بدت الكويت حاسمة وصارمة في خيار عزل البلاد للحدّ من تفشّي وباء كورونا الجديد، في ظل ارتفاع عدد الإصابات لديها
إجراءات صارمة اتخذتها الكويت لمواجهة تفشّي وباء كورونا الجديد، أدخلت البلاد في حالة من "العزل الذاتي"، كما يقول مسؤولون حكوميون بارزون، مع ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس. وشملت الإجراءات الكويتية المشددة للقضاء على انتشار الوباء منح إجازة رسمية تمتد أسبوعين لكافة موظفي الدولة، واستمرار قرار تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات والكليات العسكرية، وإغلاق المطاعم وصالات السينما والمسارح، وحظر الطيران التجاري، والإغلاق شبه الكامل لمطار الكويت، بدءاً من منتصف ليل أمس.
وسادت حالة من التوتر عقب القرارات الحكومية تعطيل البلاد، وإغلاق مطار الكويت. واصطف مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين أمام الجمعيات التعاونية والمخابز ومحلات الأغذية للحصول على مخزون غذائي يكفي طوال فترة العزل الذاتي التي فرضتها الحكومة على البلاد، وسط تطمينات من القيادات الحكومية والناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المرزم، بأن المخزون الذاتي للبلاد يكفي لفترة ما بين ستة أشهر وسنة، وأن خطوط الاستيراد ما زالت تعمل.
واضطر مالك تركي (22 عاماً) إلى الانتظار مدة ثلاث ساعات أمام أحد المخابز التابعة لشركة المطاحن الكويتية المملوكة من قبل الحكومة، للحصول على أرغفة خبز لعائلته، خشية نقصها في الأيام المقبلة، في ظل حالة الهلع التي اجتاحت البلاد عقب قرار الحكومة تعطيل كافة المرافق الحكومية والشركات والمصارف.
ويقول مالك لـ "العربي الجديد": "المشهد مروّع. إنها المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد أمراً مماثلاً. الجمعيات التعاونية شبه فارغة من الطعام والمشروبات والمنظّفات. المخابز ممتلئة بالطوابير، والجميع خائف ولا يمكن الهرب من الأزمة لأن العالم كله محاصر من جراء هذا الوباء".
اقــرأ أيضاً
وتؤيّد فاطمة سالم الخمسينية ما ذهب إليه مالك تركي. وتقول لـ "العربي الجديد": "الجيل الجديد لم يعتد على مثل هذه الأجواء في الكويت. لكنّ الأجيال القديمة عاشت جوّاً مماثلاً أثناء الغزو العراقي للبلاد عام 1990". لكنّها ترى أن الوضع الحالي أسوأ بكثير. في وقت الحرب، كان في إمكان أي شخص أن يسافر إلى خارج الوطن، خصوصاً وأن الشعب الكويتي مقتدر مالياً. أما اليوم، فالفيروس في كل مكان. وأي مكان خارج المنزل قد يكون موبوءاً.
وبدت شوارع الكويت، وعلى غير العادة، خالية من السيارات، في وقت أغلقت المحلات والمطاعم والمقاهي أبوابها امتثالاً للتعليمات الحكومية المشددة، والتي هددت بسحب رخصة كل من لا يمتثل للقرار. ويقول عبد العزيز القطامي، الذي يبلغ 14 عاماً من العمر: "المشهد يشبه أفلام الخيال العلمي، بلد كامل يتم الحجر عليه".
وبينما كان عبد العزيز وأقرانه من تلاميذ المدارس سعداء بالعطلة المدرسية التي منحت لهم لمدة أسبوعين بدءاً من الأول من شهر مارس/ آذار الجاري، فإنهم بدأوا يشعرون بالملل نتيجة تمديد هذه العطلة أسبوعين آخرين، وإمكانية تمديدها لفترة أطول، وعدم إمكانية خروجهم إلى الشوارع أو زيارة أقربائهم نتيجة تخوف أهلهم من تفشي الوباء. يضيف: "كنا نتوقع عطلة سعيدة، فصارت عطلة بائسة".
أما رجل الأعمال سعد الصالح (55 عاماً)، فاضطر إلى العودة من الأردن على الفور عقب إعلان الحكومة حظر الطيران التجاري بينها وبين بلدان العالم. ويقول لـ "العربي الجديد": "جئت إلى الأردن قبل أسبوع في إطار عملي. لكن قرار الحظر التجاري أدى إلى عودتي مباشرة إلى الكويت، خصوصاً وأن الحديث يتعلق بصعوبة إرجاع الكويتيين من الخارج عقب انتهاء المهلة (أمس)".
