تزامناً مع اجتماع مجلس نقابة الصحافيين المصرية ورؤساء تحرير الصحف، كان مئات الصحافيين على سُلم النقابة يهتفون "يا حرية فينك فينك.. الداخلية بينا وبينك"، و"عاش نضال الصحافيين"، و"يا معتقل يا أخانا.. كيف العتمة في الزنزانة.. كيف السجن والسجانة"، و"الداخلية بلطجية"، و"فكوا الحصار".
وعلى جانبي شارع النقابة، وقف عشرات المواطنين الشرفاء يهتفون "إلا السيسي يا مرسي"، ويتراقصون على أغاني "تسلم الأيادي" و"بشرة خير"، في حماية قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في محيط النقابة، وأجرت تفتيشاً دقيقاً على كل من يدخل النقابة. واحتجزت قوات الأمن مئات الصحافيين خلف الحواجز الحديدية التي فرضتها بمحيط النقابة، بحجة أنهم غير أعضاء في النقابة. كما انتشرت الشرطة النسائية على مداخل ومخارج النقابة، وفتشت حقائب الصحافيات بعد الاطلاع على بطاقاتهن الصحافية.
وفي شارع رمسيس الرئيسي؛ على بعد حوالي 100 متر من مقر النقابة، تمركزت 7 سيارات أمن مركزي ومدرعات وسيارة إطفاء وعشرات قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة. وفي نقابة المحامين المجاورة لنقابة الصحافيين، نظم عشرات المحامين وقفة احتجاجية على سلم نقابتهم، تضامنا مع الصحافيين.
وجاء الصحافيون إلى نقابتهم أمس، من كل الأطياف الصحافية والسياسية، وحضر عدد من الشخصيات البارزة، منهم حمدين صباحي، الذي دخل محيط النقابة وسط هتافات "حرية" و"فكوا الحصار"، وغيرها من الهتافات. كما حضر محمود معروف، وهاني شكر الله، وأمينة شفيق، ورجائي المرغني، وغيرهم.
اللافت أن الصحافيين والمواقع الإلكترونية الموالية للنظام المصري الحالي، حضرت بقوة خلال الجمعية العمومية، كما حضر عبد الرحيم علي، رئيس تحرير جريدة وموقع "البوابة"، وهو المعروف بولائه للنظام الحالي، اجتماع رؤساء التحرير الذي سبق اجتماع الجمعية العمومية.
وهتف وكيل نقابة الصحافيين، ومنسق لجنة الحريات، خالد البلشي، "اكسر قلمي هيبقوا اتنين.. عاشت حرية الصحافة.. عاش نضال الصحافيين"، خلال بدء أعمال الجمعية العمومية.
وافتتح نقيب الصحافيين، يحيى قلاش، أعمال الجمعية العمومية، على وقع هتافات "عاش نقيب الصحافيين". وقال: "خاب ظنهم وحوصروا من حيث أرادوا أن يحاصرونا.. لا يمكن لأحد أن يحاصر الكلمة الحرة.. حرية الصحافة وليس حرية الصحافيين هي حرية الشعب المصري الذي أعطانا درسا في حماية حرية الصحافة"، وردد "عاش نضال الشعب المصري"، وأضاف "وجودكم اليوم لحماية نقابتكم والدفاع عنها هو رسالة إذا لم تصل فعلى البلد السلام.. نحن أصحاب حق وحرية، ولن نتسول حقنا في الدفاع عن هذه الصحافة، وكل من اعتدى عليها سوف يلقن درسا لن ينساه".
وسرد قلاش بيان اجتماع الجمعية العمومية، والذي جاء فيه "نجتمع اليوم في لحظة فارقة.. لقد تم فرض الحصار الأمني على النقابة ومنع الصحافيين من الوصول لنقابتهم، بينما تم السماح للمواطنين الشرفاء والبلطجية.. وأمام هذا الاعتداء تقدم مجلس النقابة ببلاغات للنائب العام ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، وننتظر أن تبدأ النيابة التحقيق في هذه البلاغات".
وتضمنت القرارات 18 بنداً رئيسياً منها: الإصرار على طلب إقالة وزير الداخلية، وتقديم رئاسة الجمهورية اعتذاراً واضحاً لجموع الصحافيين عن جريمة اقتحام بيت الصحافيين وما أعقبها من ملاحقة وحصار لمقرها، والإفراج عن جميع الصحافيين في قضايا النشر.
كما تضمنت العمل على إصدار قوانين تجرم الاعتداء على النقابة، أو اقتحامها، وإصدار قانون منع الحبس في قضايا النشر. وطلبت الجمعية تنفيذ عدد من الإجراءات، من أهمها: دعوة جميع الصحف المصرية والمواقع الإلكترونية لتثبيت لوغو "لا لحظر النشر.. لا لتقييد الصحافة"، والطعن رسمياً على القرار وطلب وضع ضوابط لقرار حظر النشر، ودعوة القنوات الفضائية لدرء الهجوم الضاري الذي يشن ضد الصحافيين بتوجيهات أمنية.
ورفضت الجمعية التلويح بتوجيه اتهامات قانونية لنقيب الصحافيين باعتباره ممثلاً منتخباً للجمعية العمومية. وقررت منع نشر اسم وزير الداخلية، والاكتفاء بنشر صورته نيغاتف فقط، وصولاً لمنع نشر كافة أخبار وزارة الداخلية حتى إقالة الوزير.
كما قررت، رفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية لمحاسبة المسؤولين عن حصار النقابة، وتسويد الصفحات الأولى في عدد الأحد المقبل وتثبيت شارات سوداء.
وخلال أعمال الجمعية العمومية، كانت قاعة الاجتماعات الرئيسية بالنقابة تعج بمئات الصحافيين، بخلاف مئات آخرين كانوا في الخارج ببهو النقابة وعلى سلمها والشارع المواجه لها، لعدم اتساع قاعة الاجتماعات.
فيما واصلت قوات الأمن حصارها للنقابة، من جميع الطرق المؤدية إليها، بجوار البلطجية والمواطنين الشرفاء.
وجاءت الدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة عقب اقتحام قوات الأمن المصرية مقر النقابة، مساء السبت الماضي، واعتقلت الصحافيين عمرو بدر رئيس تحرير بوابة "يناير"، ومحمود السقا الصحافي بنفس البوابة، عقب إصدار قرارات ضبط وإحضار لهما على خلفية مواقفهما السياسية الرافضة لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية.
وهتف الصحافيون، أمس، باسمي بدر والسقا والصحافيين المعتقلين في مصر والذين تقدر أعدادهم بحوالي 64 صحافيا، وفقاً لتقديرات حقوقية.
ومنذ السبت الماضي، أعلن عشرات الصحافيين اعتصامهم المفتوح بمقر النقابة للمطالبة بإقالة وزير الداخلية. فيما بدأت قوات الأمن حصارها للنقابة بالتزامن مع مظاهرات رافضة لتنازل مصر عن الجزيرتين يوم 25 أبريل/نيسان الماضي.