عمران خان... لاجئ أفغاني يعمل حارساً ويأسف على ترك المدرسة

12 فبراير 2019
لا يريد العودة إلى بلاده (العربي الجديد)
+ الخط -

عمران خان، لاجئ أفغاني في باكستان يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً. ولد في بلد اللجوء وعاش فيه، ولا يرغب في العودة إلى أفغانستان. هو لا يعرف شيئاً من رفاهية الحياة التي يعرفها الشباب في هذا العمر. غالباً ما يفكر في الحصول على عمل أفضل براتب يمكّنه من مساعدة أهله في إيجار المنزل والاحتياجات اليومية. وما زال يأمل في أن يأتي عليه زمان يتمكن فيه من الذهاب إلى المدرسة، بعدما تركها غير مرغم على ذلك، وبات مجبراً على العمل.

لا يعرف عمران خان متى جاءت أسرته إلى باكستان، لكنّه يقول إنّ أباه أيضاً، ريدي غول، قد ولد في باكستان وإنّ أسرته تعيش منذ 40 عاماً هنا. هو سعيد في هذه البلاد، ولن يغادرها إلاّ إذا أجبرته السلطات على ذلك. يقول عمران: "لم أدرس كثيراً إذ غادرت المدرسة في الصف الثالث الابتدائي، وكانت مدرسة لاجئين. حال أسرتنا آنذاك كانت جيدة فلم أجبر على ترك المدرسة بل اخترت ذلك رغم إصرار والديّ عليّ على العكس". يعرف الشاب أنّه أخطأ في ذلك، وكان عليه أن يواصل الدراسة كي يصبح مثل كثيرين من أبناء قريته الآتين من إقليم لغمان، شرقي أفغانستان، ويحصل على عمل جيد. هو قلّد شقيقه الأكبر في ذلك، وترك المدرسة كما تركها هو وأقارب آخرين. لكنّه ما زال يملك الأمل: "أظن أنّ الوقت أمامنا، فإذا رتبنا أمورنا يمكننا أن نبدأ الدراسة مجدداً خصوصاً أشقائي الأصغر الذين تركوا المدرسة أيضاً".

كغيره من الأفغان، يقول عمران إنّه يحب بلاده بالرغم من أنّه لم يرها مرة، لكنّه يخشى من الوضع الأمني السائد في بلاده، إذ ذهب كثير من أقاربه وعادوا مرة أخرى إلى باكستان بعدما خسروا أعمالهم: "كانوا يتوقعون أن يجدوا أعمالاً جيدة تمكّنهم من العيش في أفغانستان، لكنّهم يئسوا من ذلك، فذهب بعض الشبان إلى الجيش وما فيه من مخاطر كبيرة، وآخرون عادوا إلى باكستان مرة أخرى بعدما خسروا كلّ شيء".




اعتاد عمران منذ صغره على العمل. يعمل في الفترة الحالية حارساً لشركة، ويتقاضى شهرياً 15 ألف روبية (112 دولاراً أميركياً). يساهم مع شقيقه زيد في شؤون المنزل بعد ترك الوالد العمل. زيد يعمل حارساً لمصنع طوب قريب من مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد، ويتقاضى الراتب نفسه. لديهما شقيقان أصغر وثلاث شقيقات. يُذكر أنّ ثمة مشكلة كبيرة يعاني منها أفراد هذه الأسرة كغيرهم من اللاجئين، وهو تعامل الشرطة الباكستانية القاسي معهم، إذ تتعقبهم من دون أيّ اتهامات، وتضايقهم في ذهابهم إلى العمل والعودة منه.
المساهمون