ويحكي الصالح بعضاً ممّا شاهده. يقول: "قبل الإقلاع بدقائق، جاءت أوامر لقائد الطائرة بالتوقف وإنزال كل شخص داخل الطائرة لا يحمل جواز سفر كويتيا، وسط اعتراض الركاب الذين تركوا عائلاتهم وأهلهم في الكويت. لكن قائد الطائرة أبلغهم بأن السلطات الكويتية قالت لشركة الطيران إنها لن تسمح لأي شخص غير كويتي بالنزول في مطارها".
ويعيش الطالب ناصر الظفيري، والذي يدرس في العاصمة البريطانية لندن ما يسميه مأزقاً كبيراً، نظراً لتعطيل الدراسة في جامعته خوفاً من تفشي كورونا، وعدم رجوعه إلى بلاده بسبب بعض المعاملات الخاصة به في بريطانيا، إضافة إلى الخسائر المادية التي سيتكبدها نظراً لتركه شقته التي استأجرها.
وحاول ناصر الاستفسار من الملحق الثقافي الكويتي حول آلية التعامل مع موقف كهذا. لكن الملحق أكد له أنه أمام خيارين: البقاء في بريطانيا ومواجهة مصير مجهول في ظل تفشي الفيروس فيها، أو العودة إلى الكويت مباشرة وعبر طائرات الإخلاء التي خصصتها السلطات الكويتية لمواطنيها حول العالم.
لكن العودة قد تعني أنه يتوجب على ناصر، حاله حال آلاف الكويتيين الذين يعيشون في الخارج، الخضوع لسلسلة من الإجراءات والفحوصات التي فرضتها السلطات على هؤلاء، وهو ما لا يريده الكثير من الكويتيين. وتؤكد الحكومة الكويتية أنها لن تتهاون في مواجهة المرض، وقد أجبرت أكثر من 165 ألف وافد دخلوا البلاد بعد 27 فبراير/ شباط الماضي على إجراء فحوصات في قاعات خصصت لهم في منطقة مشرف وسط العاصمة الكويت.
وهدّدت السلطات بإبعاد أي وافد لا يمتثل لأوامرها في ما يتعلق بالفحوصات، كما هددت المواطنين الكويتيين الذين لم يستجيبوا لتعليمات الحجر المنزلي بعقوبات أخرى، وهو إجراء أيده السياسيون الكويتيون المعارضون للحكومة والموالون لها.
وسادت حالة من التوتر عقب القرارات الحكومية تعطيل البلاد، وإغلاق مطار الكويت. واصطف مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين أمام الجمعيات التعاونية والمخابز ومحلات الأغذية للحصول على مخزون غذائي يكفي طوال فترة العزل الذاتي التي فرضتها الحكومة على البلاد، وسط تطمينات من القيادات الحكومية والناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المرزم، بأن المخزون الذاتي للبلاد يكفي لفترة ما بين ستة أشهر وسنة، وأن خطوط الاستيراد ما زالت تعمل.
واضطر مالك تركي (22 عاماً) إلى الانتظار مدة ثلاث ساعات أمام أحد المخابز التابعة لشركة المطاحن الكويتية المملوكة من قبل الحكومة، للحصول على أرغفة خبز لعائلته، خشية نقصها في الأيام المقبلة، في ظل حالة الهلع التي اجتاحت البلاد عقب قرار الحكومة تعطيل كافة المرافق الحكومية والشركات والمصارف.
ويقول مالك لـ "العربي الجديد": "المشهد مروّع. إنها المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد أمراً مماثلاً. الجمعيات التعاونية شبه فارغة من الطعام والمشروبات والمنظّفات. المخابز ممتلئة بالطوابير، والجميع خائف ولا يمكن الهرب من الأزمة لأن العالم كله محاصر من جراء هذا الوباء".
وتؤيّد فاطمة سالم الخمسينية ما ذهب إليه مالك تركي. وتقول لـ "العربي الجديد": "الجيل الجديد لم يعتد على مثل هذه الأجواء في الكويت. لكنّ الأجيال القديمة عاشت جوّاً مماثلاً أثناء الغزو العراقي للبلاد عام 1990". لكنّها ترى أن الوضع الحالي أسوأ بكثير. في وقت الحرب، كان في إمكان أي شخص أن يسافر إلى خارج الوطن، خصوصاً وأن الشعب الكويتي مقتدر مالياً. أما اليوم، فالفيروس في كل مكان. وأي مكان خارج المنزل قد يكون موبوءاً.
