يُعدّ واحداً من أهم فناني مصر في الوقت الحالي. ولطالما تقلّد بطولات مُطلقة، سواء سينمائية أو تليفزيونية، وحقّق فيها نجاحاً كبيراً. ملامحه المصرية السمراء أسهمت في اقترابه من الجمهور بشكل كبير. وها هو يستعد لعمل سينمائي ضخم وهو "كارما"، بعدما شارك في فيلم "مولانا" الذي طاف المهرجانات الدولية والعربية، وأثار جدلاً كبيراً. إنه الفنان عمرو سعد، الذي التقته "العربي الجديد" في هذا الحوار:
- تستعد لتصوير فيلم "كارما" فماذا تقول عنه؟
أوّل شيء أسعدني بالطبع، هو عودة مخرج بحجم خالد يوسف إلى الإخراج، بعد ابتعاد استمرَّ ست سنوات. وطيلة هذه الفترة، لم تنقطع اتصالاتنا معاً، فهو بعيدا عن الكاميرا صديق وأخ أحترمه وأقدره.
وحاولت إقناعه كثيراً بضرورة أن يعود إلى الفن، ولكنه كان مشغولاً جدًا بالسياسة. وقلت له كثيراً إن الفن الذي يقدمه على شاشات السينما قد تصل رسائله بشكل أسرع إلى الجمهور من السياسة. فأنا أرى أنه جندي في الفن.
وقد سبق وقدمت معه ثلاثة أعمال من أهم أعمالي السينمائية، وأسهَمَت في معرفة الجمهور بي بشكل كبير، وهي "خيانة مشروعة" و"حين ميسرة" و"دكان شحاته"، لذا فأفضال هذا الإنسان عليّ كثيرة، وأتمنى من كل قلبي ألا يبتعد عن الفن مرة أخرى، فصعب أن يخسر الفنُّ مُخرِجاً مثله.
- هل أنت ضدّ أن يعمَل الفنان بالسياسة؟
الفنان يعملُ بالفن، وهذه وجهة نظري الشخصية، لكن عمل خالد بالسياسة سبع سنوات، حتى الآن، قد تسهم في اكتسابه خبرة ومرحلة جديدة له، سواء ككاتب أو مخرج. وهو بالتأكيد ما سنشعر به أثناء تصوير الفيلم المقرر أن يكون في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأوّل القادم.
- ما تفاصيل دورك في الفيلم؟
أجسد من خلاله شخصيتين، هما أدهم ويوسف. وللعلم، اسم "كارما" ليس لفنانة كبيرة في العمل، بل هو اسم ابنتي في الفيلم، ولا أستطيع الحديث عن تفاصيل أخرى تخص العمل. لكن أستطيع أن أقول، بشكل عام، إن الفيلم يرصد كيف أن الاختلافات تؤدي في بعض الأحيان إلى الخلافات، وما ينشب عن هذه الخلافات من أزمات.
ويتطرَّق العمل إلى التعصب الديني، سواء للمسلم أو القبطي. ويتناول كيف أن الفوارق الطبقية اتسعت وأسهمت في عمل فجوة كبيرة، فإما أن يوجد أغنياء جداً أو أناس تحت خط الفقر. ومن الممكن إطلاق مسمى "خيالي" على هذا الفيلم، لأننا نبحث من خلاله عن إنسانيات عديدة، وتقديم رسالة سامية محترمة نحلم بها جميعاً، والفيلم يحمل مفاجآت عديدة، وأتمنى أن يكون إضافة كبيرة للسينما المصرية.
- هل هناك أعمال سينمائية أخرى بعد أن تنتهي من تصوير "كارما"؟
لديّ عمل تاريخي يدور في عصر المماليك، ويحكي عن التراث المصري في هذه الحقبة التاريخية، لكنى لا أستطيع الإعلان عن أي تفاصيل تخصه نهائياً، وسيكون هناك تصوير خارجي في العمل، وليس في مصر فقط. وإن شاء الله سيكون عملاً كبيراً وثقيلاً. وكنت أتمنى منذ فترة المشاركة في عمل تاريخي، لأن التاريخ المصري زاخر جدًا بأحداث كثيرة قد لا يعلم الكثيرون عنها شيئاً أو يعرفون مجرد هوامش عنها فقط.
