الطعام والشراب أساس الحياة عند المخلوقات الحيّة (غير البشرية) التي تسعى إلى غذائها عبر طرق مختلفة، تثير انتباه الإنسان وتدهشه في أحيان كثيرة. الطيور من بين تلك المخلوقات وتختلف في ما بينها لجهة طبيعة الغذاء.
ثمّة طيور تأكل الأسماك مثل صياد السمك ومالك الحزين الأبيض وغراب البحر الأسود، وأخرى تأكل اللحوم البرية الحيّة مثل العقبان والصقور والصرد، بينما تأكل فئة ثالثة الحشرات كمصدر بروتين مثل الهازجة والبوبانة، وتعتمد أعداد كثيرة على الحبوب والبذور وبراعم النباتات مثل الدوري والحسون والنعار. يُذكر أنّ بعض الأنواع تعيش على كل شيء مثل الغربان.
من الطبيعي أن يشاهد الإنسان صقراً ينقضّ على حمامة أو يمامة تلتقط حبوباً أو سمّناً يبحث عن حشرات بين الحشائش أو نورساً يصطاد الأسماك أو غراباً يتناول بقايا جيفة على جانب طريق. لكن، في بعض الأحيان، نشاهد صدفة في الطبيعة أنواعاً من الطيور تعتمد على استراتيجيات عجيبة وغريبة، فنسأل أنفسنا عن كيفية ذلك.
ثمّة من يتسائل عن سبب وقوف بعض أنواع الطيور ذات السيقان الطويلة في الماء على ساق واحدة. في الحقيقة، فإنّ هذه الطيور، مالك الحزين على سبيل المثال، تقف في المياه الضحلة في البحيرات وعلى جوانب الأنهار، خصوصاً بين القصب، لكي تظنّ الأسماك أنّها نبتة فتقترب منها من دون خوف. فينقضّ عليها الطائر بمنقاره، بسرعة هائلة. ومالك الحزين يستطيع الوقوف لساعات على تلك الحال وهو يتناول السمك من فينة إلى أخرى وعلى فترات متباعدة.
يُذكر أنّ الناس كانوا قد تعوّدوا في الماضي على رؤيته ثابتاً في مكانه من دون أن يشاهدوه وهو يصطاد، فأطلقوا عليه اسم مالك الحزين. أمّا البلشون الأسود (من فصيلة مالك الحزين نفسها) فيستخدم جناحَيه على شكل مظلة تؤمّن الظل الذي يجذب بعض أنواع الأسماك، ومن ثمّ يلتهمها.
الدوري الذي يعرفه الجميع، يأتي بحركة لم يلاحظها بحسب ظني أحد بعد، لأنّني لم أجد ذكراً لها في أيّ مرجع. هو يأكل الحبوب، لكنّه في وقت التفريخ يبحث عن الحشرات لإطعام صغاره. وفي أثناء البحث بالقرب من جدار أو صخرة، يقفز قليلاً ضارباً جانب جسمه بالحائط ليرتدّ بقوة مع حركة غرز لقدمَيه في التراب، فيحفر بذلك أكثر بحثاً عن الديدان. وفي أحيان كثيرة، نجده على أحد جوانب طريق سريع وهو يلتقط الحشرات التي تصدمها السيارات وتدفعها إلى جانبَي الطريق.
إلى ذلك، ثمّة أنواع من البوم تعتمد على قوّة سمعها، فتحدّد مصدر صوت حركة الفئران بين الحشائش أو حتى تحت الثلج من على مسافة قد تزيد على عشرة أمتار وبدقة متناهية، قتنقض عليها وتلتقطها بمخالبها من دون أن تراها. إذا كانت الفريسة تحت الثلج، فإنّ البومة تهبط مباشرة على مكان وجودها وتغرز ساقَيها في الثلج وتستخرجها بدقة.
ونجد أنواع طيور تعتمد على بصرها في الحصول على غذائها مثل الصقر الذي يرى فريسته وهو يحلّق في السماء عالياً، ومثل آكل الذباب والبعوض الذي يستطيع أن يرى البعوضة من على مسافة 12 متراً. فعينَاه تعملان كمنظار وبقوة بصر تزيد من 8 إلى 10 أضعاف عن قوة بصر الإنسان. أمّا قوة الشمّ فمحصورة بعدد قليل من أنواع الطيور مثل النسور التي تستطيع اشتمام رائحة الجيف عن بعد كيلومترات، وهي في السماء. ويطول كثيراً الحديث عن غرائب بحث الطيور عن الغذاء.
