عضوية مصر في مجلس الأمن ليست إنجازاً لنظام الانقلاب

16 أكتوبر 2015
قرار تقديم مصر كمرشح منفرد عن شمال أفريقيا(العربي الجديد)
+ الخط -

ما بين مُقلّل من أهمية الخطوة، وما بين مبالغ في جدواها استقبل المصريون حصول مصر على مقعد في مجلس الأمن أمس، فيما حاول أنصار نظام الانقلاب الإيحاء بأن الأمر يتعلق بإنجاز للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية مصطفى كامل السيد، إن عضوية مجلس الأمن تأتي ممثلة للمجموعة الأفريقية التي لها عضوية دورية بالمجلس، ويتم تحديد الدولة التي تمثل المجموعة بالتناوب بين الدول الأفريقية الأعضاء، وغالباً يكون التناوب على أساس الحروف الأبجدية، مؤكداً أن الأمر لا يعد إنجازاً كما يدعي بعضهم.

وأوضح السيد أنه لم يكن هناك تنافس على مقعد شمال أفريقيا التي تمثلها مصر ولا المقاعد غير الدائمة الأخرى، مشيراً إلى أن مصر ستمثل كلاً من القارة الأفريقية والمجموعة العربية بسبب انتهاء عضوية المملكة الأردنية الهاشمية.

وتدعم رأي السيد صورة من خطاب الاتحاد الأفريقي لمجلس الأمن في يناير/ كانون الثاني 2015 بترشيح مصر منفردة للمقعد المخصص لشمال أفريقيا، وترشيح السنغال منفردة للمقعد المخصص لدول أفريقيا في جنوب الصحراء، لمدة سنتين، ما يعني أن الدولتين حصلتا على المقعدين من دون منافسة، ونتيجة التصويت الشكلي حصلت السنغال على 187 صوتاً ومصر على 179 صوتاً.

يأتي هذا في الوقت الذي يصر فيه محسوبون على النظام الحالي أن حصول مصر على عضوية هو اعتراف دولي بنظامها الحالي.

واعتبر السفير إكرامي الزغاط المدير التنفيذي للصندوق العالمي للتنمية والتخطيط، أن حصول مصر على المقعد غير الدائم بمجلس الأمن يعد اعترافاً صريحاً بالنظام الحالي ويعيد مصر إلى سابق عهدها في ريادة الدول العربية والأفريقية.

ويتابع الزغاط: "حصول مصر على نسبة الأصوات التي جعلتها تحصل على عضوية مجلس الأمن يعكس مدى الاهتمام الدولي بها".

وأصدرت مشيخة الأزهر بياناً هنأت فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحصول مصر على العضوية، مشيرة إلى أنه تكليل للجهود الدبلوماسية خلال الفترة الماضية.

وحصلت مصر على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن أربع مرات سابقة في أعوام 1949 و1961 و1984 و1996.

من جهته، قال خبير فب مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن حصول مصر على العضوية لا يمثل أي قيمة دبلوماسية مضافة، وخاصة أن آراء الأعضاء غير الدائمين ليست ذات قيمة في قرارات مجلس الأمن؛ لأن الكلمة الأولى والأخيرة في النهاية تكون للأعضاء الدائمين الخمسة الذين لهم حق الفيتو.

وتابع "للأسف معظم من يروّج لهذا القرار من جانب النظام الحالي يقع في أخطاء معلوماتية فاضحة ويتضح جهله"، مشيراً إلى أنهم يعوّلون على عدم وعي الغالبية العظمى من المصريين ويشرعون في تضليلهم على أن فوز مصر بالمقعد هو إنجاز للرئيس المصري الحالي.

اقرأ أيضاً مصر: رافضو الانقلاب يتظاهرون ضد "برلمان الدم"

المساهمون