عشيرة "النائب الدنماركي في البرلمان العراقي" تحاصر مقر قناة فضائية في بغداد

01 مايو 2019
بثّت القناة لقطات لمحاصريها (يوتيوب)
+ الخط -
تعرّض مقر قناة "آسيا" الفضائية وسط العاصمة العراقية، مساء أمس الثلاثاء، إلى حصار شديد فرضه العشرات من أبناء عشيرة النائب السابق في البرلمان العراقي والذي يحمل أيضاً الجنسية الدنماركية، علي العلاق، بعد توجيه انتقادات له في أحد البرامج الساخرة التي تبثها القناة.

وطالب أفراد العشيرة القناة بتقديم اعتذار عما وصفوه الإساءة للنائب فيما طالبت القناة قوات الأمن بحماية العاملين فيها.

وبثّت القناة خبراً عاجلاً قالت فيه إنّ "عشيرة السيد علي العلاق تحاصر وتهدد قناة آسيا وتمنع الموظفين من الخروج"، محملةً عشيرة العلاق مسؤولية سلامتهم. وبثت القناة لقطات للمحتشدين من عشيرة العلاق حول المبنى وهم يرفعون لافتات استنكار وشجب ويرددون شعارات تهديد ووعيد للقناة وكوادرها.

وتذرّعت عشيرة النائب من جانبها بأن أحد البرامج التلفزيونية الساخرة الذي تبثه القناة وجه انتقادات وصفتها بغير المقبولة للنائب علي العلاق، حسب وصفها.


وأثار الحصار الذي فرضته عشيرة النائب على القناة استياء وغضب كتاب ومحللين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، مطالبين الحكومة العراقية بوضع حدّ لما وصفوه بالتجاوزات الخطيرة على وسائل الإعلام وحرية التعبير.

وقال الحقوقي طالب الربيعي إنّ "هذا التصرف غير حضاري وغير قانوني وعلى السلطات الحكومية اتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق أبناء عشيرة العلاق الذين أقدموا على هذا الفعل غير المسؤول"، موضحاً أنّ "القانون لا يسمح بتدخل العشائر في عمل المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية كالمؤسسات الإعلامية مثلاً ولذلك فالقانون يرتب عقوبات شديدة على هؤلاء إذا ما اتخذت الدولة موقفاً قانونياً حازماً لحفظ ماء وجهها على الأقل".

وانتقد الكاتب مصطفى ناصر تصرف عشيرة العلاق موجهاً كلامه للنائب قائلاً "سيدنا قضيت ثماني سنوات في البرلمان ولم تتعلم كيف تتوجه إلى القضاء وتقدم شكوى مثلاً؟".

بينما تساءل أبو رعود العراقي "أين الدولة؟ مع العلم عشيرة العلاق بيدها مجلس الوزراء ومجلس النواب وجهاز المخابرات والبنك المركزي ولديها محافظون ونواب ووزراء ومستشارون"، معلقا بسخرية "يقلك ليش يصعد السكري".



من جانبها، دعت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، للتدخل الفوري لفض الحصار الذي فرضته عشيرة النائب على القناة والتي منعت فيه حتى الموظفين من الخروج من المبنى. كما دعته لإنهاء ما وصفته بـ"مهزلة مهاجمة وسائل الإعلام التي تؤشر إلى حالة من الفوضى وعدم إيمان الناس بالدولة".

وأصدرت الجمعية بياناً قالت فيه إنّ "أكثر من 100 شخص من أبناء عشيرة النائب السابق علي العلاق يحاصرون قناة آسيا الفضائية احتجاجاً على توجيه أحد برامجها انتقاداً للعلاق". وذكر البيان الذي تناقلته وسائل إعلام محلية أنّ "المحاصرين منعوا الموظفين من الخروج من مبنى القناة، ما أشعرهم بالقلق البالغ".

ووصفت الجمعية تصرف عشيرة النائب بـ"الخرق الفاضح للدستور الكافل لحرية العمل الصحافي مستغربة عدم لجوء العلاق أو ذويه إلى القضاء بدلاً من محاصرة مقر القناة". 



وهذه الحادثة هي الثانية خلال الشهرين الأخيرين إذ سبقتها حادثة مشابهة في بغداد في مارس/ آذار الماضي حينما أقدم أنصار التيار الصدري على محاصرة مقر قناة دجلة الفضائية وسط بغداد بذريعة إساءة ضيف في برنامج تلفزيوني للقناة لأحد رموزهم.

وبرزت بعد عام 2003 ظاهرة تدخل العشائر في الشؤون السياسية والأمنية وحتى العسكرية في البلاد بسبب النفوذ الذي يحظى به شيوخ العشائر في مفاصل الدولة المختلفة، وهو ما وصفه مراقبون بالانفلات الأمني وغياب الرادع الأخلاقي والقانوني.

المساهمون