19 مارس 2019
عنصريون وفاشلون
أحمد القاعود (مصر)
ليس الفشل أمنيا أو اقتصاديا وسياسيا، فشلوا أيضا فى عنصريتهم البغيضة تجاه من يعتبرونهم أقل منهم إنسانياً. ومن هنا، فإن الصور الآتية من مصر عبد الفتاح السيسي هي فى معظمها بذيئة إنسانيا، كريهة على النفس السوية.
تجسد جريمة تعذيب مواطن سوداني فى أحد أوكار تعذيب الإنسان فى مصر، والمسمّى مجازا قسم شرطة، مثالا فجا وصارخا على استفحال مستنقع الحضيض الذي أغرق العسكر فيه البلاد، إذ لا إنسانية ولا كرامة لا لمصري ولا لغيره. وكلما زاد الفشل زادت الانتهاكات والوحشية تجاه الإنسان وقيمته، مصرياً كان أم سودانيا أم غيرها من الجنسيات التى لا تروق للنظام العسكري المصري وبالضرورة لإسرائيل.
تتوتر الأجواء بين السودان ونظام الانقلاب العسكري، على الرغم من حاجة الأخير لعلاقات جيدة مع العالم أجمع لنيل شرعية لازالت مفقودة بعد نحو عامين ونصف، ويخسر هذا النظام يوميا بغبائه الكثير من حلفائه وداعميه، ويحاصره الجميع فى مسارح الديبلوماسية العالمية وأروقة أجهزة المخابرات وغرف الأمن وحتى مجال السياحة الذي قضى العسكر عليها تماما.
لا يعرف نظام في العالم يفقد شرعيته أكثر من أي وقت مضى، ويتسبب فى أزمات بينه وبين جيرانه، مثل نظام عبد الفتاح السيسي، فلم يعد أحد قادر على تقبل سياسته الانتهازية التى تنطوي على أساليب غير أخلاقية، تتجسد أساسا فى الدفع مقابل الدعم، هذه السياسة استخدمها مع دول الخليج الداعمة للانقلاب، حتى يتمكن أن يجلب المزيد من الأرز الخليجي لخزائنه، وخزائن الجيش بعيدا عن مصالح الشعب المصري. لكن تأمره على رعاته تم كشفه أيضاً، واتضح فى عدة ملفات في مقدمتها السوري، ثم اليمني، الذى تضاربت الأخبار حول طبيعة مشاركة نظام السيسي فيه، حيث تبقى مشاركة رمزية بلا قيمة.
حالة الإجرام التي تعرض لها المواطن السوداني لا يمكن فصلها عن الجرائم غير المتناهية التى يتعرض لها المصريون أنفسهم، حيث تزداد الوحشية كلما زاد الفشل، وكلما اقترب الانهيار، تكون السادية لتعقب أصحاب الرأي أكثر. وأخيراً، ارتفعت نسبة الاعتقالات والملاحقات الأمنية لكتاب وصحفيين ونشطاء، كان جديدهم العقيد طيار متقاعد هاني شرف الذى تم منعه من السفر إلى الخارج، لمجرد كتابته تحليلات استراتيجية حول الأوضاع، ليست على هوى السلطة العسكرية، الراغبة فى خبراء استراتيجيين متشبعين بالفكر العكاشي، على أن يكون أساتذتهم سامح سيف اليزل وحمدي بخيت، وهما خلاصة ما وصل اليه منتسبو القوات المسلحة فى الفكر والفهم، الذى ثبت أنه لا يصلح عرضه إلا على قطعان من الماشية.
يخسر النظام يوميا ويرتبك إلى حين إحالته إلى نهايته، لا تدعمه في بقائه سوى إسرائيل، مستعينة فى ذلك بدلالها على الولايات المتحدة التى تأكدت من عجز السيسي وفشله فى أن يكون عميلا بديلا لمبارك. فالرجل الذى صنع على أعينها يقود الكتلة البشرية الأضخم هناك إلى لحظة انفجار ستكون وبالا على الجميع، ليست المنطقة وحدها، وإنما أوروبا أيضا، التى لا زالت تعاني من تباطؤها فى إزاحة الأسد، وتحويل شعبه إلى لاجئين.
ومن هنا، فإن استشعار الخطر من تحويل المصريين إلى شعب آخر من اللاجئين بسبب سياسة السيسي الوحشية وإصراره على جر البلاد للحرب الأهلية، التي فشل في إحداثها مرات عديدة، وتفويت المعارضة الفرصة عليه، وتبنيها الطريق السلمي، قرر العديد من رعاته اتخاذ مواقف قاسية منه، كان آخرها الموقف البريطاني الذي حول زيارته إلى لندن ضربة قاصمة، بعد أن كانت أملا لنظام 30 يونيو، حيث قرر ديفيد كاميرون منع الرحلات إلى مصر وإعادة السياح البريطانيين من هناك، ثم الموقف الروسي الذي جاء غير متوقع، عقب التأكد من إسقاط الطائرة الروسية على سيناء بقنبلة مزروعة فيها، وربما يتبعه الحصول على تنازلات قد تكون قاعدة روسية فى مصر، أو مساعدة ما لنظام الأسد فى سورية.
