وتعتبر الكلاب البوليسية من وسائل الحماية الأمنية التي يتبعها العراقيون بعد كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار الذكية، التي ازداد الإقبال عليها مؤخراً من قبل التجار وأصحاب شركات الصرافة والأثرياء.
وأصبح لتلك الكلاب تجار مختصون من الشباب والهواة، يستوردونها من بعض الدول على نفقتهم الخاصة ويربونها ويدربونها، أو تكون مدربة مسبقاً ثم يبيعونها للمواطنين.
حسن عوني أحد هواة تربية الكلاب البوليسية يوضح لـ"العربي الجديد" أن "الضرورات الأمنية التي يمر بها العراق دفعت الكثيرين إلى شراء الكلاب االبوليسية بأنواعها المختلفة مع ازدياد عمليات السطو المسلح والسرقات المنظمة"، مؤكداً أن تلك الكلاب ترفق بشهادة صحية تبين خلوها من الأمراض والفيروسات الخطرة، وتتضمن جدولاً زمنياً للقاحات، فضلاً عن مواصفات الكلب وقدراته التي تم تدريبه عليها".
وانتشرت على موقع فيسبوك صفحات خاصة ببيع وشراء الكلاب البوليسية في العراق، تتضمن أنواعها وأسعارها وتعليمات خاصة بتربية كلاب الحراسة.
اقرأ أيضاً: كاميرات المراقبة.. لا غنى عنها في العراق
ويوضح الناشط فلاح مدني أن "أسعار تلك الكلاب تبدأ من 800 دولار وتصل إلى 3000 دولار وحتى 10 آلاف دولار بحسب نوعها ". ويتابع "الإقبال يتزايد على الكلاب البوليسية، وخاصةً تلك التي بعمر شهرين وثلاثة أشهر لسهولة تربيتها وتدريبها".
سمير حسن (29 عاماً) مربي كلاب يقول "هناك أحجام وأنواع مختلفة من الكلاب البوليسية وهي تحتل الصدارة في البيع، ولا يقتصر شراؤها على المواطنين بل تشتريها الأجهزة الأمنية العراقية، ولكن الدولة تستورد هذه الكلاب من شركات دولية مختصة أما المواطنون فيلجؤون إلى مربي الكلاب وتجارها وهواتها للشراء".
عابد علي (47 عاماً) تاجر عراقي يعيش في إحدى ضواحي بغداد يملك كلباً بوليسياً اشتراه بمبلغ 2000 دولار لحراسة منزله الكبير، موضحاً أن تلك "مدربة على رصد أي حركة مهما كانت بسيطة ليلاً أو نهاراً وكشف الغرباء فضلاً عن العواء المرتفع الذي تصدره في حالة وجود خطر معين ما يسمح بالمناورة واتخاذ الاحتياطات اللازمة في حالات السطو المسلح مثلاً".
الخبير الأمني فضل الجابري أوضح أن "إقبال المواطنين على شراء الكلاب البوليسية بهدف الحراسة يعكس الحالة الأمنية المتردية في البلاد، ولم يكن العراق يعرف الكلاب البوليسية بهدف توفير الأمن قبل 2003 وقد أدخلتها قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني إلى البلاد عام 2003 وساعد المترجمون العاملون معها من العراقيين على ذلك".
ويتابع جابر"أصبح الاعتماد على الكلاب البوليسية ضرورة ملحة في الوقت الحاضر بالنسبة للأثرياء والسياسيين بعد ارتفاع نسبة عمليات السطو المسلح والسرقات المنظمة وعمليات الاغتيال وما شابه، ولم يعد الاعتماد على كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار وحدها يفي بالغرض".
اقرأ أيضاً: خدع وحيل عصابات السرقة في بغداد