- سافرت مُؤخّراً إلى أميركا لعرض فيلم "مولانا" في "الغولدن غلوب" ما ردود الأفعال حوله؟
كنت سعيداً للغاية بردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها على العمل من جمعية النقاد في لوس أنجليس، على الرغم من أن الترجمة لم تكن كافية بالشكل المطلوب. ولا أنسى أبداً أن هناك بعض الأشخاص منهم بكوا تأثُّرًا بالفيلم، وطلبوا مقابلتي عن طريق السفيرة المصرية هناك ليكون هناك تعاون معي. وأتمنى أن أكون خير ممثل لمصر في العالم، على الرغم من أني لم يكن لديّ حلم نهائي في العمل في السينما الأميركية. لكن زيارتي إلى أميركا جعلتني أقدّر الفن بشكل أكبر، لأنهم فعلاً يحترمون صناعة السينما بشكل كبير للغاية.
- كثيراً ما تتحدث عن تأثير فيلمك الأخير "مولانا" فيك كشخص فماذا تقصد؟
نعم، هو أثر في عمرو سعد كشخص، لأني تعلمت القرآن الكريم، وتدربت على التلاوة بشكل صحيح لمدة ستة شهور، وكما يقال تعمّقت جداً في القراءة عن الدين. ففعلاً استفدت من الفيلم قبل أن أفيد الناس. والعمل أسهم في محاربة التشدد، وقد يسهم في تغيير ولو شخص واحد. وهذا طبعاً يسعدني جداً، ويشعرني أني قدمت شيئاً مفيداً للمجتمع أنا وكل فريق العمل الذي تعب جداً وبذل مجهوداً كبيراً. ولا يمكن بالطبع أن ننسى رواية الأستاذ الكبير إبراهيم عيسى، المأخوذ عنها الفيلم.
- مفاهيم كثيرة استحدثت في الفن مثل "رقم واحد" هل تؤمن بهذا المصطلح؟
لا، نهائياً، فهذه ليست طريقة تفكيري، أحب فقط أن تؤثر أعمالي في المتلقّي، أما عدا ذلك فلا يهمني نهائيًا. فأنا في النهاية ممثل أبحث عن الدور الجيد الذي يشيد به الجمهور، ويظل يتذكره. فمثلا فيلم "مولانا" يقدّم رسالة ضد الكراهية. وهكذا، أنا أحلم أن تكون أفلامي ومسلسلاتي ضد أشياء منبوذة في الوطن العربي كله، وليس في مصر فقط، مثل العنصرية مثلاً، والصراع الطائفي وما شابه ذلك.
وجدير بالذكر، أنّه لم يعرض فيلم "مولانا" في بيروت، بعدما طلبت سلطات الرقابة حذف 12 دقيقة منه، متعذرين باحتوائها على "إساءة للأديان" و"تحريض طائفي". وكانت صرحت شركة "صباح للإعلام" بأنها قررت "الامتناع عن عرض الفيلم في لبنان في حال أصرت الرقابة والأمن العام اللبناني على الاقتطاع".
وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي "دفاعاً عن لبنان الحرية ولبنان الثقافات، واحتراماً لتاريخ الشركة وصناع هذا العمل". وقال، وقتها، رئيس مجلس إدارة الشركة، صادق الصباح "لن نعرض الفيلم بهذه النسخة المشوهة، نحن ضد أن يتدخل رجال الدين في الفن مهما كان احترامنا لهم كبيراً، ونحن ندافع بذلك عن حرية الكلمة في لبنان، ولن تقبل شركتنا العاملة في قطاع السينما منذ الخمسينيات بعرض فيلم مبتور".
يُذْكَر أن الفنان عمرو سعد، الذي ولد عام 1971، سبق وقدم أول تجربة سينمائية له من خلال فيلم "المدينة" مع باسم سمرة، والمخرج يسري نصرالله. لكن، أول تجربة حقيقية له في عالم السينما من خلال فيلم "خيانة مشروعة" مع سمية الخشاب ومي عزالدين والمخرج خالد يوسف، الذي أسند له بعد هذا الفيلم بطولة فيلم "دكان شحاتة" بعدما قدم فيلم "حين ميسرة" أيضاً.
