عصام حجي و"فيلة".. العلم ضحية "الكفتة"

24 ديسمبر 2014
أعلن حجي أن "الاختراع" فضيحة علمية لمصر (العربي الجديد)
+ الخط -

قد لا يعرف كثير من المصريين أن الدكتور عصام حجي كان مستشاراً علمياً للرئيس المؤقت عدلي منصور عقب إطاحة الرئيس محمد مرسي، فاسم الرجل لم يتردد كثيراً إلا بعد انتقاده للجهاز الذي أعلنت عنه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة نهاية فبراير/ شباط الماضي، والذي قال المسئولون وقتها إنه يعالج كلاً من التهاب الكبد الوبائي سي ومرض الإيدز.

عصام حجي هو ابن الفنان التشكيلي محمد حجي، ولد عام 1975 وحصل على بكالوريوس في علم الفلك من جامعة القاهرة، ورحل بعدها إلى باريس لاستكمال دراسته، فحصل على الماجستير في علم الفضاء سنة 1999 ثم تبعها بالدكتوراه من الجامعة نفسها سنة 2002، وهي أول دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب والأقمار.

وفي 16 يوليو/تموز 2013 تم تعيين حجي مستشاراً علمياً لرئيس الجمهورية، وبدأ في الإدلاء بتصريحاته عن أهمية التعليم واستراتيجيته الجديدة لتطوير التعليم والبحث العلمي في مصر، ولقاء العلماء المصريين والأميركيين المختصين بدراسات المياه والتغير المناخي في دول حوض النيل، لبحث أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، كما كان يناقش قضايا أخرى تتعلق بالصحة والقضاء على الفقر، وسط ترحيب من مؤسسات الدولة وبخاصة المؤسسة الإعلامية، التي نشرت تصريحاته المنتقدة لتقاعس الدولة في النهوض بالعلم والعلماء.

انتقاد الاختراع
العلاقة الطيبة بين حجي ووسائل الإعلام المصرية لم تدم طويلا، فبعد انتقاد العالم المصري للجهاز الذي قال فريق بحثي تابع للهيئة الهندسية للقوات المسلحة إنه اخترعه، ووصف الأمر بالـ "فضيحة لمصر"، قائلا عبر صفحته على موقع فيسبوك "إن مثل هذه الاكتشافات يجب أن تعلن بالطرق العلمية، وتُنشر في المجلات العلمية، وليس في مؤتمرات صحفية"، مضيفاً "الإنجاز الحقيقي هو أن ندرك مشاكلنا ونحلّها معاً، وليس أن نبتدع حلولاً وهمية لمشاكل حقيقية. قد تكون مصر من أعلى الدول في معدلات الإصابة بأمراض كثيرة ولكنها ليست أمة مغيبة".

وهو ما فتح الباب أمام هجوم واسع على الرجل من قبل إعلاميّ النظام المصري الذين أفردوا برامجهم ومقالاتهم في الصحف للرد على تشكيك حجي في "العلاج بالكفتة".


المركبة فيلة
وفي 12 نوفمبر/تشرين الأول الماضي تم الإعلان عن حدث علمي عالمي، تمثل في نزول أول مركبة فضائية على سطح مذنب، وهي المسبار "فيلة"، ضمن المهمة الفضائية "روزيتا"، لتقوم بدراسة العناصر الأساسية التي أسهمت في نشأة وتطور الحياة على كوكب الأرض.

وكان العالم المصري عصام حجي ضمن فريق عالمي ضم أيضاً ثلاثة علماء مصريين آخرين هم: د. رامي المعري ٣٥ سنة، د. أحمد الشافعي ٢٨ سنة، د. عصام معروف ٥٦ سنة، أسهموا في إطلاق المركبة وهبوطها على سطح المذنب 67P.

وأوضح حجي أن اسم المركبة جاء من اسم المعبد المصري فيلة، الذي أنشئ في عهد الإغريق، فيما جاء اسم المهمة الفضائية روزيتا من حجر رشيد الفرعوني تكريماً لهذا الاكتشاف العظيم.

لكن وسائل الإعلام المصرية لم تُعر اهتماماً لهذا الإنجاز العلمي الذي شارك فيه 4 علماء مصريين، ولم تفرد له المقالات ولا المساحات في برامج التوك شو، كما فعلت في انتقادها للرأي الذي أعلنه حجي في ما قال عنه الجيش إنه علاج للأمراض المستعصية.

وكتب الدكتور عصام انتقاداً لتجاهل إعلاميّي مصر لإنجاز المركبة فيلة، قائلاً "لم يشفع لهذا الإنجاز التاريخي أن تحمل المركبة أسماء مصرية تاريخية ووجود باحثين مصريين مشاركين بالمهمة، لدى إعلامنا (المصري) للاهتمام بهذا الحدث الذي يتصدر في هذه اللحظة كل وكالات الأنباء، بينما تتصدر أخبار العنتيل والفضائح والسباب على الفضائيات وسائل الإعلام.

بكل الفرحة التي أحسها أنا وزملائي المصريون المشاركون في هذا الإنجاز، نهديه لكل شباب الوطن، علّه يزرع الأمل ويؤكد أن شباب مصر الذي تتناوب وسائل الإعلام على الحطّ من قيمته، قادر على أن يسهم في أكبر وأعقد التحديات العلمية، بطموحات وأحلام وآمال تكسر واقعاً ملأته أصوات الجهل والكراهية التي بنَت للإحباط معبداً خالداً وللجهل حصناً منيعاً"، متسائلا في سخرية "هل أصبحت نجوم السماء أقرب لنا من تراب الوطن؟".

اقرأ أيضاً

بالفيديو: جهاز "الكفتة" المصري.. باقٍ من الزمن سبعة أيام
الأمن القومي للمصريين.. مهدَّد صحياً