عن حجب "العربي الجديد"... ما الذي يزعجهم؟

31 ديسمبر 2015
تواصل محاولات حجب "العربي الجديد"
+ الخط -
هذا رأيي الشخصي، ليس بالضرورة، أن يعبّر عن رأي أحد غيري، وهو تجاه هذه المنهجية الاستعلائية، بحق عقل الإنسان العربي.

حتى حين لا تتفق مع وسيلة إعلامية، لا توجه، ولا مهنية، وأشدد على وسيلة إعلامية، لا أداة بروباغندا حزبية، أو تهييجية، يفرض عليك عقلك أن تتساءل: لماذا؟

غير السؤال، تبقى مسألة التضامن المهني، البشري، الإنساني، الفطري، في زمن يدرس فيه البعض تضاريس المريخ بينما يرى البعض الآخر الرؤوس كالبطيخ متدلية، بين أكتاف البشر ليلقي عليهم درسا أبويا: هذا متآمر، خائن، فاحذروه... ولأنكم قاصرون من المهد إلى اللحد، فأنا سأتدبر لكم الأمر: فلنقطع دابر المؤامرة، ونقطع البث.

حقيقة هو السؤال، ما الذي يزعج هؤلاء القوم الذين انزعجوا من "العربي الجديد"؟ أهو الخبر؟... أم الشخص المتهم؟

اقرأ أيضا:بعد السعودية والإمارات...حجب موقع "العربي الجديد" في مصر

من غير المنطقي أن تكون جزءا من مؤسسة، فتجد نفسك مجبرا للدفاع عنها، لكن هؤلاء الذين سبق حجبهم لـ"العربي الجديد" قبل حتى انطلاقه، تهم، وإشاعات، ورمي بغيبيات، وقراءات في غرف تشبه غرف "فرع فلسطين"، لا يتركون لك سوى أن تسأل حقا، ماذا يزعج رقيبا عربيا يحمل المقص، كبائع البطيخ سكينه أو مشرطه ليقنع الزبون بما لديه؟

أيزعجه أن تسمي "العربي الجديد" الأشياء كما هي؟
السؤال الأهدأ سألته ذات يوم، لمشرط رقيب سوري: كيف تحجبون موقع صحيفة عربية بينما يديعوت أحرنوت (وقد كانت تملك موقعا عربيا) يسمح لها بكل بساطة أن تبث كل ما بثت من "مؤامرات" على عقل هذا المواطن البسيط غير الراشد؟

غريب أمر بعضهم، ربما مفهوم، عند السيسي عندما حذّر منذ البداية الغلابة من "حرب الجيل الرابع"، ومفهوم في سورية، وقد وصلت "المؤامرة الكونية" أوجها، يوم كان الأستاذ علي الظفيري، يستضيف الدكتور عزمي بشارة، ومفهوم كل الردح، وحلقات الادعاء العروبي في إعلام الجزم العسكرية نبراسا للثقافة، والفن، والحياة بكل صنوفها.

لكنّ ثمة شيئاً غير مفهوم حقا، وحتى لا أزيد في الأمر شرحا، هل يظن الحاجب الجديد أن الناس ستمر عليها هكذا، في عصر السماوات المفتوحة، ووجود كل برامج كسر الحجب سيبقى العربي قديما، ومغمضا، وهو لم يكن، وإن خيّل لهم؟

يبدو أن بعضهم لا يزال يعيش نشوة الثورة المضادة للربيع العربي، فيظن أن "الكل مثل الكل" يمكن ترويضهم، وأرنبتهم بالمساومة، وليّ الذراع.

ليس سرا أن يعترف الواحد بما لم يقله حتى لزملاء له، مراسل، وصحافي "العربي الجديد"، سواء كان في بلد المراسلة، أو منتدبا إلى آخر، يواجه أحيانا ما لا يمكن تخيله، وبأدب وأخلاق "العربي الجديد"، كان الرد على استخفاف وعجرفة، جمل الكراهية ضد مؤسستك، ومشروعها، والقائمين عليه أن تبتسم وتطلب: حاول أن تحاورني بعيدا عن حبك، وكراهيتك لمسؤولي مؤسستي.

يشهد الكاتب الأردني عريب الرنتاوي موقفا مبنيا على الكراهية والحقد، من "ثائرة" جاءت لتمثل "ثوارا"، في يوم ما... رغم أن الرنتاوي بنفسه له ملاحظات نختلف، أو نتفق معه عليها، فلم يرق له أن يرى كل هذا الحقد.

تلك مجرد حادثة من عديد الحوادث... لكنها كانت تؤشر إلى أن "بطحات" كثيرة على الرؤوس، ومسلات أكثر تحت الإبط... أليسوا يقولون "خذوا العبرة من صغارهم"؟
كانت المقدمات واضحة، ولكن لا الخبر يعجب القوم، ولا الرأي، ولا الرسم الكاريكاتوري، ولا طرق طرح قضايا المجتمع، والسياسة، والثقافة، وغيرها تعجبهم... لا شيء يعجبهم حتى العنوان. 

وماذا تقصدون بـ"العربي الجديد"، قالها قبل أشهر "شاعر" مُدّعٍ ليسارية عجيبة بتأفف، وأنت تحاول أن تقنعه بلقاء.
 
كل التهم التي تفوح منها روائح لا ضرورة لذكرها ها هنا، تعود، وتذكّر بـ"البترودولار" في أروقة وكواليس المحرضين على الحجب، وقد تغافل "قوم المثقفين" في حمأة التحريض دروس التملّق لذات البترودولار، وبعضهم لا يزال يفعل حتى يومنا، وأخذ بعضهم يرى بالفعل في غوار الطوشة مفكرا عبقريا.

كل التهريج والردح المسمى "إعلامي" يسمى عند القوم مهنية، أما أن تكون للعربي وسيلة أخرى لا تسير على الصراط المستقيم في التدجين المشغول عليه منذ فبراير/شباط 2011، فتلك هي الجريمة التي تستحق مؤسسة لها من "العربي الجديد" نصيب أن يتخذ أسهل الطرق بحقها، وكأنها تشتغل في بلاطه... "احجب".

لكن الحاجب نسي شيئا، أو أنساه إياه بعضهم في غفلة جيوش المستشارين المتكاثرين كالفطر: هذا العربي أيها الرقيب شبّ عن الطوق، ومقصك لم يعد يعنيه... ولا حتى شاربك الذي تفتل به عضلات خواء.

يقيناً بأن "العربي الجديد" مستمر، ومستمر في السياق ذاته الذي اختطه، ويغرف من الإنسان العربي وله... لا ليرتجف أمام قرارات اعتباطية، حتى الطفل الصغير قادر على تجاوز مخدماتها كلها.

اقرأ أيضا:بعد السعودية... حجب موقع "العربي الجديد" في الإمارات

المساهمون