ومنذ هذا التوقيت، وأصبح عمرو له اسم كبير في عالم السينما المصرية، وقدم أعمالاً مُهمّة عديدة، منها فيلم "ريجاتا" و"الكبار". وكان آخر عمل له هو "مولانا" مع المخرج مجدي أحمد علي، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً وطاف العديد من المهرجانات. كما قدّم العديد من المسلسلات التليفزيونية الناجحة آخرها مسلسل "يونس ولد فضة".
اقــرأ أيضاً
- تستعد لتصوير فيلم "كارما" فماذا تقول عنه؟
أوّل شيء أسعدني بالطبع، هو عودة مخرج بحجم خالد يوسف إلى الإخراج، بعد ابتعاد استمرَّ ست سنوات. وطيلة هذه الفترة، لم تنقطع اتصالاتنا معاً، فهو بعيدا عن الكاميرا صديق وأخ أحترمه وأقدره.
وحاولت إقناعه كثيراً بضرورة أن يعود إلى الفن، ولكنه كان مشغولاً جدًا بالسياسة. وقلت له كثيراً إن الفن الذي يقدمه على شاشات السينما قد تصل رسائله بشكل أسرع إلى الجمهور من السياسة. فأنا أرى أنه جندي في الفن.
وقد سبق وقدمت معه ثلاثة أعمال من أهم أعمالي السينمائية، وأسهَمَت في معرفة الجمهور بي بشكل كبير، وهي "خيانة مشروعة" و"حين ميسرة" و"دكان شحاته"، لذا فأفضال هذا الإنسان عليّ كثيرة، وأتمنى من كل قلبي ألا يبتعد عن الفن مرة أخرى، فصعب أن يخسر الفنُّ مُخرِجاً مثله.
- هل أنت ضدّ أن يعمَل الفنان بالسياسة؟
الفنان يعملُ بالفن، وهذه وجهة نظري الشخصية، لكن عمل خالد بالسياسة سبع سنوات، حتى الآن، قد تسهم في اكتسابه خبرة ومرحلة جديدة له، سواء ككاتب أو مخرج. وهو بالتأكيد ما سنشعر به أثناء تصوير الفيلم المقرر أن يكون في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأوّل القادم.
- ما تفاصيل دورك في الفيلم؟
أجسد من خلاله شخصيتين، هما أدهم ويوسف. وللعلم، اسم "كارما" ليس لفنانة كبيرة في العمل، بل هو اسم ابنتي في الفيلم، ولا أستطيع الحديث عن تفاصيل أخرى تخص العمل. لكن أستطيع أن أقول، بشكل عام، إن الفيلم يرصد كيف أن الاختلافات تؤدي في بعض الأحيان إلى الخلافات، وما ينشب عن هذه الخلافات من أزمات.
ويتطرَّق العمل إلى التعصب الديني، سواء للمسلم أو القبطي. ويتناول كيف أن الفوارق الطبقية اتسعت وأسهمت في عمل فجوة كبيرة، فإما أن يوجد أغنياء جداً أو أناس تحت خط الفقر. ومن الممكن إطلاق مسمى "خيالي" على هذا الفيلم، لأننا نبحث من خلاله عن إنسانيات عديدة، وتقديم رسالة سامية محترمة نحلم بها جميعاً، والفيلم يحمل مفاجآت عديدة، وأتمنى أن يكون إضافة كبيرة للسينما المصرية.
- هل هناك أعمال سينمائية أخرى بعد أن تنتهي من تصوير "كارما"؟
لديّ عمل تاريخي يدور في عصر المماليك، ويحكي عن التراث المصري في هذه الحقبة التاريخية، لكنى لا أستطيع الإعلان عن أي تفاصيل تخصه نهائياً، وسيكون هناك تصوير خارجي في العمل، وليس في مصر فقط. وإن شاء الله سيكون عملاً كبيراً وثقيلاً. وكنت أتمنى منذ فترة المشاركة في عمل تاريخي، لأن التاريخ المصري زاخر جدًا بأحداث كثيرة قد لا يعلم الكثيرون عنها شيئاً أو يعرفون مجرد هوامش عنها فقط.
