عشرات آلاف المتضامنين يملأون شوارع لندن دعماً لغزّة

لندن

شذى الجبوري

avata
شذى الجبوري
09 اغسطس 2014
E22DA803-91B3-4378-AE5E-5D3446DDD192
+ الخط -

شهدت لندن، اليوم السبت، مسيرات تعدّ الأكبر في بريطانيا، بعد التظاهرة ضد الغزو على العراق في 2003، تضامناً مع غزة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، ترافقت مع إجراءات أمنية مشددة.

وشملت الإجراءات الأمنية انتشار آلاف من عناصر الشرطة ورجال الأمن، ترافقهم العشرات من السيارات المصفحة، فضلاً عن تحليق طائرات بشكل متواصل في سماء لندن. كما تسببت الحشود غير المسبوقة في زحمة سير خانقة في الشوارع المحيطة بالتظاهرات بسبب إغلاق الشواع المؤدية للتظاهرة.

ورفع عشرات الآلاف من المحتجين، الذين شاركوا في المسيرات، الأعلام الفلسطينية، بينها علم كبير، فضلاً عن أعلام الدول الأوروبية، في إشارة إلى التضامن الشعبي المتصاعد في أوروبا مع غزة والرافض للعدوان. كما رُفعت صور الشهداء والمصابين، فضلاً عن لافتات تندد بصمت عدد من البلدان العربية، وانحياز الحكومتين الاميركية والبريطانية الى العدو الإسرائيلي.

وحمل بعض المتظاهرين دمى تجسّد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، كتب عليها: "أوقفوا الحرب على غزة". ورددت الحشود أيضاً هتافات مطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفع الحصار "اللاشرعي عن القطاع". كما وجهت الحشود رسالة إلى الحكومة البريطانية بضرورة أن تبدّل موقفها حيال القضية الفلسطينية وتتحمل مسؤوليتها في معاقبة إسرائيل.

وضمّت التظاهرة العشرات من ناشطين في حقوق الانسان، وممثلي منظمات ضد الحرب على غزة، وعدداً من ممثلي فرق "غوث" ومنظمات طبية تعمل في غزة. كما شارك في التظاهرة عدد من الاعلاميين والفنانيين وأعضاء في البرلمان البريطاني، وعدد من حاخامات حركة "ناطوري كارتا" اليهودية المناهضة للصهيونية.

واجتاحت القوى الشبابية، من مختلف التيارات والأعمار، ساحات الشوارع محركة التظاهرة في مسيرات طويلة نحو مقر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في ريجنت ستريت، منددة بانحيازها الصارخ إلى العدو الإسرائيلي.

ومرّت الحشود من أمام السفارة الأميركية، منددة بموقف الولايات المتحدة من إسرائيل وغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين في غزة، قبل أن تتجمع التظاهرة في حديقة "هايد بارك".

وألقيت كلمات نددت بالعدوان، مؤكدة على وجود 100 ألف توقيع من اليهود الموجودين في بريطانيا، سيُصار إلى تقديمها لمجلس العموم البريطاني، ليس للمطالبة بوقف العدوان على غزة، بل لإنهاء الاحتلال.

وكان من ضمن السياسيين الذي شاركوا في التظاهرة، الناشط في مجال حقوق الإنسان وعضو البرلمان البريطاني، جيرمي كوربن، وعضوة البرلمان، روشانارا علي، وجورج غالواي.

وقال كوربن، في تصريح لـ"العربي الجديد": "شاركنا اليوم في هذه التظاهرة لأننا نريد أن تتحقق العدالة في المنطقة. لقد ذهلنا لحجم الدمار الذي لحق بغزة ولمقتل الآلاف من الفلسطينيين وتجهير نحو نصف مليون شخص". وأضاف: "جئنا لنوصل صوتنا الى الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي ونطالبهما بوقف كل أشكال التعاون مع إسرائيل. كذلك نطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق شامل حول المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة".

وعن موقف الحكومة البريطانية الحالي من العدوان على غزة، أشار كوربن إلى أن "هناك تغييراً في موقف الحكومة البريطانية بسبب الضغط الشعبي، وهذا ما انعكس في بعض تصريحات كاميرون الأخيرة".

وفي رد على سؤال "العربي الجديد" عمّا إذا كانت استقالة الوزيرة السابقة في وزارة الخارجية البريطانية، سعيدة وارسي، قد أحدثت ردود أفعال داخل الوسط السياسي البريطاني، قال كوربن إن "استقالة وارسي أدت إلى تصاعد غضب السياسيين الذين يعارضون موقف الحكومة حول ما يحدث ضد الشعب الفلسطيني في غزة".

وعمّا إذا كان هناك بعض الأعضاء في الحكومة البريطانية يفكرون بالاستقالة، في خطوة تضامنية مع وارسي، قال كوربن: "لا علم لديّ عن هذا الموضوع، ولكني متأكد من أن هناك عدداً من البرلمانيين يفكرون بالمطالبة بفتح جلسة في البرلمان لمناقشة إعادة النظر في شكل علاقة الحكومة البريطانية مع إسرائيل".

بدوره، قال رئيس مجمع أطباء فلسطين في أوروبا، طارق طهبوب، الذي كان حاضراً في التظاهرة، لـ"العربي الجديد": "لقد شاركنا اليوم في هذه التظاهرة من أجل المطالبة بكسر الحصار عن غزة وفتح باب القوافل الصحية لمعالجة الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا جراء القصف اليومي على القطاع والذين يقدّرون بالآلاف". وأضاف: "جئنا للتنديد بالهجوم الهمجي الاسرائيلي الذي لا يفرّق بين الأطفال والنساء والشيوخ".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
ناشطون يتظاهرون باليوم الثاني لقمة الناتو بواشنطن 10 يوليو 2024

سياسة

بالتزامن مع قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المنعقدة في واشنطن، تظاهر لليوم الثاني على التوالي مجموعة من الناشطين للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
شارك نحو 200 ألف في المظاهرة الداعمة لغزة، لندن 8 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرجت اليوم السبت تظاهرة حاشدة وسط العاصمة البريطانية لندن تنديداً باستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ومطالبة بوقف إطلاق النار.
المساهمون