كانت الأرضُ في تاريخها المبكّر مكاناً مخيفًا للغاية. غطَّت الصخور المتوهَّجة السائلة الأرض بأكملها. وكانت هنالك كتلٌ بريَّةٌ صغيرة تطفو على سطح هذه الصهارة. تدريجيَّاً، بدأت هذه القطع القشريَّة تنمو وتتواصل مع بعضها البعض. حتّى الآن، تمّ العثور على عددٍ قليل جدًا من الصخور العائدة من ذلك الوقت، لأنَّ الأرض، على عكس القمر، لم تكن تمتلك فوّهات بركانيّة بسبب السائل المنصهر والتآكل المستمر. أقدم حفرة موجودة الآن تعود إلى ذلك الوقت، تقع في جنوب أفريقيا، ويبلغ عمرها 2 مليار سنة على الأقل.
وقد اكتشف باحثون أستراليون وصينيون، دلائل مباشرة على حدوث قصف نيزكيّ في ذلك الوقت. إذْ اكتشفت صخرةٌ صغيرة غالبًا تعود للنيزك الذي اصطدم بالأرض، ويبلغ عمرها على الأقل 4.02 مليارات عام.
وقد تمّ العثور على الصخرة بالقرب من نهر "آكاستا" في بحيرة Great slave في كندا. ونشرت نتائج البحث في مجلَّة Nature Geoscience العلميّة المحكمة، كما ذكر موقع "شبيغل أون لاين".
وتعدُّ صخرة الآكاستا، كما سمّاها العلماء، أقدم صخرة اكتشفها العلماء حتّى الآن على كوكب الأرض. وأشار العلماء إلى أنَّ بنية هذه الصخرة تختلف اختلافاً جذرياً عن بنية الصخور التي نعرفها الآن، وذلك لأنَّ درجات الحرارة والضغوط كانت مرتفعة جدًا في ذلك الوقت، وبالتالي فإنّ تموضع العناصر المعدنية ضمن الصخور هو مختلف أيضاً.