19 نوفمبر 2023
عبد الله الجبر... وعطاء غير محدود
إذا ما حاولنا أن نستعرض بعض الصور التي تقرؤها الذاكرة، فإنّها بالتأكيد تظل كثيرة ومتنوعة، هذا في حال أرادت أن تحاول سبرها والإحاطة بها، لأن الذاكرة قادرة على قراءتها وبتمعن، فما بالك إذا كانت الشخصية التي نحاول الوقوف عندها لها حضورها ومكانتها.. واستطاعت، وبجهد فردي، أن تجسّد الكثير من أحلامها في المهجر على الرغم من المعاناة والكدح، وتعدد الوجوه التي تحاول الظهور وكسر القيود، وإن تعثّرت في إظهار هذه الصورة أو تلك.
المحاولات كثيرة، والاجتهادات تظل بلا حدود.. والغلبة، بالتالي، لمن يعرف الطريق الأسهل الذي من خلاله يمكنه الوصول إلى الهدف، وبسرعة.
وسبق، أن خضنا تجارب استعراض لبعض الشخصيات، من باب تعريف القارئ بها، وكذلك إعطاء دور محايد للشخصية التي نحاول أن نلقي الضوء عليها، وليس من باب الترويج لها، وإظهار ما يلفت. بالتأكيد لا.
ومن الوجوه التي فرضت نفسها، وحاولت تكريس ما تعلّمته وبرزت، وبكل تحدٍ، ونجحت -بالتالي- في الوصول إلى تحقيق رغبتها وهدفها في الحياة، على الرغم من كل الصعاب التي واجهت طريقها منذ أن قررت أن يكون لها مكانتها وموقفها في هذه المحطة التي نحن بصدد الحديث عنها، عبد الله الجبر ابن مدينة بيت عنان المقدسية.
ففي ولاية لويزيانا الأميركية، أخذ الأخوة العرب بالتحلّق في أركانها، والتسابق إليها، وأتوا إليها من كل حدب وصوب.. والأسباب، بالتأكيد، بات يعرفها الجميع، وفي مقدمتها طبيعة الطقس الذي تتحلى به، وأسعار المواد الاستهلاكية المقبولة قياساً بغيرها من الولايات الأميركية الأخرى.. ووجود أبناء الجالية العربية، هناك وبشكلٍ ملحوظ، وتزايد أعدادهم تباعاً، وتجمّعهم الذي وصل إلى أعداد كبيرة.
برزت شخصية عبد الله الجبر، وفرضت نفسها بنفسها، وشقت طريقها، بكل تحدٍ وثقة بالنفس نحو تحقيق أهداف مرسومة كانت قد وضحت معالمها فيما بعد، وهو من الشخصيات البارزة والمعروفة التي يشهد لها الآخرون بالحنكة والصبر والدراية والمعرفة، وهذا بالطبع، نتيجة الجهد والمتابعة الحثيثة والاهتمام والنشاط غير المسبوق الذي كرّسه لهذا النجاح المتفرّد، وهذا الصعود الذي بات علماً على رأسه نار. وهو في قرارة نفسه، استطاع أن يكسر حاجز الصمت، بإقدامه وشهامته، والأصالة التي يتحلى بها، وبالخبرة والشجاعة التي ميزته عن بقية أبناء جيله من الشباب العرب الذين نجحوا في هذا المضمار.
إن إقامته في هذه الولاية استمرت لأكثر من خمسين عاماً ونيّف، أمضاها بالجهد والمثابرة، وتمكّن أخيراً من تحقيق الطموح والهدف المرسوم، فأصبح، وبجهوده، ونتيجة النجاح الذي حققه أن أثمر نتائج يُحسد عليها كانت بمثابة وسام يعلّق على صدره، حيث استطاع تحقيق رغبته، وهذه الرغبة تحوّلت مع مرور الوقت إلى مردود يُباغت البعيد والقريب!