- سافرت مُؤخّراً إلى أميركا لعرض فيلم "مولانا" في "الغولدن غلوب" ما ردود الأفعال حوله؟
كنت سعيداً للغاية بردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها على العمل من جمعية النقاد في لوس أنجليس، على الرغم من أن الترجمة لم تكن كافية بالشكل المطلوب. ولا أنسى أبداً أن هناك بعض الأشخاص منهم بكوا تأثُّرًا بالفيلم، وطلبوا مقابلتي عن طريق السفيرة المصرية هناك ليكون هناك تعاون معي. وأتمنى أن أكون خير ممثل لمصر في العالم، على الرغم من أني لم يكن لديّ حلم نهائي في العمل في السينما الأميركية. لكن زيارتي إلى أميركا جعلتني أقدّر الفن بشكل أكبر، لأنهم فعلاً يحترمون صناعة السينما بشكل كبير للغاية.
- كثيراً ما تتحدث عن تأثير فيلمك الأخير "مولانا" فيك كشخص فماذا تقصد؟
نعم، هو أثر في عمرو سعد كشخص، لأني تعلمت القرآن الكريم، وتدربت على التلاوة بشكل صحيح لمدة ستة شهور، وكما يقال تعمّقت جداً في القراءة عن الدين. ففعلاً استفدت من الفيلم قبل أن أفيد الناس. والعمل أسهم في محاربة التشدد، وقد يسهم في تغيير ولو شخص واحد. وهذا طبعاً يسعدني جداً، ويشعرني أني قدمت شيئاً مفيداً للمجتمع أنا وكل فريق العمل الذي تعب جداً وبذل مجهوداً كبيراً. ولا يمكن بالطبع أن ننسى رواية الأستاذ الكبير إبراهيم عيسى، المأخوذ عنها الفيلم.
- مفاهيم كثيرة استحدثت في الفن مثل "رقم واحد" هل تؤمن بهذا المصطلح؟
لا، نهائياً، فهذه ليست طريقة تفكيري، أحب فقط أن تؤثر أعمالي في المتلقّي، أما عدا ذلك فلا يهمني نهائيًا. فأنا في النهاية ممثل أبحث عن الدور الجيد الذي يشيد به الجمهور، ويظل يتذكره. فمثلا فيلم "مولانا" يقدّم رسالة ضد الكراهية. وهكذا، أنا أحلم أن تكون أفلامي ومسلسلاتي ضد أشياء منبوذة في الوطن العربي كله، وليس في مصر فقط، مثل العنصرية مثلاً، والصراع الطائفي وما شابه ذلك.
وجدير بالذكر، أنّه لم يعرض فيلم "مولانا" في بيروت، بعدما طلبت سلطات الرقابة حذف 12 دقيقة منه، متعذرين باحتوائها على "إساءة للأديان" و"تحريض طائفي". وكانت صرحت شركة "صباح للإعلام" بأنها قررت "الامتناع عن عرض الفيلم في لبنان في حال أصرت الرقابة والأمن العام اللبناني على الاقتطاع".
وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي "دفاعاً عن لبنان الحرية ولبنان الثقافات، واحتراماً لتاريخ الشركة وصناع هذا العمل". وقال، وقتها، رئيس مجلس إدارة الشركة، صادق الصباح "لن نعرض الفيلم بهذه النسخة المشوهة، نحن ضد أن يتدخل رجال الدين في الفن مهما كان احترامنا لهم كبيراً، ونحن ندافع بذلك عن حرية الكلمة في لبنان، ولن تقبل شركتنا العاملة في قطاع السينما منذ الخمسينيات بعرض فيلم مبتور".
يُذْكَر أن الفنان عمرو سعد، الذي ولد عام 1971، سبق وقدم أول تجربة سينمائية له من خلال فيلم "المدينة" مع باسم سمرة، والمخرج يسري نصرالله. لكن، أول تجربة حقيقية له في عالم السينما من خلال فيلم "خيانة مشروعة" مع سمية الخشاب ومي عزالدين والمخرج خالد يوسف، الذي أسند له بعد هذا الفيلم بطولة فيلم "دكان شحاتة" بعدما قدم فيلم "حين ميسرة" أيضاً.
ومنذ هذا التوقيت، وأصبح عمرو له اسم كبير في عالم السينما المصرية، وقدم أعمالاً مُهمّة عديدة، منها فيلم "ريجاتا" و"الكبار". وكان آخر عمل له هو "مولانا" مع المخرج مجدي أحمد علي، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً وطاف العديد من المهرجانات. كما قدّم العديد من المسلسلات التليفزيونية الناجحة آخرها مسلسل "يونس ولد فضة".