أعلن مسؤول عراقي بوزارة العدل في بغداد عن تسجيل أكثر من 400 حالة زواج بين عراقيين وسوريين جمعتهم ظروف النزوح والتهجير خلال 5 سنوات في العراق، مؤكداً توثيق عدد مماثل في السفارة العراقية في تركيا.
ويوجد نحو 80 ألف مواطن سوري نازح في مناطق مختلفة من العراق، يتركز أغلبهم في إقليم كردستان العراق والعاصمة بغداد ومدن جنوبي البلاد منذ عام 2013 ولغاية اليوم، في حين يتشارك العراقيون والسوريون في تركيا مناطق واسعة، وهم مسجلون في سجلات الأمم المتحدة ويتلقون مساعدات مستمرة بصفتهم نازحين جراء الحرب الدائرة في بلادهم.
ووفقاً لقاضي دائرة الأحوال المدنية بوزارة العدل العراقية، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، فإن "أكثر من 400 زيجة عقدت بين عراقي وسورية أو العكس في السنوات الخمس الماضية، وسجلت رسمياً في محاكم الأحوال المدنية العراقية وفق الأصول".
وبيّن أن "غالبية المقترنين تشاركوا مناطق النزوح، أو مناطق السكن الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية أو سلطات إقليم كردستان العراق".
ولفت إلى أن عدداً مماثلاً من عقود الزواج سجلت في تركيا من خلال السفارة العراقية في مدن إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب وأضنة ومناطق وولايات تركية أخرى خلال الفترة نفسها.
وقال أحمد قادر آباد، نائب رئيس منظمة دهوك لرعاية النازحين، إحدى المنظمات المتعاونة مع بعثة الأمم المتحدة بالعراق، إن "تسجيل حالات الزواج مستمر بين السوريين والعراقيين أو بين العراقيين أنفسهم من النازحين الفارين من مناطق القتال".
وأضاف آباد، لـ"العربي الجديد"، أن "طول سنوات النزوح واستقرار العوائل النازحة في مناطق واحدة يدفع الكثير منهم إلى تزويج بناتهم في أي فرصة جيدة، بسبب شظف العيش وقلة مصادر الرزق للعائلة وضيق المسكن فضلا عن العادات والتقاليد"، واصفاً تلك الزيجات بأنها ناجحة ولم تسجل بعدها أي حالات طلاق.
سمية أحمد حاتم (29 عاماً)، من أهالي حلب، نزحت مع أهلها عام 2014 إلى أربيل، واستقرت هناك مع ذويها، وتمكن أشقاؤها من إيجاد عمل في أحد المطاعم الشعبية، اقترنت أخيراً بشاب من سكان الفلوجة نزح أيضاً بفعل الحرب واجتياح داعش لمدينته. وأوضحت لـ"العربي الجديد"، أن لا أحد كان ليصدق ولا هي أن حياتها ستتحول بهذا الشكل الكبير.
وأضافت "كنت طالبة في كلية الهندسة بالمرحلة الرابعة عندما هربنا من حلب بسبب القصف بالبراميل المتفجرة. حاولنا دخول تركيا ولم ننجح، وانتقلنا إلى الحسكة ثم دخلنا كردستان العراق، واستقبلونا هنا بكل احترام، واستقرينا في منزل بسيط. كان جيراننا من أهل الفلوجة، وشهر بعد آخر صار التعارف بيننا، وكنا نساعد بعضنا بعضاً، إلى أن أنهت أمي ووالدة زوجي الموضوع، والحمد لله رزقنا بعمر وفاطمة وننتظر المولود الثالث".
وأكدت أنها سعيدة، وقالت: "أحمد الله على هذا الشاب الذي يعاملني كأنني أمانة عنده ويعطف علي، وفي الوقت نفسه ارتاح أبي وأمي من مسؤوليتي وتفكيرهم الدائم بحالي".
طه الجميلي، وهو زوج سمية، قال: "حالياً سنبقى هنا، فالإقليم يعاملنا بكل خير، وإذا وضعت الحرب أوزارها سننتقل لنزور حلب ونعود للفلوجة". وختم ضاحكاً "تبا لسايكس بيكو".