وفي العودة، إلى ثمانينيات القرن الماضي، فإنَّ ظهور هذه الشخصية على الساحة كانت نتيجة إصرارها، وتأكيدها على تحقيق حلم وردي طالما رسمت الطريق، مشوار الألف ميل الذي بدأ بخطوة .. وبدت الخيوط تمد حبالها، وكسب المال والشهرة لم يأتِ من فراغ، إنما نتيجة المتابعة والجهد والمثابرة والنشاط الدؤوب، والعطاء الذي لا ينضب.
تحولت هذه الصورة مع مرور الوقت إلى حدس آخر بات أنموذجاً يُحتذى. أنموذج حياة بالنسبة لهذه الشخصية التي كرّست جلَّ وقتها في العمل، لاسيما أن العمل كما يقول: "هو مقياس التقدم والنجاح لأي إنسان يحاول الوصول إلى ما يريد". كما أنه يؤمن بالكثير من المقولات، والتي شكلت مفتاح نجاحه وتفوقه، ومنها: "سرّ النجاح هو أن تسير إلى الأمام". ويضيف: "لا تيأس.. عندما لا يتحقق لك أمر حاول مراراً وتكراراً. فقطرة المطر تحفر الصخر ليس بالعنف.. ولكن بالتكرار".
ومن أهم ما تعلّمه في الحياة: "إحسان الظن بالناس كأنهم كلهم خير، واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس". كما ويؤكد: "ما أجمل أن تعطي ما لديك بدافع الحب وليس فقط من منطق الواجب".
هذا بعض من المقولات، أو يمكن أن نقول عنها حكم مكتسبة من الحياة، تعلّمها وبات يؤمن بها عبد الله الجبر، الذي سبر غور هذه الدنيا، بحلوها ومرّها، ولم يتنكر لجميل أحد، بل كان حضوره في أغلب المناسبات يُعد مفتاح خير للناس، وبصورةٍ خاصة بين أصدقائه وأقاربه، وهو الذي دائماً يسهم في جمع شملهم في بلاد الاغتراب، باحتضانهم وتقديم ما يحتاجون. وهو كريم بطبعه، سخي ومنفتح على الناس، وطالما يُسرع في تقديم يد العون لأي عربي محتاج.
والكل يعلم أنَّ أبو أحمد، طيّب القلب، بسيط في تعامله، يحترم مواعيده، ومتسامح مع الآخرين، وله مساهماته في تقديم ما يمكن من مساعدة، إرضاء لذاته أولاً.
وفي إحدى المرات، وهذه شهادة، رواها لي بعضهم، أنه قام بخدمة أحد الأشخاص، بنقل ما يحتاجه من أمتعة إلى حيث يقيم، وبسيارته الخاصة، أضف إلى أنه كثير العطاء، ومساهماته الخيرية ودعمه المادي المستمر لمدرسة بيت عنان في فلسطين، ومكتبتها المدرسية، في مسقط رأسه خير مثال في ذلك، وغيرها من المساهمات الخيرية، والتي تسجل بطاقة شكر لهذا الإنسان الذي نذر نفسه في خدمة أبناء بلده، أضف إلى الكثير من الشباب العرب حيث أسهم في مساعدتهم ومد يد العون لهم، ولا ننسى تكريمه لطلاب الثانوية العامة المتفوقين في مدرسة بيت عنان.
ولا يمكن أن يغيب عن ذكرنا، في هذه الإطلالة، مدى الحب والاهتمام والفضل الكبير الذي كان يُعد من أول اهتماماته الشخصية التي طالما يحاول العمل بها بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، وهذا الاهتمام عائد لشخصيته التي تحمل الكثير من بذور المحبة والطيبة، وهو الشهم في مبدأه، المنصف في تعامله، الخلي من صور الحقد، واستطاع، وبرغم كل الظروف، أن يصل إلى الهدف الأسمى الذي رسمه.
