حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أن السوريين العائدين إلى بلدهم هرباً من الحرب في لبنان، والذين فاق عددهم 350 ألفاً منذ أكثر من شهر، "يواجهون خطر القمع والاعتقال التعسفي" هناك. وأوردت المنظمة في تقرير نشر أمس: "يواجه السوريون الفارون من لبنان، خصوصاً الرجال، خطر الاعتقال التعسفي والانتهاكات على يد السلطات السورية".
وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل، إن "الوفيات المريبة للعائدين أثناء احتجازهم تسلّط الضوء على الخطر الصارخ المتمثل في الاحتجاز التعسفي والانتهاكات والاضطهاد بحق الفارين، والحاجة الملحّة إلى مراقبة فعالة للانتهاكات الحقوقية في سورية".
السوريون الفارون من لبنان معرضون للقمع عند عودتهم https://t.co/MmDGUvy2iD
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) October 30, 2024
هيومن رايتس ووتش: سورية ليست أكثر أمناً للعودة
وفرّ أكثر من نصف مليون شخص من لبنان إلى سورية منذ 23 سبتمبر/أيلول 2024 مع تصعيد إسرائيل عدوانها على لبنان، ومن بين هؤلاء أكثر من 355 ألف سوري، وفق أرقام صادرة عن السلطات اللبنانية. وقالت المنظمة إنها وثّقت "خمسة اعتقالات" في أكتوبر/تشرين الأول لسوريين بعد عودتهم إلى بلادهم، من بينها "اعتقالان عند معبر الدبوسية" الحدودي بين شمال لبنان وحمص. أضافت أنه "في إحدى الحوادث، اعتُقل شخصان عند حاجز بين حلب وإدلب".
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن أقارب هؤلاء قولهم إن "جهاز المخابرات العسكرية السوري هو من نفّذ جميع الاعتقالات". وقال كوغل: "سورية ليست أكثر أمنا للعودة مقارنة بما كانت عليه من قبل، لكن المخاطر المتصاعدة في لبنان تجعل العديد من السوريين بلا مكان آخر يذهبون إليه. عودتهم ليست علامة على تحسّن الظروف في سورية، بل هي حقيقة صارخة مفادها أنهم محرومون من البدائل الأكثر أمنا ويجبرون على العودة إلى بلد لا يزالون يواجهون فيه مخاطر الاعتقال والانتهاكات والموت".
وثّقت هيومن رايتس ووتش الظروف الاقتصادية والإنسانية، بما فيها تدمير الممتلكات المنتشر داخل سورية، ما قد يهدد حقوق العائدين في الحياة والسلامة الجسدية والكرامة. بالإضافة إلى حماية السوريين من العودة لمواجهة العنف والتعذيب والاضطهاد، تدعو المنظمة الدولية جميع البلدان التي تستضيف السوريين إلى وقف جميع عمليات الإعادة القسرية إلى سورية بسبب الظروف اللاإنسانية والمهينة التي سيواجهها العائدون على الأرجح، والتي قد تهدد حقوقهم في الحياة والحرية والسلامة الجسدية.