وبدت شوارع الكويت، وعلى غير العادة، خالية من السيارات، في وقت أغلقت المحلات والمطاعم والمقاهي أبوابها امتثالاً للتعليمات الحكومية المشددة، والتي هددت بسحب رخصة كل من لا يمتثل للقرار. ويقول عبد العزيز القطامي، الذي يبلغ 14 عاماً من العمر: "المشهد يشبه أفلام الخيال العلمي، بلد كامل يتم الحجر عليه".
وبينما كان عبد العزيز وأقرانه من تلاميذ المدارس سعداء بالعطلة المدرسية التي منحت لهم لمدة أسبوعين بدءاً من الأول من شهر مارس/ آذار الجاري، فإنهم بدأوا يشعرون بالملل نتيجة تمديد هذه العطلة أسبوعين آخرين، وإمكانية تمديدها لفترة أطول، وعدم إمكانية خروجهم إلى الشوارع أو زيارة أقربائهم نتيجة تخوف أهلهم من تفشي الوباء. يضيف: "كنا نتوقع عطلة سعيدة، فصارت عطلة بائسة".
أما رجل الأعمال سعد الصالح (55 عاماً)، فاضطر إلى العودة من الأردن على الفور عقب إعلان الحكومة حظر الطيران التجاري بينها وبين بلدان العالم. ويقول لـ "العربي الجديد": "جئت إلى الأردن قبل أسبوع في إطار عملي. لكن قرار الحظر التجاري أدى إلى عودتي مباشرة إلى الكويت، خصوصاً وأن الحديث يتعلق بصعوبة إرجاع الكويتيين من الخارج عقب انتهاء المهلة (أمس)".
ويحكي الصالح بعضاً ممّا شاهده. يقول: "قبل الإقلاع بدقائق، جاءت أوامر لقائد الطائرة بالتوقف وإنزال كل شخص داخل الطائرة لا يحمل جواز سفر كويتيا، وسط اعتراض الركاب الذين تركوا عائلاتهم وأهلهم في الكويت. لكن قائد الطائرة أبلغهم بأن السلطات الكويتية قالت لشركة الطيران إنها لن تسمح لأي شخص غير كويتي بالنزول في مطارها".
ويعيش الطالب ناصر الظفيري، والذي يدرس في العاصمة البريطانية لندن ما يسميه مأزقاً كبيراً، نظراً لتعطيل الدراسة في جامعته خوفاً من تفشي كورونا، وعدم رجوعه إلى بلاده بسبب بعض المعاملات الخاصة به في بريطانيا، إضافة إلى الخسائر المادية التي سيتكبدها نظراً لتركه شقته التي استأجرها.
وحاول ناصر الاستفسار من الملحق الثقافي الكويتي حول آلية التعامل مع موقف كهذا. لكن الملحق أكد له أنه أمام خيارين: البقاء في بريطانيا ومواجهة مصير مجهول في ظل تفشي الفيروس فيها، أو العودة إلى الكويت مباشرة وعبر طائرات الإخلاء التي خصصتها السلطات الكويتية لمواطنيها حول العالم.
لكن العودة قد تعني أنه يتوجب على ناصر، حاله حال آلاف الكويتيين الذين يعيشون في الخارج، الخضوع لسلسلة من الإجراءات والفحوصات التي فرضتها السلطات على هؤلاء، وهو ما لا يريده الكثير من الكويتيين. وتؤكد الحكومة الكويتية أنها لن تتهاون في مواجهة المرض، وقد أجبرت أكثر من 165 ألف وافد دخلوا البلاد بعد 27 فبراير/ شباط الماضي على إجراء فحوصات في قاعات خصصت لهم في منطقة مشرف وسط العاصمة الكويت.
وهدّدت السلطات بإبعاد أي وافد لا يمتثل لأوامرها في ما يتعلق بالفحوصات، كما هددت المواطنين الكويتيين الذين لم يستجيبوا لتعليمات الحجر المنزلي بعقوبات أخرى، وهو إجراء أيده السياسيون الكويتيون المعارضون للحكومة والموالون لها.