يتوسط مسجد "عثمان قشقار" الأثري، شوارع وأزقة غزة القديمة، الواقعة إلى الشرق من مدينة غزة، والمكتظة بالمباني والأعيان والآثار القديمة، التي تمثل كنز غزة الأثري الذي يرجع إلى آلاف السنين، ويحمل في جنباته أسرار فلسطين، وتاريخ حكاياتها.
ولم يكن سهلاً العثور على شخص للحديث عن مسجد عثمان قشقار، صغير المساحة، الذي يرجع بناؤه إلى عام 1223 ميلادياً، ويعتبر من أقدم المساجد والأعيان الأثرية في قطاع غزة، والذي بدا حزيناً، منسياً، تخنقه ضجة المدينة وإهمال السلطات.
مسجد عثمان قشقار، الأثري صغير الحجم، يقع إلى جوار المسجد العمري الكبير، وهو أكبر مساجد غزة الأثرية، وسط مدينة غزة القديمة، ويبعد عنه بضعة أمتار مسجد الشمعة الواقع إلى الشمال من حيّ الزيتون، ومسجد كاتب ولاية الأثري، الملاصق لكنيسة برفيريوس الأثرية.
على باب المسجد، وضعت لافتة كتب عليها أن تاريخ تأسيس المسجد في 27 رجب لعام 620 هجرياً، وفي الداخل يقابل الزائر فور دخوله من باب المسجد بيت كبير للصلاة، أمامه إيوان وساحة، وله أوقاف يسيرة، ودفن داخله جثمان الشيخ عثمان قشقار، وتم أخيراً فصل القبر عن المسجد والبناء حوله.
عدد من الكتب ذكرت مسجد عثمان قشقار، الذي لم تسعف المعلومات عدداً كبيراً من سكان الحي أو رواد المسجد للحديث عنه، وقال الشيخ عثمان الطباع في كتابه "إتحاف الأعزة في تاريخ غزة"، في المجلد الثاني، إنّ المسجد نسب إلى الشيخ عثمان قشقار الذي اشتهر أنه من العجم وللناس فيه اعتقاد حسن، وله دكانان وداران وربع فرن وقيراط بساقية الجرن.
بينما ذكر الكاتب عارف العارف في كتابه "تاريخ غزة"، أن الذي بنى هذا المسجد رجل بهذا الاسم ألباني الأصل.
اقرأ أيضاً: "بيت جدودنا" في غزة.. كل مشيب بالشباب يَتشبثُ
عشق المسجد بدا واضحاً في ملامح مرتاديه، وهم غالباً من كبار السن، الذين عرفوا قيمته العالية، رغم مساحته الصغيرة، وجسدوا ذلك العشق من خلال الاهتمام بمرافقه من الداخل والخارج، واصطحاب الأطفال لتعريفهم بأهميته التي تزيد كلما تقدم به العمر.
السبعيني، محمد الغف، جار للمسجد، يقول لـ"العربي الجديد"، إنه بدأ الصلاة في المسجد عام 1963، وكانت أمام المسجد ساحة صغيرة بها بعض الأشجار إلى جانب مقام "عثمان قشقار"، إلى أن جرت بعض الترميمات التي وسّعت مساحته.
ويوضح الغف أنّ الاهتمام بالمسجد من قبل المسؤولين ضعيف للغاية، ويضيف "اعتدت على الصلاة فيه منذ وقت طويل. أجد الراحة النفسية بين جدرانه السميكة، ورائحة جدرانه التي يفوح منها عبق التاريخ وذكريات الماضي".
ويضيف الغف، وهو فنان تشكيلي: "التصميم القديم للمسجد وشكل جدرانه ولونها ألهمني في الكثير من الأحيان، رسم أعمال تراثية كانت الأروع من بين أعمالي"، لافتاً إلى أهمية التفات المسؤولين لمسجد عثمان قشقار والعناية به، إلى جانب العناية بكل الأعيان الأثرية التي تنتشر في مدينة غزة القديمة.
