عن استغلال الحوثيين السلطة

10 مارس 2015
+ الخط -

لا يوجد فرق في اليمن بين سرقة الإخوان المسلمين ثورة الشباب في 2011، واستغلال جماعة الحوثي تردي الأوضاع وانتفاضة الجياع في 2014، فكلاهما مغرم بكرسي الحكم والاستحواذ على السلطة، على حساب آمال الشعب وطموحاته وتطلعاته، واختطاف وسجن وتعذيب، كل من وقف ضدهم، أو عارضهم.
نظرة سريعة لما قامت به جماعة الحوثي، بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، نجد أنها لا تمت بصلة إلى القاموس السياسي أو التعايش والشراكة، والتي طالما تغنوا بها في خطاباتهم الرنانة. بل تكشف كيف تحولت من حركة ثورية شعبية كما تدعو، إلى حالة مليشياوية وجماعة عصبوية تقوم بالتعذيب والقتل، وكيف حولت السجون ومراكز الاحتجاز إلى سلخانات.
إذن، ما الفرق بين سرقة الإخوان لثورة 2011، وتقاسم السلطة، وترك جرحى الثورة بدون علاج والاعتداء عليهم بالضرب، وبين اختطاف وتعذيب الشباب والناشطين السياسيين من جماعة الحوثي بعد ثورة 2014؟ لا شيء، النتيجة واحدة، وإن اختلفت الوسائل والشعارات، فكلاهما لا يؤمن بالشراكة الوطنية واحترام حرية التعبير. إذ يمارس الحوثيون التعذيب والاختطاف للمعارضين، ولا يتورعون عن تهديد الآمنين، ولا يتوقفون عن تشويه المخالفين، يمارسون كل أنواع الإرهاب النفسي للرافضين، هم أسوأ من مليشيات الإخوان، ليس فقط لأنهم يحملون السلاح، وإنما، أيضاً، لأنهم يحتكرون شرعية استخدامه تحت غطاء الدولة وسلطة القانون، بعد أن سيطروا على القرار السياسي في البلد.
ولعل الطريف أن هؤلاء الحوثيين يلومون "الإخوان" على سرقة ثورة 2011 للوصول إلى السلطة وأخونة الدولة، في وقت يصنفون أنفسهم على أنهم جند الرب الذي يأمرهم فيطيعونه، ويحتكرون تمثيل الرب على الأرض، وتحويل الإيمان إلى سلطة باتت أشبه بـ"فيروس" متغلغل في كل المؤسسات. وعناصر الجماعة موجودون، الآن، في كل مكان، ومنتشرون داخل أجهزة الدولة، ومسيطرون على الإعلام، يمارسون كل أنواع التحريض والإرهاب النفسي والمعنوي ضد مخالفيهم، ويحرضون عليهم علناً، ويخططون لحل حزب الإصلاح الإسلامي المعارض لهم في أقرب فرصة ممكنة، بحجة حماية الوطن ووحدته من داعش. وقد وصل الأمر إلى أن أصبح المواطن العادي الذي يقف ضدهم داعشيا، بل أصبح من المؤكد أنهم سبب حقيقي لظهور الدواعش، وقد استفاد تنظيم القاعدة من استفزازات الحوثي، في تعبئة أبناء السنة وتحشيدهم، لأن الحوثيين أصبحوا يطبقون ما اشتكوا منه في السابق.

avata
avata
أحمد غالب الشعبي (اليمن)
أحمد غالب الشعبي (اليمن)