عنب مصر... أبيض وأصفر وأحمر وأسود لإنعاش الزراعة

تشتهر منطقة جاناكليس المصرية بزراعة العنب والصناعات المرتبطة بها منذ عشرات السنين، فهي تتمتع بتربة صحراوية مميّزة تضمن أفضل أنواع العنب على مستوى البلاد. وتتنوّع أصناف عنب جاناكليس ما بين الأبيض والأصفر والأحمر والأسود، علماً أنّ الأبيض والأحمر يُصدّران إلى أوروبا فيما لا يعبر الأصفر الحدود عادة. وتعود تسمية المنطقة إلى نيكولا بيراكوس وهو رجل يوناني عُرف بـ"جاناكليس" كان يملك كروم عنب ومصانع تقطير شهيرة وكان من أوائل الذين سكنوا تلك المنطقة في الإسكندرية، التي تكثر فيها القصور التاريخية. يُذكر أنّ المناطق المزروعة بالعنب في جاناكليس انحسرت نتيجة بيع الشركة القابضة (حكومية) المنتجة محاصيل العنب للقطاع الخاص.

على الرغم من زيادة صادرات مصر من العنب، فإنّ المزارعين يعانون حالياً انخفاض عوائد زراعته، بعدما تركت الحكومة عملية الشراء في يد التجار الذين يستحصلون على المحاصيل لقاء أسعار مخفضة تكاد لا تُغطّي التكاليف. وبحسب اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، يُسمح بدخول العنب المصري إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون فرض رسوم جمركية أو ضرائب عليها، ابتداءً من نهاية مايو/ أيار وحتى منتصف يوليو/ تموز من كل عام، نظراً إلى خلوّ الأسواق الأوروبية من العنب في تلك الفترة. وفي حين يفضّل المصريون العنب الأصفر صغير الحجم الذي يُطلقون عليه اسم "البناتي"، فإنّ هذا النوع لا يلقى قبولاً لدى دول الاتحاد الأوروبي التي تفضّل العنب الأبيض بالحبوب الكبيرة، والأعناب الحمراء والسوداء الخالية من البذور.

وتستحوذ زراعة العنب على 20 في المائة من إجمالي المساحة المزروعة بالفاكهة في مصر، فتحلّ في المرتبة الثانية لجهة الإنتاج بعد الموالح. وتفيد البيانات الرسمية بأنّ المساحة المزروعة بالعنب تُقدَّر بنحو 200 ألف فدّان، المثمر منها نحو 185 ألف فدّان بإجمالي إنتاج يبلغ 1.7 مليون طن سنوياً. وتُقدّر وزارة الزراعة المصرية كميّة العنب المصدّرة سنوياً بنحو 110 آلاف طن، تحصل بريطانيا على 24 في المائة منها، وهولندا على 18 في المائة، وروسيا على 12 في المائة، وألمانيا على ثمانية في المائة، والسعودية على سبعة في المائة.