13 نوفمبر 2024
عن الشباب الإسرائيليين
كانت مسألة العلاقة بين الدين والدولة بمثابة "كرة النار" في جولتي الانتخابات الإسرائيلية في إبريل/ نيسان وسبتمبر/ أيلول، وكذلك في المفاوضات الائتلافية التي أعقبتهما، وهي التي من شأنها أن تفسّر، أكثر من أي عامل آخر، استمرار الفشل في تأليف حكومةٍ يمينيةٍ جديدةٍ حتى اللحظة.
ارتباطاً بهذه المسألة، ثمّة من يعتقد أن إسرائيل تمرّ بعملية تحوّل ديمغرافية وثقافية متسارعة، متأثرةً بعض الشيء بتحوّلاتٍ إقليميةٍ أيضاً، تنقلها شيئاً فشيئاً من مجتمعٍ كان علمانيّاً في معظمه إلى مجتمعٍ سيضحّي دينيّاً بغالبيته، بما قد يؤول ربما إلى إقامة "دولة شريعة". وفي مقابل هؤلاء، تثبت أبحاث عدّة أن إسرائيل كانت أقل علمانيةً بكثير مما توصف في العادة، وأن الرابطة بالديانة اليهودية لم تكن ضعيفةً يوماً، ولا سيما في مجرى بلورة الهوية الإسرائيلية.
ومع ذلك، لا بُدّ من التذكير بأن هذه الرابطة تعاظمت خلال العقود الأخيرة، سواء عبر إجراءات ممنهجة من الأعلى إلى الأسفل، أو على مستوى "البحث عن الجذور". وأبانت مؤشّراتٌ علميةٌ، فيما يتعلق بها تحديداً، أن المجموعة الراجحة في إسرائيل في كل ما يمتّ بصلةٍ إلى الموقف من الدين ليست المتدينين أو العلمانيين، بل "التقليديون"، أي اليهود الذين لا يتمسّكون بتطبيق الفروض الدينية بأكملها أو بحذافيرها، لكنهم يحافظون على عاداتٍ وفروضٍ معينة، انطلاقاً من إرادة مستقلة في المحافظة على تواصل مع التقاليد القديمة التي هي دينية في الجوهر. وبالتالي، ما عاد من المُمكن التعامل مع "التقليديين" بأنهم مجموعةٌ شاذّةٌ في الصورة العامة لفسيفساء المجتمع الإسرائيلي، لمجرّد أنهم غير متدينين كفاية، وغير متنوّرين بدرجةٍ تتيح إمكان اعتبارهم علمانيين.
ومناسبة التطرّق إلى هذا الموضوع هي معطيات "مؤشر الدين والدولة"، الذي صدر قبل أيام، والذي تشرف عليه جمعية إسرائيلية باسم "من أجل الحرية الدينية والمساواة". وأظهر هذا المؤشر العاشر الذي أجري بعد آخر انتخابات أن 74% من الجمهور اليهودي يعارضون سياسة الحكومة فيما يخص مجال الدين والدولة، وأن 63% منه أبدوا رغبتهم بإقامة ائتلاف حكوميّ مدني لا يكون مرهوناً بأحزاب اليهود الأرثوذكس (الحريديم) ويدفع بالمساواة والحرية الدينية. كما أظهر أن 72% يعتقدون أن التوتر الداخلي في صفوف المجتمع الإسرائيلي هو الأشد قسوة، وهو أكثر حدّة من التوتر بين اليمين واليسار، وأشدّ خطراً بأربعة أضعاف من التوتر بين اليهود الأشكناز (الغربيين) والسفاراديم (الشرقيين).
وعلى الرغم من هذه النتائج، أظهر توزيع مجموعة المشتركين على فئات عمرية أن هناك تحت السطح إجراءات آخذة في التراكم من الأسفل إلى الأعلى، فيما يخص رابطة الأجيال الشابة بالمجموعة الراجحة حيال مسألة العلاقة مع الدين. فمثلاً أكدت غالبية المشتركين في المؤشر من الفئة العمرية 18- 29 عاماً أنها تؤطّر نفسها ضمن هذه المجموعة. وعندما سئل أفراد هذه الفئة، بشأن رأيهم حيال وجود عمليات تديينٍ تتعلق بالحيّز العام، وتتسبّب مثلاً بالفصل بين الجنسين، وفي جهاز التربية والتعليم الرسمي، قال 53% منهم إنهم يؤيدونها، غير قائمة أو قائمة، في حين قال 65% من المشتركين، من فئة 50 عاماً فما فوق، إنها قائمة، وهم يعارضونها بكل حزم.