وبعد بحث دام عدة أيام، تمكنّ "العربي الجديد" من الحديث إلى صاحب فكرة ومبادرة ترميم المسجد عام 1990، وهو الدكتور أدهم أبو شعبان، الذي قام على نفقته الخاصة بتجريف المساحة الفارغة أمام المسجد، من أجل توسعته وتطويره.
ويقول أبو شعبان لـ"العربي الجديد"، إنّ المسجد بني سنة 625 هجرية على يد أحد الأتراك ويدعى عثمان قشقار، الذي توفي ودفن داخل المسجد، إلى أن تمّت توسعة المسجد وعزل القبر، لافتاً إلى أنه من أقدم المساجد الأثرية في قطاع غزة.
ويضيف: "وُصِل المسجد القديم ببناء جديد لتوسعة المصلّى، وبُني فوقه طابقان، الأول لتحفيظ القرآن، والثاني لإعطاء الدورات التدريبية في مختلف الأمور الدينية والتنموية، كذلك أنشأنا هيئة إدارية للمسجد، وترأست إدارتها".
بني مسجد عثمان قشقار على النمط العثماني التركي، وامتازت جدرانه بالسُمك، حيث يراوح سمك الجدار ما بين 80 سنتيمتراً إلى متر، وفق حديث أبو شعبان، الذي يؤكد أنهم لم يلمسوا المسجد والمصلى الداخلي فيه، من أجل الحفاظ على قيمته الأثرية العالية.
المسجد العتيق، الذي لا تتجاوز مساحته 170 متراً، بدا مكتظاً بالمصلين، وعن ذلك يقول: "تكتسب المساجد القديمة والأثرية في قطاع غزة قيمة كبيرة، ويزداد عدد مرتاديها بسبب الراحة النفسية التي تخلّفها، عبر أصالتها وعبق التاريخ الذي يفوح من جدرانها".
"القيمة الأثرية العالية، والتاريخ الحافل لبعض المساجد، ومنها مسجد عثمان قشقار، لم يحظ بالقدر المناسب من الاهتمام الحكومي"، يقول أبو شعبان، مضيفاً: "لكننا تغلّبنا على ذلك من خلال توفير الإمام والمؤذن وبعض الاحتياجات على نفقة أهل الخير".
اقرأ أيضاً: بيت التراث: تذكارات عن فلسطين ومنها
ولم يكن سهلاً العثور على شخص للحديث عن مسجد عثمان قشقار، صغير المساحة، الذي يرجع بناؤه إلى عام 1223 ميلادياً، ويعتبر من أقدم المساجد والأعيان الأثرية في قطاع غزة، والذي بدا حزيناً، منسياً، تخنقه ضجة المدينة وإهمال السلطات.
مسجد عثمان قشقار، الأثري صغير الحجم، يقع إلى جوار المسجد العمري الكبير، وهو أكبر مساجد غزة الأثرية، وسط مدينة غزة القديمة، ويبعد عنه بضعة أمتار مسجد الشمعة الواقع إلى الشمال من حيّ الزيتون، ومسجد كاتب ولاية الأثري، الملاصق لكنيسة برفيريوس الأثرية.
على باب المسجد، وضعت لافتة كتب عليها أن تاريخ تأسيس المسجد في 27 رجب لعام 620 هجرياً، وفي الداخل يقابل الزائر فور دخوله من باب المسجد بيت كبير للصلاة، أمامه إيوان وساحة، وله أوقاف يسيرة، ودفن داخله جثمان الشيخ عثمان قشقار، وتم أخيراً فصل القبر عن المسجد والبناء حوله.
عدد من الكتب ذكرت مسجد عثمان قشقار، الذي لم تسعف المعلومات عدداً كبيراً من سكان الحي أو رواد المسجد للحديث عنه، وقال الشيخ عثمان الطباع في كتابه "إتحاف الأعزة في تاريخ غزة"، في المجلد الثاني، إنّ المسجد نسب إلى الشيخ عثمان قشقار الذي اشتهر أنه من العجم وللناس فيه اعتقاد حسن، وله دكانان وداران وربع فرن وقيراط بساقية الجرن.
