عفن في ألعاب استحمام الأطفال

02 مايو 2018
ماذا تخبّئ هذه البطّة في داخلها؟ (ألكسندر هاسنشتاين/ Getty)
+ الخط -
هل تعلم أنّ الألعاب التي يلهو بها طفلك خلال الاستحمام قد تمثّل خطراً على صحته؟ صحيح، تلك الألعاب الملوّنة ذات الأشكال المحببة، لا سيّما البطة الصفراء الشهيرة، قد تهدد صغيرك. والأمر لا يتعلّق بالمواد التي صُنعت منها تلك الألعاب، بل بالبكتيريا التي تنمو في داخل تلك الألعاب وعلى أسطحها.

وكشف آباء كثر في بريطانيا عن عفن عثروا عليه في داخل ألعاب أطفالهم التي يلهون بها عند الاستحمام، ومنهم مقدّمة البرامج الإذاعية ريتشل بوردن التي نشرت مع آخرين صوراً على شبكة الإنترنت تبيّن ذلك، بعدما حذّر علماء من احتمال امتلاء ألعاب الاستحمام بالبقّ والبكتيريا.

وكانت دراسة قد وجدت أنّ هذه الألعاب تمثّل خطراً على الصحة، مع العثور على بقّ في داخلها وكذلك جراثيم مقاومة للأدوية من الممكن أن تسبّب الموت، خصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة. وقد لفتت الدراسة إلى أنّ وجود تلك الألعاب في بيئة دافئة ورطبة يوفّر أرضية خصبة لتكاثر الفطريات والجراثيم في داخلها.

والباحثون الذين أعدّوا الدراسة من المعهد الفيدرالي السويسري للعلوم المائية والتكنولوجيا، خلصوا إلى أنّ البكتيريا نمت على أسطح الألعاب من الخارج، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدّي إلى عدوى في العين أو الأذن أو المعدة. أضافوا أنّ الماء العكر الذي يتجمّع في داخل الألعاب قد يعرّض عند خروجه الأطفال وكذلك البالغين إلى بكتيريا خطيرة. وأشار الباحثون إلى أنّ ما بين خمسة ملايين و75 مليون خلية بكتيرية لكل سنتيمتر مربع من الأسطح الداخلية لتلك الألعاب.




إلى ذلك، تبيّن أنّ البلاستيك ساعد في تغذية الحشرات، إذ يتضمّن مركبات الكربون التي تغذيها. أمّا المواد الغذائية الرئيسية الأخرى مثل النيتروجين والفوسفور والبكتيريا المختلفة، فقد ساهم بها الإنسان من خلال سوائل الجسم مثل العرق والبول وكذلك الملوّثات الخارجية ومنتجات العناية الشخصية.

ولفت الدكتور فريدريك هاميس، وهو أحد المؤلفين، إلى أنّه لم يفاجأ بالنتائج التي جرى التوصّل إليها، إذ إنّ ألعاب الاستحمام المتعفنة سبق ونوقشت على نطاق واسع في المنتديات والمدوّنات الإلكترونية، بيد أنّها لم تحظ باهتمام علمي يذكر حتى اليوم.

وفي السياق نفسه، يشير خبراء إلى أنّ الخيارات المتاحة أمام الأهل تتراوح ما بين التخلّص من ألعاب الاستحمام كلياً، وبين التقليل من استخدامها، وبين تجنّب تلك التي تسمح بتراكم المياه العكرة في داخلها.




وتقول رحمة (43 عاماً) وهي مترجمة في بريطانيا وأمّ لثلاثة أطفال، إنّ "الأطفال يستمتعون بأيّ شيء نقدّمه لهم خلال الاستحمام. وقد يكون ذلك مجرّد كؤوس بلاستيكية". تضيف لـ"العربي الجديد": "قرأت عن مخاطر ألعاب الاستحمام، وعمدت إلى وضع الغراء على الفوهة التي تدخل منها المياه إلى قلبها قبل استخدامها، وذلك لمنع تراكم الجراثيم مع ضمان استمتاع طفلي خلال الاستحمام. فالأطفال يحتاجون إلى تنويع الألعاب". وتشير رحمة إلى أنّ "الألعاب البلاستيكية المستخدمة من الممكن أن تحتوي على مواد سامة، وأنا أقرأ دراسات وبحوثاً كثيرة تتعلّق بنظافة أطفالي وصحتهم". يُذكر أنّ رحمة كانت قد عانت مع طفلتها الأولى، بعد إصابتها بارتفاع في الحرارة وبالتهابات مستمرة نتيجة جهلها بالمبادئ الأساسية للعناية بهؤلاء الصغار الذين لم تعتد أجسادهم على الجراثيم والبكتيريا.

من جهته، يقول، الدكتور أندرو تيرنر من جامعة بليموث البريطانية، إنّ "الألعاب المستخدمة هي خيار جذاب للعائلات، لأنّه من الممكن الحصول عليها مجاناً أو بسعر رخيص، لكنّها تحمل مواد كيميائية تضرّ بالأطفال الأصغر سناً".
المساهمون