خلال جولتك في ذلك الشارع الجانبي المتفرع من شارع قصر العيني الرئيسي، بوسط القاهرة، ستجد موظفة خمسينية تتجول وسط باعة الخضرة والفاكهة، ودراجة (عجلة) معلقاً عليها أسطوانتا غاز، يدق راكبها بقطعة حديد على حديدها وينادي "أنابيب".
وسترى ورجلاً عجوزاً بجلباب "بلدي" يبيع خبزاً طازجاً بجوار عجوز أخرى جلست تبيع "فطير مشلتت" و"مِش"، وبجوار كل هذه المكونات الشعبية الأصيلة، لا تدهش كثيراً إذا وجدت رجلاً ينزل من سيارة فارهة، يقف أمام مطعم "البغل" ويطلب سندوتشات فول وطعمية.
يعد "البغل" أحد أشهر مطاعم الفول والطعمية "الفلافل" في مصر على الإطلاق. وإذا كانت الفول والطعمية هي وجبة الفقراء في مصر، فإنها في "البغل" وجبة جميع فئات المجتمع، رغم انخفاض أسعاره مقارنة بمطاعم أخرى.
ولكن.. أولاً؛ عليك أن تدرك أنك بصدد تجربة جديدة وفريدة، ستنغمس من خلالها في مكمن المجتمع المصري بكل مكوناته الأصيلة، قبل تجربة أكل أشهر أكلة شعبية مصرية، في أشهر مكان يتميز بها.
يقول محمد، وهو شاب عشريني يعمل في مطعم البغل، إن المطعم بدأ بـ"عربية فول وطعمية" منذ عام 1939، حتى أصبح أحد أشهر مطاعم الفول والطعمية في مصر. ويضيف "صاحب المطعم توفي منذ سنوات، ويدير المطعم حالياً أبناؤه، وليس لنا فروع سوى في السيدة زينب، وفي عدد من المحافظات في المحلة وطنطا.. أما باقي مطاعم البغل المنتشرة في محافظتي القاهرة والجيزة، فليس لنا علاقة بها من قريب أو من بعيد، فقط استغلوا نجاح وشهرة الاسم في إطلاقه على مطاعمهم"، على حد قوله.
ومطعم البغل، لا يعد كبيراً نسبياً من حيث المساحة، فواجهته الأولى تحتوي على مطبخ المطعم، الذي تُطهى فيه أشهى أنواع الأكلات الشعبية، من "مسقعة وكشري وباذنجان وعدس"، فضلاً عن وجبات أخرى من الدجاج واللحوم، بالإضافة بالطبع إلى الأكلة الرئيسية، الفول والطعمية.
وبعد مرورك بجميع الروائح الشهيّة من مطبخ المطعم، إلى قاعة المطعم الداخلية، ستقع في اختيار صعب من بين أنواع الطعام والحلويات المرصوصة بالصور على قائمة الطعام، والتي تعد أسعارها في متناول كل مواطن مصري بسيط.
وما يميز مطعم البغل أيضاً، أنه مقابل مباشرة لـ"قهوة" شعبية -مقهى-، يمكنك أن تنهي وجبتك المتينة في المطعم، وتتوجه بعدها مباشرة للقهوة لكي "تحبس" بالشاي أو المشروعات الغازية، بحسب التعبير المصري الدارج، كما يمكنك أيضاً تناول السندوتشات مباشرة على القهوة، التي تشبه المطعم في تنوع واختلاف زبائنها من كل فئات المجتمع المصري.
جولة أخرى في واحد من أشهر مطاعم الفول والطعمية في مصر، يبعد فقط كيلومترات قليلة من الجولة الأولى في "البغل"، ولكن هذه المرة في مطعم "الجحش"، بشارع السلسلة بالسيدة زينب.
"البغل" و"الجحش" رغم كونهما أسماء حيوانات، إلا أن إطلاقهما على المطاعم لم يكن وليد المصادفة أو افتعال الشهرة، فهذه هي بالفعل أسماء عائلات مصرية، جلبت الخير والشهرة لها. فيقول أحد العاملين في مطعم الجحش، مازحاً "قديماً كان يخجل الأبناء من أسماء عائلاتهم، أما الآن، فيابخت من كان ابن الجحش"، يقصد العائلة.
وليست تلك المطاعم فقط التي يمكنك أن تتناول فيها الأكلة الشعبية المصرية، فليس هناك ما يضاهي "الوقفة على عربية محروس بتاع الفول"، والحديث هنا على لسان طارق، محاسب بشركة بحي جاردن سيتي، حيث تقف عربة فول "محروس".
عربة فول محروس تستقبل يومياً سكان حي جاردن سيتي، أحد أرقى أحياء القاهرة، كما تستقبل الوافدين إلى المنطقة خلال فترات العمل الرسمية، إضافة إلى الأجانب الذين ينافسون المصريين على عربة محروس، يومياً.
الأمر نفسه ينطبق على عربة فول "حمادة شيراتون" بحي شيراتون في مصر الجديدة، وهي عبارة عن عربة فول فائقة الشهرة، تحظى بكثافة عالية جداً يومياً، خاصة في ساعات الصباح الأولى وقت الفطور، ويمتد نفوذ تلك العربة الصغيرة لمئات الأمتار حولها، حيث الطاولات التابعة للعربة والمزدحمة غالباً، من كثرة المترددين عليها، ويدور من حولهم العاملون في عربة حمادة شيراتون، يحملون صواني الخبز المصري وأطباق الفول وأصناف الليمون وأكواب الزبادي، وكل ما يُقدم مع الفول من مقبلات أو "تحابيش" كما يقول المصريون.