هذا تعريف بسيط على شخصية "عبد الله الجبر"، وما زال هناك الكثير من الصور التي ما زالت بحاجة للوقوف عندها وتعريف الآخرين بها.. ونكتفي بهذه الصور التي تغني معارفنا، وليدركها الآخرون، وليأخذ من يأخذ بها.. لأنها لم تأت من فراغ وإنما نتيجة سهر وتعب واجتهاد ومتابعة حثيثة أثمرت، وعلى مدى أكثر من خمسين ربيعاً، ما تحقق على أرض الواقع، هنا في لويزيانا الأميركية، وفي المكان الذي ولد وترعرع فيه.
المحاولات كثيرة، والاجتهادات تظل بلا حدود.. والغلبة، بالتالي، لمن يعرف الطريق الأسهل الذي من خلاله يمكنه الوصول إلى الهدف، وبسرعة.
وسبق، أن خضنا تجارب استعراض لبعض الشخصيات، من باب تعريف القارئ بها، وكذلك إعطاء دور محايد للشخصية التي نحاول أن نلقي الضوء عليها، وليس من باب الترويج لها، وإظهار ما يلفت. بالتأكيد لا.
ومن الوجوه التي فرضت نفسها، وحاولت تكريس ما تعلّمته وبرزت، وبكل تحدٍ، ونجحت -بالتالي- في الوصول إلى تحقيق رغبتها وهدفها في الحياة، على الرغم من كل الصعاب التي واجهت طريقها منذ أن قررت أن يكون لها مكانتها وموقفها في هذه المحطة التي نحن بصدد الحديث عنها، عبد الله الجبر ابن مدينة بيت عنان المقدسية.
ففي ولاية لويزيانا الأميركية، أخذ الأخوة العرب بالتحلّق في أركانها، والتسابق إليها، وأتوا إليها من كل حدب وصوب.. والأسباب، بالتأكيد، بات يعرفها الجميع، وفي مقدمتها طبيعة الطقس الذي تتحلى به، وأسعار المواد الاستهلاكية المقبولة قياساً بغيرها من الولايات الأميركية الأخرى.. ووجود أبناء الجالية العربية، هناك وبشكلٍ ملحوظ، وتزايد أعدادهم تباعاً، وتجمّعهم الذي وصل إلى أعداد كبيرة.
برزت شخصية عبد الله الجبر، وفرضت نفسها بنفسها، وشقت طريقها، بكل تحدٍ وثقة بالنفس نحو تحقيق أهداف مرسومة كانت قد وضحت معالمها فيما بعد، وهو من الشخصيات البارزة والمعروفة التي يشهد لها الآخرون بالحنكة والصبر والدراية والمعرفة، وهذا بالطبع، نتيجة الجهد والمتابعة الحثيثة والاهتمام والنشاط غير المسبوق الذي كرّسه لهذا النجاح المتفرّد، وهذا الصعود الذي بات علماً على رأسه نار. وهو في قرارة نفسه، استطاع أن يكسر حاجز الصمت، بإقدامه وشهامته، والأصالة التي يتحلى بها، وبالخبرة والشجاعة التي ميزته عن بقية أبناء جيله من الشباب العرب الذين نجحوا في هذا المضمار.
إن إقامته في هذه الولاية استمرت لأكثر من خمسين عاماً ونيّف، أمضاها بالجهد والمثابرة، وتمكّن أخيراً من تحقيق الطموح والهدف المرسوم، فأصبح، وبجهوده، ونتيجة النجاح الذي حققه أن أثمر نتائج يُحسد عليها كانت بمثابة وسام يعلّق على صدره، حيث استطاع تحقيق رغبته، وهذه الرغبة تحوّلت مع مرور الوقت إلى مردود يُباغت البعيد والقريب!
وفي العودة، إلى ثمانينيات القرن الماضي، فإنَّ ظهور هذه الشخصية على الساحة كانت نتيجة إصرارها، وتأكيدها على تحقيق حلم وردي طالما رسمت الطريق، مشوار الألف ميل الذي بدأ بخطوة .. وبدت الخيوط تمد حبالها، وكسب المال والشهرة لم يأتِ من فراغ، إنما نتيجة المتابعة والجهد والمثابرة والنشاط الدؤوب، والعطاء الذي لا ينضب.