بينما ذكر الكاتب عارف العارف في كتابه "تاريخ غزة"، أن الذي بنى هذا المسجد رجل بهذا الاسم ألباني الأصل.
اقرأ أيضاً: "بيت جدودنا" في غزة.. كل مشيب بالشباب يَتشبثُ
عشق المسجد بدا واضحاً في ملامح مرتاديه، وهم غالباً من كبار السن، الذين عرفوا قيمته العالية، رغم مساحته الصغيرة، وجسدوا ذلك العشق من خلال الاهتمام بمرافقه من الداخل والخارج، واصطحاب الأطفال لتعريفهم بأهميته التي تزيد كلما تقدم به العمر.
السبعيني، محمد الغف، جار للمسجد، يقول لـ"العربي الجديد"، إنه بدأ الصلاة في المسجد عام 1963، وكانت أمام المسجد ساحة صغيرة بها بعض الأشجار إلى جانب مقام "عثمان قشقار"، إلى أن جرت بعض الترميمات التي وسّعت مساحته.
ويوضح الغف أنّ الاهتمام بالمسجد من قبل المسؤولين ضعيف للغاية، ويضيف "اعتدت على الصلاة فيه منذ وقت طويل. أجد الراحة النفسية بين جدرانه السميكة، ورائحة جدرانه التي يفوح منها عبق التاريخ وذكريات الماضي".
ويضيف الغف، وهو فنان تشكيلي: "التصميم القديم للمسجد وشكل جدرانه ولونها ألهمني في الكثير من الأحيان، رسم أعمال تراثية كانت الأروع من بين أعمالي"، لافتاً إلى أهمية التفات المسؤولين لمسجد عثمان قشقار والعناية به، إلى جانب العناية بكل الأعيان الأثرية التي تنتشر في مدينة غزة القديمة.
وبعد بحث دام عدة أيام، تمكنّ "العربي الجديد" من الحديث إلى صاحب فكرة ومبادرة ترميم المسجد عام 1990، وهو الدكتور أدهم أبو شعبان، الذي قام على نفقته الخاصة بتجريف المساحة الفارغة أمام المسجد، من أجل توسعته وتطويره.
ويقول أبو شعبان لـ"العربي الجديد"، إنّ المسجد بني سنة 625 هجرية على يد أحد الأتراك ويدعى عثمان قشقار، الذي توفي ودفن داخل المسجد، إلى أن تمّت توسعة المسجد وعزل القبر، لافتاً إلى أنه من أقدم المساجد الأثرية في قطاع غزة.
ويضيف: "وُصِل المسجد القديم ببناء جديد لتوسعة المصلّى، وبُني فوقه طابقان، الأول لتحفيظ القرآن، والثاني لإعطاء الدورات التدريبية في مختلف الأمور الدينية والتنموية، كذلك أنشأنا هيئة إدارية للمسجد، وترأست إدارتها".
بني مسجد عثمان قشقار على النمط العثماني التركي، وامتازت جدرانه بالسُمك، حيث يراوح سمك الجدار ما بين 80 سنتيمتراً إلى متر، وفق حديث أبو شعبان، الذي يؤكد أنهم لم يلمسوا المسجد والمصلى الداخلي فيه، من أجل الحفاظ على قيمته الأثرية العالية.
المسجد العتيق، الذي لا تتجاوز مساحته 170 متراً، بدا مكتظاً بالمصلين، وعن ذلك يقول: "تكتسب المساجد القديمة والأثرية في قطاع غزة قيمة كبيرة، ويزداد عدد مرتاديها بسبب الراحة النفسية التي تخلّفها، عبر أصالتها وعبق التاريخ الذي يفوح من جدرانها".
"القيمة الأثرية العالية، والتاريخ الحافل لبعض المساجد، ومنها مسجد عثمان قشقار، لم يحظ بالقدر المناسب من الاهتمام الحكومي"، يقول أبو شعبان، مضيفاً: "لكننا تغلّبنا على ذلك من خلال توفير الإمام والمؤذن وبعض الاحتياجات على نفقة أهل الخير".
اقرأ أيضاً: بيت التراث: تذكارات عن فلسطين ومنها