ومخاط الأنفين والفؤاد
وهما ينتحبان

...

وأسرعتُ
وحيداً في عَرَبَةِ أُجرة قديمة
إلى المطار.


* شاعر وسينمائي من عُمان


اقرأ أيضاً: إرنستو رفائيل غيفارا دي لا سيرنا
دلالات
المساهمون