01 أكتوبر 2018
عودة إلى البداية في سورية
يتحدث كثيرون في الشرق الأوسط، هذه الأيام، عن انطلاق قطار التسويات الإقليمية النهائية لرسم معالم المنطقة سنواتٍ مقبلة، والمحطة السورية أكثر ما يثير الاهتمام، لكونها تعالج أزمة خطيرة عمرها سبع سنوات، بدأت بثورة شعبية سلمية، تطالب بتغيير قواعد اللعبة السياسية المغلقة في سورية، منذ وصول عائلة الأسد إلى السلطة.
كان إسقاط نموذج الحكم الاستبدادي، المستند إلى العلوية السياسية، الهدف الرئيسي المحلي للثورة السورية الخالصة، الأمر الذي لم يلقَ تجاوبا في المحيطين، القريب والبعيد، لأنه يغير معادلة النظام الإقليمي بشكل لا ينسجم مع طموحات قوى كثيرة، رأت لاحقا في مضاعفات الأحداث السورية بعد قمع الثورة فرصةً لتحسين موقعها أو تحصينها على طاولة اللعب مع تجاهلٍ للمأساة الإنسانية المتصاعدة.
اعتقدت القوى المؤمنة بالثورة السورية فترة طويلة أنّ في وسعها إحداث نقاط تقاطع مع المشاريع الإقليمية، بما يساعدها على تحقيق أهم أهدافها، وهو إجبار الأسد على الرحيل بواسطة القوة العسكرية، ثم أدركت أن طموحها أصبح رهينةً لحركة الرياح تهب لصالحها تارّة، وتعصف بها مرّاتٍ كثيرة، وخصوصا بعد انبعاث ظاهرة التطرّف في أبشع أشكاله.
على هذا الأساس، لم يعد المطلوب الآن تحقيق انتصاراتٍ متقلبةٍ، بل إيجاد قاعدة صلبة لترميم جراح المأساة، وقيادة الانتقال السياسي نحو ضفة آمنة. ولا يعني بناء هذه القاعدة الصلبة الخضوع للأسد، أو الرجوع عن مبادئ التغيير، بل العمل على تفعيل الثقة الثورية الداخلية والإيمان بالقوة الذاتية للعودة إلى نقطة البداية الذي لا يعني العودة إلى الوراء، بقدر ما هو خطوة للتقدم نحو الأمام، باستعادة القرار الداخلي، وتحويل أنظار العالم عن مشاهد الدمار والرايات السوداء إلى استحقاقات النضال الشعبي ضد الاستبداد.
صحيح أن التاريخ لا يعيد نفسه، وجرائم الأسد لا تسمح أخلاقيا بإمكانية قبول تقدّمه في انتخاباتٍ توافقية، غير أن هذه التجارب يجب أن تبعث في قوى الثورة الحافز لإيصال رسالة إلى العالم مفادها بأن تطورات الحرب السورية لم تغير قط القناعة بأن الأسد، في ظروف طبيعية وإرادة شعبية حرّة، بعد تفكيك لأجهزة القمع لن يبقى في السلطة.
لم تنته الثورة السورية بعد، حتى وإن ظهر أن الأزمة المتفرّعة عنها تبدو في طريقها إلى التسوية، إذ يمكن للسوريين أن يردّوا الصاع بصناعة الفرصة المضادة بما تستقر عليه المعالجات الإقليمية والدولية، فينظفوا ثورتهم من الشوائب والمظاهر السيئة، مثلما استغل العالم مأساتهم في صناعة الفرصة التاريخية لاقتسام الكعكة السورية. هذا إن لم تكن التسوية، في حد ذاتها، سرابا يحسبه الظمآن ماءً، وعندها سيكون الهامش أكبر للانطلاق مجدّدا من نقطة البداية.
كان إسقاط نموذج الحكم الاستبدادي، المستند إلى العلوية السياسية، الهدف الرئيسي المحلي للثورة السورية الخالصة، الأمر الذي لم يلقَ تجاوبا في المحيطين، القريب والبعيد، لأنه يغير معادلة النظام الإقليمي بشكل لا ينسجم مع طموحات قوى كثيرة، رأت لاحقا في مضاعفات الأحداث السورية بعد قمع الثورة فرصةً لتحسين موقعها أو تحصينها على طاولة اللعب مع تجاهلٍ للمأساة الإنسانية المتصاعدة.
اعتقدت القوى المؤمنة بالثورة السورية فترة طويلة أنّ في وسعها إحداث نقاط تقاطع مع المشاريع الإقليمية، بما يساعدها على تحقيق أهم أهدافها، وهو إجبار الأسد على الرحيل بواسطة القوة العسكرية، ثم أدركت أن طموحها أصبح رهينةً لحركة الرياح تهب لصالحها تارّة، وتعصف بها مرّاتٍ كثيرة، وخصوصا بعد انبعاث ظاهرة التطرّف في أبشع أشكاله.
على هذا الأساس، لم يعد المطلوب الآن تحقيق انتصاراتٍ متقلبةٍ، بل إيجاد قاعدة صلبة لترميم جراح المأساة، وقيادة الانتقال السياسي نحو ضفة آمنة. ولا يعني بناء هذه القاعدة الصلبة الخضوع للأسد، أو الرجوع عن مبادئ التغيير، بل العمل على تفعيل الثقة الثورية الداخلية والإيمان بالقوة الذاتية للعودة إلى نقطة البداية الذي لا يعني العودة إلى الوراء، بقدر ما هو خطوة للتقدم نحو الأمام، باستعادة القرار الداخلي، وتحويل أنظار العالم عن مشاهد الدمار والرايات السوداء إلى استحقاقات النضال الشعبي ضد الاستبداد.
صحيح أن التاريخ لا يعيد نفسه، وجرائم الأسد لا تسمح أخلاقيا بإمكانية قبول تقدّمه في انتخاباتٍ توافقية، غير أن هذه التجارب يجب أن تبعث في قوى الثورة الحافز لإيصال رسالة إلى العالم مفادها بأن تطورات الحرب السورية لم تغير قط القناعة بأن الأسد، في ظروف طبيعية وإرادة شعبية حرّة، بعد تفكيك لأجهزة القمع لن يبقى في السلطة.
لم تنته الثورة السورية بعد، حتى وإن ظهر أن الأزمة المتفرّعة عنها تبدو في طريقها إلى التسوية، إذ يمكن للسوريين أن يردّوا الصاع بصناعة الفرصة المضادة بما تستقر عليه المعالجات الإقليمية والدولية، فينظفوا ثورتهم من الشوائب والمظاهر السيئة، مثلما استغل العالم مأساتهم في صناعة الفرصة التاريخية لاقتسام الكعكة السورية. هذا إن لم تكن التسوية، في حد ذاتها، سرابا يحسبه الظمآن ماءً، وعندها سيكون الهامش أكبر للانطلاق مجدّدا من نقطة البداية.