أما رمضان، فله مذاق خاص وطقوس مختلفة تماماً، لن تشعر بها إلا بزيارتك لإحدى علامات الفول في مصر، والتي تبدأ في التحضير لوجبة السحور، اعتباراً من الثانية عشرة بعد منتصف الفجر، وحتى أذان الفجر.
وسترى ورجلاً عجوزاً بجلباب "بلدي" يبيع خبزاً طازجاً بجوار عجوز أخرى جلست تبيع "فطير مشلتت" و"مِش"، وبجوار كل هذه المكونات الشعبية الأصيلة، لا تدهش كثيراً إذا وجدت رجلاً ينزل من سيارة فارهة، يقف أمام مطعم "البغل" ويطلب سندوتشات فول وطعمية.
يعد "البغل" أحد أشهر مطاعم الفول والطعمية "الفلافل" في مصر على الإطلاق. وإذا كانت الفول والطعمية هي وجبة الفقراء في مصر، فإنها في "البغل" وجبة جميع فئات المجتمع، رغم انخفاض أسعاره مقارنة بمطاعم أخرى.
ولكن.. أولاً؛ عليك أن تدرك أنك بصدد تجربة جديدة وفريدة، ستنغمس من خلالها في مكمن المجتمع المصري بكل مكوناته الأصيلة، قبل تجربة أكل أشهر أكلة شعبية مصرية، في أشهر مكان يتميز بها.
يقول محمد، وهو شاب عشريني يعمل في مطعم البغل، إن المطعم بدأ بـ"عربية فول وطعمية" منذ عام 1939، حتى أصبح أحد أشهر مطاعم الفول والطعمية في مصر. ويضيف "صاحب المطعم توفي منذ سنوات، ويدير المطعم حالياً أبناؤه، وليس لنا فروع سوى في السيدة زينب، وفي عدد من المحافظات في المحلة وطنطا.. أما باقي مطاعم البغل المنتشرة في محافظتي القاهرة والجيزة، فليس لنا علاقة بها من قريب أو من بعيد، فقط استغلوا نجاح وشهرة الاسم في إطلاقه على مطاعمهم"، على حد قوله.
ومطعم البغل، لا يعد كبيراً نسبياً من حيث المساحة، فواجهته الأولى تحتوي على مطبخ المطعم، الذي تُطهى فيه أشهى أنواع الأكلات الشعبية، من "مسقعة وكشري وباذنجان وعدس"، فضلاً عن وجبات أخرى من الدجاج واللحوم، بالإضافة بالطبع إلى الأكلة الرئيسية، الفول والطعمية.
وبعد مرورك بجميع الروائح الشهيّة من مطبخ المطعم، إلى قاعة المطعم الداخلية، ستقع في اختيار صعب من بين أنواع الطعام والحلويات المرصوصة بالصور على قائمة الطعام، والتي تعد أسعارها في متناول كل مواطن مصري بسيط.
وما يميز مطعم البغل أيضاً، أنه مقابل مباشرة لـ"قهوة" شعبية -مقهى-، يمكنك أن تنهي وجبتك المتينة في المطعم، وتتوجه بعدها مباشرة للقهوة لكي "تحبس" بالشاي أو المشروعات الغازية، بحسب التعبير المصري الدارج، كما يمكنك أيضاً تناول السندوتشات مباشرة على القهوة، التي تشبه المطعم في تنوع واختلاف زبائنها من كل فئات المجتمع المصري.
جولة أخرى في واحد من أشهر مطاعم الفول والطعمية في مصر، يبعد فقط كيلومترات قليلة من الجولة الأولى في "البغل"، ولكن هذه المرة في مطعم "الجحش"، بشارع السلسلة بالسيدة زينب.
"البغل" و"الجحش" رغم كونهما أسماء حيوانات، إلا أن إطلاقهما على المطاعم لم يكن وليد المصادفة أو افتعال الشهرة، فهذه هي بالفعل أسماء عائلات مصرية، جلبت الخير والشهرة لها. فيقول أحد العاملين في مطعم الجحش، مازحاً "قديماً كان يخجل الأبناء من أسماء عائلاتهم، أما الآن، فيابخت من كان ابن الجحش"، يقصد العائلة.
وليست تلك المطاعم فقط التي يمكنك أن تتناول فيها الأكلة الشعبية المصرية، فليس هناك ما يضاهي "الوقفة على عربية محروس بتاع الفول"، والحديث هنا على لسان طارق، محاسب بشركة بحي جاردن سيتي، حيث تقف عربة فول "محروس".
عربة فول محروس تستقبل يومياً سكان حي جاردن سيتي، أحد أرقى أحياء القاهرة، كما تستقبل الوافدين إلى المنطقة خلال فترات العمل الرسمية، إضافة إلى الأجانب الذين ينافسون المصريين على عربة محروس، يومياً.
الأمر نفسه ينطبق على عربة فول "حمادة شيراتون" بحي شيراتون في مصر الجديدة، وهي عبارة عن عربة فول فائقة الشهرة، تحظى بكثافة عالية جداً يومياً، خاصة في ساعات الصباح الأولى وقت الفطور، ويمتد نفوذ تلك العربة الصغيرة لمئات الأمتار حولها، حيث الطاولات التابعة للعربة والمزدحمة غالباً، من كثرة المترددين عليها، ويدور من حولهم العاملون في عربة حمادة شيراتون، يحملون صواني الخبز المصري وأطباق الفول وأصناف الليمون وأكواب الزبادي، وكل ما يُقدم مع الفول من مقبلات أو "تحابيش" كما يقول المصريون.
أما رمضان، فله مذاق خاص وطقوس مختلفة تماماً، لن تشعر بها إلا بزيارتك لإحدى علامات الفول في مصر، والتي تبدأ في التحضير لوجبة السحور، اعتباراً من الثانية عشرة بعد منتصف الفجر، وحتى أذان الفجر.