غيّرت الحرب مسار عدد كبير من الناس، وقد ذاق السوريّون مرارتها، فاختار كثيرون ترك وطنهم والانتقال إلى أماكن متفرّقة، بعدما خسروا ممتلكاتهم وأعمالهم. حتّى اللحظة، لا يعرف اللاجئون السوريّون إن كان في إمكانهم العودة إلى بلادهم في القريب العاجل، بعد تحرّر عدد من المناطق. في الوقت نفسه، يأمل بعضهم في العودة مهما كان حجم المعاناة، رغم أن ممتلكاتهم كلّها سويّت أرضاً، ولم يعد لديهم مصدر رزق. هؤلاء يدركون تماماً أنّهم سيجدون صعوبات عدة في تدبير أمور حياتهم اليومية، حتى يتمكنوا من إعادة بناء ما تهدّم.
عبد الله الصغير هو أحد أولئك الذين يشعرون أنّ "الحرب هزمتهم"، بعدما أجبر على ترك منطقته. هو في العقد السادس من العمر، وقد نزح من الخالدية في حمص إلى لبنان منذ أربع سنوات، هرباً من الحرب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم.
ترك كلّ شيء وجاء إلى لبنان، علّه يستطيع بناء حياة كريمة بعدما فقد كل شيء. كان يملك فرناً ويخبز على الحجر. يلفت إلى أنّ حياته كانت مستقرّة في الخالدية في حمص، ولم يشعر بمهانة العيش والغربة. قدم من حمص إلى مخيّم شاتيلا في بيروت بحثاً عن عمل يستطيع أن يوفّر له العيش الكريم. ورغم أنّه يعمل كثيراً، بالكاد يستطيع تأمين احتياجات حياته وزوجته. ويلفت إلى أن أولاده من زوجته الأولى يعيشون مع والدتهم ويسعون وراء لقمة العيش، موضحاً أنهم في سن يسمح لهم بالعمل.
يقول عبد الله: "تركت حمص بسبب الحرب، بعدما لم أعد أملك شيئاً أسعى لأجله، فقد خسرت البيت والعمل. كنت أخبز التنّور على الحجر، وكان أهل البلدة يقصدونني لشراء الخبز. لكن بعدما اشتدّت الحرب، جئت إلى لبنان، وبدأت البحث عن منزل. استأجرت بيتاً وفرناً في مخيّم شاتيلا لأخبز التنور. في بعض الأشهر، أعجز عن تأمين المستحقات المالية المترتبة علي". ويشرح عن هذا الخبز موضحاً أنه "خالٍ من السكر. أستخدم الطحين البلدي في العجن. حتّى طريقة خبزه مختلفة. بعد عجنه، يقطع، وأحمي الفرن الذي هو عبارة عن برميل أضع فيه الحطب. وعند عمليّة الخبز، أرقّ قطع العجين، وأضع كل قطعة على قماشة دائرية متوسطة الحجم، ثم في الفرن لتصير رغيفاً جاهزاً للأكل".
في الوقت الحالي، يعيش مع زوجته الثانية في مخيم شاتيلا، لكن بدل إيجار المنزل مرتفع جداً. في بعض الأحيان "لا أستطيع سداد بدل الإيجار. ترك أولادي أيضاً حمص ولجأوا إلى مخيم شاتيلا. في بعض الأحيان، تساعدني زوجتي في الفرن". تختلف نسبة البيع بين يوم وآخر. أحياناً يكون جيداً وأحياناً أخرى يكون قليلاً.
يقول عبد الله: "في حال توقفت المعارك في سورية، وانتهت الحرب، سأعود على الفور إلى بلدي. هنا، شعرت بمهانة كبيرة علماً أنّني أعمل، وأعيش في منزل جيّد. لكنني لا أستطيع تحمّل الأعباء المالية. في سورية، الحياة أسهل، وهناك بيتي وحياتي كلها، إضافة إلى الأهل والعائلة والأصدقاء".
اقــرأ أيضاً
عبد الله الصغير هو أحد أولئك الذين يشعرون أنّ "الحرب هزمتهم"، بعدما أجبر على ترك منطقته. هو في العقد السادس من العمر، وقد نزح من الخالدية في حمص إلى لبنان منذ أربع سنوات، هرباً من الحرب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم.
ترك كلّ شيء وجاء إلى لبنان، علّه يستطيع بناء حياة كريمة بعدما فقد كل شيء. كان يملك فرناً ويخبز على الحجر. يلفت إلى أنّ حياته كانت مستقرّة في الخالدية في حمص، ولم يشعر بمهانة العيش والغربة. قدم من حمص إلى مخيّم شاتيلا في بيروت بحثاً عن عمل يستطيع أن يوفّر له العيش الكريم. ورغم أنّه يعمل كثيراً، بالكاد يستطيع تأمين احتياجات حياته وزوجته. ويلفت إلى أن أولاده من زوجته الأولى يعيشون مع والدتهم ويسعون وراء لقمة العيش، موضحاً أنهم في سن يسمح لهم بالعمل.
يقول عبد الله: "تركت حمص بسبب الحرب، بعدما لم أعد أملك شيئاً أسعى لأجله، فقد خسرت البيت والعمل. كنت أخبز التنّور على الحجر، وكان أهل البلدة يقصدونني لشراء الخبز. لكن بعدما اشتدّت الحرب، جئت إلى لبنان، وبدأت البحث عن منزل. استأجرت بيتاً وفرناً في مخيّم شاتيلا لأخبز التنور. في بعض الأشهر، أعجز عن تأمين المستحقات المالية المترتبة علي". ويشرح عن هذا الخبز موضحاً أنه "خالٍ من السكر. أستخدم الطحين البلدي في العجن. حتّى طريقة خبزه مختلفة. بعد عجنه، يقطع، وأحمي الفرن الذي هو عبارة عن برميل أضع فيه الحطب. وعند عمليّة الخبز، أرقّ قطع العجين، وأضع كل قطعة على قماشة دائرية متوسطة الحجم، ثم في الفرن لتصير رغيفاً جاهزاً للأكل".
في الوقت الحالي، يعيش مع زوجته الثانية في مخيم شاتيلا، لكن بدل إيجار المنزل مرتفع جداً. في بعض الأحيان "لا أستطيع سداد بدل الإيجار. ترك أولادي أيضاً حمص ولجأوا إلى مخيم شاتيلا. في بعض الأحيان، تساعدني زوجتي في الفرن". تختلف نسبة البيع بين يوم وآخر. أحياناً يكون جيداً وأحياناً أخرى يكون قليلاً.
يقول عبد الله: "في حال توقفت المعارك في سورية، وانتهت الحرب، سأعود على الفور إلى بلدي. هنا، شعرت بمهانة كبيرة علماً أنّني أعمل، وأعيش في منزل جيّد. لكنني لا أستطيع تحمّل الأعباء المالية. في سورية، الحياة أسهل، وهناك بيتي وحياتي كلها، إضافة إلى الأهل والعائلة والأصدقاء".