(اختصاصي في علم الطيور البرية)
اقــرأ أيضاً
ثمّة طيور تأكل الأسماك مثل صياد السمك ومالك الحزين الأبيض وغراب البحر الأسود، وأخرى تأكل اللحوم البرية الحيّة مثل العقبان والصقور والصرد، بينما تأكل فئة ثالثة الحشرات كمصدر بروتين مثل الهازجة والبوبانة، وتعتمد أعداد كثيرة على الحبوب والبذور وبراعم النباتات مثل الدوري والحسون والنعار. يُذكر أنّ بعض الأنواع تعيش على كل شيء مثل الغربان.
من الطبيعي أن يشاهد الإنسان صقراً ينقضّ على حمامة أو يمامة تلتقط حبوباً أو سمّناً يبحث عن حشرات بين الحشائش أو نورساً يصطاد الأسماك أو غراباً يتناول بقايا جيفة على جانب طريق. لكن، في بعض الأحيان، نشاهد صدفة في الطبيعة أنواعاً من الطيور تعتمد على استراتيجيات عجيبة وغريبة، فنسأل أنفسنا عن كيفية ذلك.
ثمّة من يتسائل عن سبب وقوف بعض أنواع الطيور ذات السيقان الطويلة في الماء على ساق واحدة. في الحقيقة، فإنّ هذه الطيور، مالك الحزين على سبيل المثال، تقف في المياه الضحلة في البحيرات وعلى جوانب الأنهار، خصوصاً بين القصب، لكي تظنّ الأسماك أنّها نبتة فتقترب منها من دون خوف. فينقضّ عليها الطائر بمنقاره، بسرعة هائلة. ومالك الحزين يستطيع الوقوف لساعات على تلك الحال وهو يتناول السمك من فينة إلى أخرى وعلى فترات متباعدة.
يُذكر أنّ الناس كانوا قد تعوّدوا في الماضي على رؤيته ثابتاً في مكانه من دون أن يشاهدوه وهو يصطاد، فأطلقوا عليه اسم مالك الحزين. أمّا البلشون الأسود (من فصيلة مالك الحزين نفسها) فيستخدم جناحَيه على شكل مظلة تؤمّن الظل الذي يجذب بعض أنواع الأسماك، ومن ثمّ يلتهمها.
الدوري الذي يعرفه الجميع، يأتي بحركة لم يلاحظها بحسب ظني أحد بعد، لأنّني لم أجد ذكراً لها في أيّ مرجع. هو يأكل الحبوب، لكنّه في وقت التفريخ يبحث عن الحشرات لإطعام صغاره. وفي أثناء البحث بالقرب من جدار أو صخرة، يقفز قليلاً ضارباً جانب جسمه بالحائط ليرتدّ بقوة مع حركة غرز لقدمَيه في التراب، فيحفر بذلك أكثر بحثاً عن الديدان. وفي أحيان كثيرة، نجده على أحد جوانب طريق سريع وهو يلتقط الحشرات التي تصدمها السيارات وتدفعها إلى جانبَي الطريق.
إلى ذلك، ثمّة أنواع من البوم تعتمد على قوّة سمعها، فتحدّد مصدر صوت حركة الفئران بين الحشائش أو حتى تحت الثلج من على مسافة قد تزيد على عشرة أمتار وبدقة متناهية، قتنقض عليها وتلتقطها بمخالبها من دون أن تراها. إذا كانت الفريسة تحت الثلج، فإنّ البومة تهبط مباشرة على مكان وجودها وتغرز ساقَيها في الثلج وتستخرجها بدقة.
ونجد أنواع طيور تعتمد على بصرها في الحصول على غذائها مثل الصقر الذي يرى فريسته وهو يحلّق في السماء عالياً، ومثل آكل الذباب والبعوض الذي يستطيع أن يرى البعوضة من على مسافة 12 متراً. فعينَاه تعملان كمنظار وبقوة بصر تزيد من 8 إلى 10 أضعاف عن قوة بصر الإنسان. أمّا قوة الشمّ فمحصورة بعدد قليل من أنواع الطيور مثل النسور التي تستطيع اشتمام رائحة الجيف عن بعد كيلومترات، وهي في السماء. ويطول كثيراً الحديث عن غرائب بحث الطيور عن الغذاء.
(اختصاصي في علم الطيور البرية)