أصبح نظام السيسي، بوحشيته وعنصريته وفشله، عبئا، ليس على مصر وحدها وإنما على العالم أجمع.
تجسد جريمة تعذيب مواطن سوداني فى أحد أوكار تعذيب الإنسان فى مصر، والمسمّى مجازا قسم شرطة، مثالا فجا وصارخا على استفحال مستنقع الحضيض الذي أغرق العسكر فيه البلاد، إذ لا إنسانية ولا كرامة لا لمصري ولا لغيره. وكلما زاد الفشل زادت الانتهاكات والوحشية تجاه الإنسان وقيمته، مصرياً كان أم سودانيا أم غيرها من الجنسيات التى لا تروق للنظام العسكري المصري وبالضرورة لإسرائيل.
تتوتر الأجواء بين السودان ونظام الانقلاب العسكري، على الرغم من حاجة الأخير لعلاقات جيدة مع العالم أجمع لنيل شرعية لازالت مفقودة بعد نحو عامين ونصف، ويخسر هذا النظام يوميا بغبائه الكثير من حلفائه وداعميه، ويحاصره الجميع فى مسارح الديبلوماسية العالمية وأروقة أجهزة المخابرات وغرف الأمن وحتى مجال السياحة الذي قضى العسكر عليها تماما.
لا يعرف نظام في العالم يفقد شرعيته أكثر من أي وقت مضى، ويتسبب فى أزمات بينه وبين جيرانه، مثل نظام عبد الفتاح السيسي، فلم يعد أحد قادر على تقبل سياسته الانتهازية التى تنطوي على أساليب غير أخلاقية، تتجسد أساسا فى الدفع مقابل الدعم، هذه السياسة استخدمها مع دول الخليج الداعمة للانقلاب، حتى يتمكن أن يجلب المزيد من الأرز الخليجي لخزائنه، وخزائن الجيش بعيدا عن مصالح الشعب المصري. لكن تأمره على رعاته تم كشفه أيضاً، واتضح فى عدة ملفات في مقدمتها السوري، ثم اليمني، الذى تضاربت الأخبار حول طبيعة مشاركة نظام السيسي فيه، حيث تبقى مشاركة رمزية بلا قيمة.
حالة الإجرام التي تعرض لها المواطن السوداني لا يمكن فصلها عن الجرائم غير المتناهية التى يتعرض لها المصريون أنفسهم، حيث تزداد الوحشية كلما زاد الفشل، وكلما اقترب الانهيار، تكون السادية لتعقب أصحاب الرأي أكثر. وأخيراً، ارتفعت نسبة الاعتقالات والملاحقات الأمنية لكتاب وصحفيين ونشطاء، كان جديدهم العقيد طيار متقاعد هاني شرف الذى تم منعه من السفر إلى الخارج، لمجرد كتابته تحليلات استراتيجية حول الأوضاع، ليست على هوى السلطة العسكرية، الراغبة فى خبراء استراتيجيين متشبعين بالفكر العكاشي، على أن يكون أساتذتهم سامح سيف اليزل وحمدي بخيت، وهما خلاصة ما وصل اليه منتسبو القوات المسلحة فى الفكر والفهم، الذى ثبت أنه لا يصلح عرضه إلا على قطعان من الماشية.
يخسر النظام يوميا ويرتبك إلى حين إحالته إلى نهايته، لا تدعمه في بقائه سوى إسرائيل، مستعينة فى ذلك بدلالها على الولايات المتحدة التى تأكدت من عجز السيسي وفشله فى أن يكون عميلا بديلا لمبارك. فالرجل الذى صنع على أعينها يقود الكتلة البشرية الأضخم هناك إلى لحظة انفجار ستكون وبالا على الجميع، ليست المنطقة وحدها، وإنما أوروبا أيضا، التى لا زالت تعاني من تباطؤها فى إزاحة الأسد، وتحويل شعبه إلى لاجئين.
ومن هنا، فإن استشعار الخطر من تحويل المصريين إلى شعب آخر من اللاجئين بسبب سياسة السيسي الوحشية وإصراره على جر البلاد للحرب الأهلية، التي فشل في إحداثها مرات عديدة، وتفويت المعارضة الفرصة عليه، وتبنيها الطريق السلمي، قرر العديد من رعاته اتخاذ مواقف قاسية منه، كان آخرها الموقف البريطاني الذي حول زيارته إلى لندن ضربة قاصمة، بعد أن كانت أملا لنظام 30 يونيو، حيث قرر ديفيد كاميرون منع الرحلات إلى مصر وإعادة السياح البريطانيين من هناك، ثم الموقف الروسي الذي جاء غير متوقع، عقب التأكد من إسقاط الطائرة الروسية على سيناء بقنبلة مزروعة فيها، وربما يتبعه الحصول على تنازلات قد تكون قاعدة روسية فى مصر، أو مساعدة ما لنظام الأسد فى سورية.
أصبح نظام السيسي، بوحشيته وعنصريته وفشله، عبئا، ليس على مصر وحدها وإنما على العالم أجمع.