وقال 51% من المشتركين حتى سن 29 عاماً إنهم يرغبون بتأليف حكومة إسرائيلية جديدة مع أحزاب اليهود الأرثوذكس، كي تحافظ على "الوضع القائم" فيما يخص علاقة الدين والدولة، فيما قال 71% من المشتركين فوق سن 50 عاماً إنهم يرغبون بتأليف حكومةٍ من دون أحزاب اليهود الأرثوذكس، تعمل على الدفع بالحريات الدينية، وتفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على طلاب المدارس الدينية التابعة للتيار اليهودي الأرثوذكسي. وقال 55% من المشتركين حتى سن 29 عاماً إنهم يختارون الزواج بموجب طقوس الشريعة اليهودية، فيما أبدى 56% من المشتركين فوق سن 50 عاماً معارضتهم الزواج بموجب هذه الطقوس.
وفي هذه النتائج، ما قد يشير عموماً إلى الوجهة المتوقعة للأجيال الإسرائيلية الشابة.
ومع ذلك، لا بُدّ من التذكير بأن هذه الرابطة تعاظمت خلال العقود الأخيرة، سواء عبر إجراءات ممنهجة من الأعلى إلى الأسفل، أو على مستوى "البحث عن الجذور". وأبانت مؤشّراتٌ علميةٌ، فيما يتعلق بها تحديداً، أن المجموعة الراجحة في إسرائيل في كل ما يمتّ بصلةٍ إلى الموقف من الدين ليست المتدينين أو العلمانيين، بل "التقليديون"، أي اليهود الذين لا يتمسّكون بتطبيق الفروض الدينية بأكملها أو بحذافيرها، لكنهم يحافظون على عاداتٍ وفروضٍ معينة، انطلاقاً من إرادة مستقلة في المحافظة على تواصل مع التقاليد القديمة التي هي دينية في الجوهر. وبالتالي، ما عاد من المُمكن التعامل مع "التقليديين" بأنهم مجموعةٌ شاذّةٌ في الصورة العامة لفسيفساء المجتمع الإسرائيلي، لمجرّد أنهم غير متدينين كفاية، وغير متنوّرين بدرجةٍ تتيح إمكان اعتبارهم علمانيين.
ومناسبة التطرّق إلى هذا الموضوع هي معطيات "مؤشر الدين والدولة"، الذي صدر قبل أيام، والذي تشرف عليه جمعية إسرائيلية باسم "من أجل الحرية الدينية والمساواة". وأظهر هذا المؤشر العاشر الذي أجري بعد آخر انتخابات أن 74% من الجمهور اليهودي يعارضون سياسة الحكومة فيما يخص مجال الدين والدولة، وأن 63% منه أبدوا رغبتهم بإقامة ائتلاف حكوميّ مدني لا يكون مرهوناً بأحزاب اليهود الأرثوذكس (الحريديم) ويدفع بالمساواة والحرية الدينية. كما أظهر أن 72% يعتقدون أن التوتر الداخلي في صفوف المجتمع الإسرائيلي هو الأشد قسوة، وهو أكثر حدّة من التوتر بين اليمين واليسار، وأشدّ خطراً بأربعة أضعاف من التوتر بين اليهود الأشكناز (الغربيين) والسفاراديم (الشرقيين).
وعلى الرغم من هذه النتائج، أظهر توزيع مجموعة المشتركين على فئات عمرية أن هناك تحت السطح إجراءات آخذة في التراكم من الأسفل إلى الأعلى، فيما يخص رابطة الأجيال الشابة بالمجموعة الراجحة حيال مسألة العلاقة مع الدين. فمثلاً أكدت غالبية المشتركين في المؤشر من الفئة العمرية 18- 29 عاماً أنها تؤطّر نفسها ضمن هذه المجموعة. وعندما سئل أفراد هذه الفئة، بشأن رأيهم حيال وجود عمليات تديينٍ تتعلق بالحيّز العام، وتتسبّب مثلاً بالفصل بين الجنسين، وفي جهاز التربية والتعليم الرسمي، قال 53% منهم إنهم يؤيدونها، غير قائمة أو قائمة، في حين قال 65% من المشتركين، من فئة 50 عاماً فما فوق، إنها قائمة، وهم يعارضونها بكل حزم.
وقال 51% من المشتركين حتى سن 29 عاماً إنهم يرغبون بتأليف حكومة إسرائيلية جديدة مع أحزاب اليهود الأرثوذكس، كي تحافظ على "الوضع القائم" فيما يخص علاقة الدين والدولة، فيما قال 71% من المشتركين فوق سن 50 عاماً إنهم يرغبون بتأليف حكومةٍ من دون أحزاب اليهود الأرثوذكس، تعمل على الدفع بالحريات الدينية، وتفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على طلاب المدارس الدينية التابعة للتيار اليهودي الأرثوذكسي. وقال 55% من المشتركين حتى سن 29 عاماً إنهم يختارون الزواج بموجب طقوس الشريعة اليهودية، فيما أبدى 56% من المشتركين فوق سن 50 عاماً معارضتهم الزواج بموجب هذه الطقوس.
وفي هذه النتائج، ما قد يشير عموماً إلى الوجهة المتوقعة للأجيال الإسرائيلية الشابة.