عودة "إيبولا" إلى غينيا كوناكري.. انتكاسة مؤقتة

28 مارس 2016
حملات الوقاية من إيبولا تتواصل (GETTY)
+ الخط -
أكد مدير الأبحاث في معهد "باستير" الفرنسي، أن "عودة الحمى النزفية إيبولا، إلى غينيا لن تشهد مصير الموجة الأولى من المرض القاتل، والتي عصفت فى عام 2013، بـ3 بلدان غرب أفريقيا (غينيا كوناكري وليبيريا وسيراليون)، ما أسفر عن وفاة نحو 11 ألفا و300 شخص".

وقال الباحث التونسي الأميركي، طارق مصدق، إن "هذه الفرضية ترتكز على التجربة التي عاشتها البلدان المتضرّرة من الوباء الفتّاك، خلال العامين الماضيين، على المستوى المؤسّساتي والبنية التحتية والطبية"، مضيفا أنه "خلال تلك الفترة، وضعت الدول الثلاث (غينيا وليبيريا وسيراليون) آليات لإدارة مواجهة الفيروس، وهذه الإدارة المؤسساتية تتمثل في إنشاء خلايا أزمة وإقرار إجراءات إدارية وأخرى متعلّقة بالبنية التحتية، من خلال تأسيس غينيا، على سبيل المثال، لمركز لعلاج إيبولا. أما على المستوى الطبي، فقد تم إحراز تقدم ملحوظ في المجال".

وفي صيف عام 2015، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن "لقاح فعال ضد إيبولا"، بدأ تطويره في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنّ التفشي السريع للوباء عام 2014 دفع المنظمة إلى تسريع الأبحاث. لكن بالإضافة إلى اللقاحات الوقائية، توجد علاجات جديدة تقدم للمرضى، خاصة في المرحلة الأولى من المرض، أثبتت فعاليتها.

والأسبوع الماضي، قدمت "تنسيقية مكافحة فيروس إيبولا" في غينيا لقاحا لأكثر من 900 حالة مشتبه فيها في منطقة "كوروبارا" جنوب شرقي البلاد، والتي شهدت عودة الفيروس منذ أسابيع.

واعتبر مصدق أن من بين الأسباب التي أسهمت في انتشار "إيبولا" عام 2014، قبل أن يبدأ الوباء رحلة التراجع في 2015، أسبابا "سلوكية" بالأساس، "منذ ظهور الحمى النزفية، وجهت الدول المعنية سياسة الوقاية لتوعية السكان، شملت كافة شرائح المجتمع بدءا بالتلاميذ".

وعقب إغلاق المدارس في غينيا أبوابها لعدة أشهر بسبب تفشي الحمى النزفية، عادت لتستقبل التلاميذ من جديد في يناير/كانون الثاني 2015، مع تشديد الإجراءات الصحية المضادة لـ"إيبولا"، من ذلك غسل اليدين، وقياس حرارة كل شخص يدخل المدارس، وتقديم مجموعة من المواد الصحية، والإجراءات ذاتها توختها سيراليون وليبيريا المتضررتين من الفيروس.

وفي هذا الصدد خلص مدير الأبحاث في معهد "باستير" الفرنسي، إلى أنه "لا ينبغي إضاعة الوقت بإطلاق حملة توعوية جديدة، مع قرب عودة الوباء"، داعيا إلى توخّي اليقظة، فإن كانت الموجة الأولى من المرض القاتل قد وجدت دعما دوليا واسعا تمثل في تقديم المساعدات وتأطير كبير، إلا أن عودة "إيبولا" قد تقابل بـ"التهميش" و"تضييق التعبئة الدولية".

"رغم ظهوره عام 1976 في وسط أفريقيا، اعتبرت المنظمات غير الحكومية والمنظمات الحكومية الدولية، موجة إيبولا لعام 2014، كارثة حقيقية هزت أفريقيا، ما يعني أنّ عودة الوباء القاتل قد تجعل منه آفة مزمنة جديدة في القارة السمراء، تنضم للمجاعة والإيدز والحروب"، بحسب الباحث.

ومنذ 17 مارس/آذار الجاي، أي بعد 3 أشهر من إعلان منظمة الصحة الدولية، رسميا، خلوّ غينيا من فيروس "إيبولا"، سجّل هذا البلد وفاة 5 أشخاص في البلاد جراء الوباء.

وتفشّت الحمى النزفية، انطلاقا من 2013، في غينيا كوناكري، لتسري عدواها إلى كلّ من سيراليون وليبيريا المجاورتين، وتسجّل إصابة نحو 28 ألف حالة، بحسب "الصحة العالمية".

"انتكاسة" قال مصدّق إنها "تذكّر بأن الخروج من نفق الأمراض الفيروسية هشّ للغاية"، لافتا إلى أن سيراليون تعدّ خير دليل على ذلك، فبعد أن أعلنتها منظمة الصحة الدولية، في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، خالية من الفيروس بصفة نهائية، سجّلت البلاد عودة للوباء لفترة مؤقتة.

وبحسب بيانات "الصحة العالمية" المنشورة على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، فإنّ "تحقيقا أجري مؤخرا حول إحدى الحالات المصابة بالوباء، أبرز المادة الوراثية للفيروس عن طريق فحوصات تضخيم الحمض المنوي (مثل أرتي- بي سي أر) بعد 199 يوما من ظهور الأعراض. وهذا ينطبق أيضا بعد فترة الكشف عن الفيروس في الدم من الناجين وخلال فترة الشفاء".

المساهمون