تحولت هذه الصورة مع مرور الوقت إلى حدس آخر بات أنموذجاً يُحتذى. أنموذج حياة بالنسبة لهذه الشخصية التي كرّست جلَّ وقتها في العمل، لاسيما أن العمل كما يقول: "هو مقياس التقدم والنجاح لأي إنسان يحاول الوصول إلى ما يريد". كما أنه يؤمن بالكثير من المقولات، والتي شكلت مفتاح نجاحه وتفوقه، ومنها: "سرّ النجاح هو أن تسير إلى الأمام". ويضيف: "لا تيأس.. عندما لا يتحقق لك أمر حاول مراراً وتكراراً. فقطرة المطر تحفر الصخر ليس بالعنف.. ولكن بالتكرار".
ومن أهم ما تعلّمه في الحياة: "إحسان الظن بالناس كأنهم كلهم خير، واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس". كما ويؤكد: "ما أجمل أن تعطي ما لديك بدافع الحب وليس فقط من منطق الواجب".
هذا بعض من المقولات، أو يمكن أن نقول عنها حكم مكتسبة من الحياة، تعلّمها وبات يؤمن بها عبد الله الجبر، الذي سبر غور هذه الدنيا، بحلوها ومرّها، ولم يتنكر لجميل أحد، بل كان حضوره في أغلب المناسبات يُعد مفتاح خير للناس، وبصورةٍ خاصة بين أصدقائه وأقاربه، وهو الذي دائماً يسهم في جمع شملهم في بلاد الاغتراب، باحتضانهم وتقديم ما يحتاجون. وهو كريم بطبعه، سخي ومنفتح على الناس، وطالما يُسرع في تقديم يد العون لأي عربي محتاج.
والكل يعلم أنَّ أبو أحمد، طيّب القلب، بسيط في تعامله، يحترم مواعيده، ومتسامح مع الآخرين، وله مساهماته في تقديم ما يمكن من مساعدة، إرضاء لذاته أولاً.
وفي إحدى المرات، وهذه شهادة، رواها لي بعضهم، أنه قام بخدمة أحد الأشخاص، بنقل ما يحتاجه من أمتعة إلى حيث يقيم، وبسيارته الخاصة، أضف إلى أنه كثير العطاء، ومساهماته الخيرية ودعمه المادي المستمر لمدرسة بيت عنان في فلسطين، ومكتبتها المدرسية، في مسقط رأسه خير مثال في ذلك، وغيرها من المساهمات الخيرية، والتي تسجل بطاقة شكر لهذا الإنسان الذي نذر نفسه في خدمة أبناء بلده، أضف إلى الكثير من الشباب العرب حيث أسهم في مساعدتهم ومد يد العون لهم، ولا ننسى تكريمه لطلاب الثانوية العامة المتفوقين في مدرسة بيت عنان.
ولا يمكن أن يغيب عن ذكرنا، في هذه الإطلالة، مدى الحب والاهتمام والفضل الكبير الذي كان يُعد من أول اهتماماته الشخصية التي طالما يحاول العمل بها بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، وهذا الاهتمام عائد لشخصيته التي تحمل الكثير من بذور المحبة والطيبة، وهو الشهم في مبدأه، المنصف في تعامله، الخلي من صور الحقد، واستطاع، وبرغم كل الظروف، أن يصل إلى الهدف الأسمى الذي رسمه.
هذا تعريف بسيط على شخصية "عبد الله الجبر"، وما زال هناك الكثير من الصور التي ما زالت بحاجة للوقوف عندها وتعريف الآخرين بها.. ونكتفي بهذه الصور التي تغني معارفنا، وليدركها الآخرون، وليأخذ من يأخذ بها.. لأنها لم تأت من فراغ وإنما نتيجة سهر وتعب واجتهاد ومتابعة حثيثة أثمرت، وعلى مدى أكثر من خمسين ربيعاً، ما تحقق على أرض الواقع، هنا في لويزيانا الأميركية، وفي المكان الذي ولد وترعرع فيه.